Skip to main content
آلاف الأميركيين يتحدون حظر التجول بالتظاهر أمام البيت الأبيض: غضب ومطالبات بالعدالة
عبد الرحمن يوسف ــ واشنطن
تواصلت الأربعاء، المظاهرات في العاصمة واشنطن احتجاجاً على مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي أميركي، فيما قام الحرس الوطني بمواصلة إغلاق الطرق المؤدية للبيت الأبيض، ووضع السياج الحديدي حول حديقة "لافايت" المواجهة له، والمعروفة تاريخياً كمنصة لتنظيم المظاهرات.

وسار الآلاف في شوارع وسط العاصمة، قبل أن يتوجهوا نحو البيت الأبيض، مروراً بطريق البنك الدولي وصندوق النقد، رافعين شعارات "اللعنة على ترامب"، و"حياة السود مهمة". وانقسم المتظاهرون حول الشوارع المؤدية للبيت الأبيض، فالبعض تظاهر في شارع "إتش ستريت" من الجانبين، بينما تجمهر آخرون في شارع 16، فيما فضّل آخرون أن يجوبوا الشوارع الأخرى في العاصمة.

والتقى مراسل "العربي الجديد" بالمتظاهرين، حيث قال كيفين إنه هنا لأنه يريد أن يقف مع ما هو صحيح ضد ما يقومون به من خطأ، متابعاً في حديثه أمام الكاميرا: "أريد أن نوقف العنف والقتل ضد السود". وشدد على وجوب أن يكون هناك تغيير في السياسات، وأن يكون هناك تفتيش وبحث في خلفيات المنضمين للشرطة، "فأنا أعتقد أن هناك بعض المجرمين في الصف الأمامي"، مشيراً إلى الصف الأمامي من قوات الشرطة والحرس الوطني.
وتساءل بشأن أحد الضباط في الصف الأول، لماذا يضع يده على الزناد، ولماذا ينظر إليه بتهكم، معتبراً أنه مجرد شخص مجرم، متسائلاً لماذا يتصرف بهذه الطريقة، ومعتبراً أنه لا فارق بين ضابط شرطة أبيض أو أسود.
بدورها، قالت إحدى المتظاهرات: "أنا هنا لأدعم حركة حياة السود مهمة ولأظهر دعمي هنا".
ولم تتوقف مطالب المتظاهرين عند حدود المطالبة بالعدالة في ما يتعلق بقضية فلويد، لكن كما قالت إحدى السيدات من الأميركيين من أصل أفريقي، "أنا هنا من أجل مقاضاة عنف الشرطة، ومن أجل تعليم أفضل، ومن أجل مساواة في التعليم، وإنهاء التوسع في الاحتجاز، ومجتمعات للسود أكثر أماناً ومساواةً في الفرص والتعامل".
هذا بينما هتف أحد الشباب موجهاً حديثه لقوات الأمن، "لماذا تختارون النظام؟ لماذا لا تختارون الحرية؟ لماذا لا تختارون العدالة؟ أنتم تعلمون ما هو النظام"، متابعاً توجيه حديثه إليهم، قائلاً: "لا أعلم ما هي خلفياتكم، لا أعلم لماذا اخترتم أن تكونوا ضباطاً، لكن عليكم أن تفيقوا أنت تقمعون الناس، وهم يقمعوننا".



أما جيفرون (32 عاماً)، فأشار إلى أنه كثيراً ما كان ضحية لمضايقات الشرطة، وقد جرى توقيفه مرات عدة. "لدي طفل عمره ثلاث سنوات ولا أريد أن يمرّ بكل مررت به، لهذا أنا هنا اليوم"، قال، منتقداً ما يتعرض له أصحاب البشرة السوداء من توقيف عشوائي ومضايقات عندما يسيرون في أماكن عامة لمجرد أنهم سود، أو من أصول أفريقية.
ورأى أن الحلّ لهذه الأزمة الحالية هو أن تتم إدانة ضباط الشرطة الذين ارتكبوا جريمة قتل فلويد، ثم البحث في كيفية تغيير هذه الحكومة الحالية بشكل منهجي، معترفاً بأن هذا لن يحدث في يوم وليلة، لكن يبدأ من الوقت الحالي، مقترحاً بأن يكون تدريب الشرطة في جميع الولايات متشابهاً أو أن يكون جميع ضباط الشرطة خاضعين لتدريب واحد.
وشدد على أنه من دون الحصول على عدالة من أجل جورج فلويد وبريانا تايلور التي قتلت من فترة وجيزة، لن يمر شيء.


وعلى الخط الأمامي من جانب شارع 16 وقف "نولاي"، وهو فتى لا يتعدّى عمره العشرين عاماً، هاتفاً في وجه قوات الأمن والحرس الوطني، ليتحدث إلى "العربي الجديد" بعدها قائلاً: "أنا هنا من أجل الدفاع عن الجميع نحن هنا واحد، ولون جلدي ليس سلاحاً". وختم حديثه قائلاً إن ما يجري مع السود لن يتغير حتى يتظاهر هؤلاء (قاصداً رجال الشرطة) معنا، وعندها يدرك البيت الأبيض ما الذي نتظاهر من أجله، لأنهم يقولون سنسيطر عليهم، وهذا هو الحلّ عندهم، إلا أنه ليس الحلّ، فالحلّ هو التغيير، والتغيير هو ما يحدث الآن".
إلى ذلك، قامت المدينة بتقليص مدة الحظر لتبدأ من الساعة 11 مساءً وليس السابعة على غرار الأيام السابقة، وهو ما فُسّر بأن المظاهرات كانت سلمية في اليومين السابقين. وعلى الرغم من ذلك، لم يلتزم المتظاهرون بالحظر، وظلوا متواجدين لكن دون حصول صدامات، مع وجود بعض التصلب من الجانبين.