"سيرة الضمير المصري": كيف دخلنا العصور الحديثة؟
من ضمن فروع الكتابة التاريخية، بقي تاريخ الأفكار أحد أقلّ المجالات تطوّراً ولذلك تفسيرات عدّة منها صعوبة حصر مادة توثيقية تكون سنداً للمؤرّخ، والتقاء التأريخ للأفكار مع عدة محظورات كإضاءة أشكال الهيمنة الخفية التي تمارسها السلط السياسية والاجتماعية.
ضمن هذا النوع من الكتابة التاريخية صدر مؤخراً، بالتزامن مع "معرض القاهرة الدولي"، كتاب "سيرة الضمير المصري" لـ إيهاب الملاح عن منشورات "الرواق"، وهو عمل يرصد المرحلة التاريخية التي تبدأ مع الاحتكاك المصري المباشر مع الغرب، أي سنة 1798 (الحملة الفرنسية)، وصولاً إلى ثورة 1919.
في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول المؤلف: "العمل عبارة عن رحلة في تتبّع الأفكار التي نقلت مصر من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة والعوامل التي أدّت إلى ظهور هذه الأفكار واستنباتها في التربة المصرية".
وحول انضواء العمل ضمن حقل تاريخ الأفكار، يشير الملاح إلى أن كتابه "يمكن تحديد موقعه ضمن تاريخ الأفكار في مستواه الوصفي ولا أدعي أكثر من ذلك، وهو يندرج ضمن محاولات أساسية أستلهم منها مثل كتابات صلاح عيسى وأحمد بهاء الدين وجمال بدوي".