Skip to main content
"القفاص"... مهنة مصرية تقاوم الانقراض
عبدالله عبده ــ القاهرة

بلغ الحاج المصري سيد أحمد عامه السبعين وما زال يعمل في مهنته اليدوية "القفاص" والخاصة بتصنيع منتجات سعف النخيل والمتوارثة عن أبيه، إذ بدأ العمل مع والده في ورشة التصنيع وعمره 10 سنوات.

وتعتمد الورشة على السعف "الجريد" كمادة خام وحيدة في تصنيع منتجاتها من الكراسي، والطاولات، وأقفاص لتربية الدواجن، وأخرى مسطحة تستخدم في المخابز لتهوية الخبز، وكذلك عبوات الفواكه والخضروات.

يقول الحاج سيد في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن المهنة في طريقها للانقراض، إذ إنها في الأصل غير مربحة، فهي تكفي لسد نفقات المعيشة، بمعنى انها "تستر ولا تغني"، لذلك معظم الورش تعتمد على أفراد الأسرة، لفترات عمل قد تصل لـ 14 ساعة في اليوم لكي يتحصلوا على دخل يكفي نفقات معيشتهم.

ويشكو سيد من حالة ركود تضرب منتجاته وخاصة "أقفاص تربية الدجاج"، والتي تعتبر المنتج الرئيسي الذي يعتمد عليه في عملية التسويق. فمنذ شهر مارس/أذار الماضي، لم يشتر منه تاجر الجملة الذي يسوق له منتجاته قفصاً واحداً.

ويأتي الركود بالرغم من أن هذا التوقيت يعتبر ضمن مواسم الرواج والتي تمتد من منتصف شهر فبراير/ شباط إلى منتصف إبريل/ نيسان ومن منتصف شهرأكتوبر/ تشرين الأول إلى منتصف ديسمبر/ كانون الأول. وهي فترة اعتدال الطقس والمناسبة لتربية الدواجن المنزلية، مرجعًا السبب لغلاء الأعلاف، وضعف القوى الشرائية.

ويحدد الحاج سيد أسعار منتجاته طبقًا لسعر تكلفة الإنتاج، إذ يصل سعر الألف سعفة "الجريدة" إلى 1500 جنيه (88 دولارا تقريبا) في موسم التقليم من شهر أكتوبر/ تشرين الأول وحتى مارس/ أذار، وفي بقية السنة تصل لـ 2500 جنيه (147 دولارا).



ويتراوح سعر الكرسي الواحد من 85-100جنيه، وقفص الدجاج من 20-50 جنيهًا على حسب الحجم، أما قفص تهوية الخبز المسطح فيصل لـ 4 جنيهات، وعبوة الخضروات لـ15 جنيهًا.

وحول أحوال السوق في رمضان، يوضح الحاج سيد أن حالة البيع تكاد تكون معدومة، لذلك يفضل الراحة معظم أيام رمضان، خاصة مع كبر السن.


(الدولار= 17 جنيها تقريبا)