احتدام المعارك بالساحل الأيمن للموصل... وارتفاع عدد الضحايا المدنيين
قالت مصادر أمنية عراقية إن القوات المشتركة وصلت ليل الثلاثاء إلى مسافة قريبة من الجسر القديم في الموصل، مع استمرار تقدم القوات العراقية في الساحل الأيمن للموصل، بينما يشتد القتال مع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المتحصنين في الأحياء القديمة. وفي الوقت الذي اندلعت فيه حرائق واسعة في المدينة تضاربت الأنباء بشأن الجهة المتسببة بها، بينما ارتفعت أعداد الضحايا المدنيين "بشكل مخيف".
وقال مصدر في قيادة عمليات الجيش في نينوى، إن قوة عراقية مشتركة تتألف من الشرطة الاتحادية، والفرقة الثالثة بالجيش العراقي، وفرقة الرد السريع تمكنت من الوصول إلى مشارف الجسر القديم الذي يربط غرب الموصل بشرقها، مؤكداً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن معارك عنيفة اندلعت مع تنظيم "داعش" الذي فخخ جميع الطرق المؤدية إلى مدخل الجسر من الناحية الغربية.
وأشار إلى تدخل القوة الجوية العراقية وطيران التحالف الدولي لتقديم الدعم والإسناد للقوات المهاجمة، لافتاً إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
إلى ذلك، قال النقيب في الشرطة الاتحادية، غالب فاضل، إن القوات العراقية تواجه مقاومة عنيفة من عناصر التنظيم، والذين انتشروا بكثافة عند مدخل الجسر القديم من جهة الساحل الأيمن للموصل، مبينا خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن السيطرة على الجسر ستسهل على القوات العراقية ربط جانبي الموصل، وحصر عناصر التنظيم في ما تبقى من أحياء الموصل القديمة.
من جهته، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت إن القوات العراقية توغلت في المدينة القديمة بالموصل من محور محطة القطار ووصلت إلى مشارف باب البيض وسط الموصل، مؤكداً، في بيان، الشروع في نصب الحواجز والمصدات لاستكمال تطهير بقية الأراضي من سيطرة تنظيم "داعش".
وفي وقت سابق، قال مصدر في قيادة العمليات العراقية المشتركة، لـ"العربي الجديد" إنّ "قتالاً عنيفاً اندلع، اليوم الثلاثاء، بعدما حاولت القوات العراقية اقتحام منطقة الكورنيش في الساحل الأيمن للموصل"، مبيناً أن زج تنظيم "داعش" لعدد من الانتحاريين والسيارات المفخخة أوقف تقدم القوات المشتركة.
وأضاف القيادي العسكري "اضطرت القوات العراقية للانسحاب قبل أن تعاود الهجوم مرة أخرى بإسناد من القوة الجوية العراقية وطيران التحالف الدولي"، لافتاً إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
كذلك أشار إلى اندلاع النيران في العشرات من المحال التجارية والدور السكنية أثناء المعارك، موضحاً أن الروايات تضاربت بشأن الجهة المتسببة بالحرائق.
وأوضح "البعض يقول إن تنظيم داعش أضرم الحرائق لإعاقة تقدم القوات العراقية"، مضيفاً أن "روايات أخرى تؤكد أن بعض عناصر مليشيا الحشد الشعبي، الذين دخلوا المنطقة بزي القوات العراقية أشعلوا النيران بالمحال التجارية والدور السكنية لدوافع انتقامية".
وفي سياقٍ متصل، أعلنت خلية الإعلام الحربي العراقية، في بيان، أن قوة من اللواء الثاني التابع لمليشيا "الحشد الشعبي" قتلت قيادياً في تنظيم "داعش"، يُدعى أبو بكر العراقي، خلال معارك في بلدة بادوش غرب الموصل.
ونشرت الخلية خريطة جديدة لمدينة الموصل تظهر العمليات العسكرية الجارية، وما تبقى من الساحل الأيمن تحت سيطرة تنظيم "داعش".
إلى ذلك، قال محافظ الموصل السابق، قائد حرس نينوى، أثيل النجيفي، إنه لم يتبق من معركة تحرير الجانب الأيمن للموصل سوى أيام، داعياً إلى الاستعداد لمرحلة ما بعد "داعش".
وأضاف "علينا الاستعداد لمنع أي تغيير ديموغرافي يقع على مدينة الموصل بعد التحرير"، مطالباً بتوفير الآليات المناسبة لإعادة بناء ما دمّرته الحرب، والعمل على تسهيل عودة أهالي الموصل إلى مدينتهم.
وأكّد "المرصد العراقي لحقوق الإنسان"، في تقرير، أن أعداد القتلى المدنيين في الجانب الأيمن للموصل ارتفعت بشكل مخيف، في وقت تشتد فيه المعارك وتتسارع عمليات النزوح باتجاه المخيمات، موضحاً أن معلوماته تشير إلى مقتل 439 مدنياً في الساحل الأيمن للموصل.
ولفت التقرير إلى وجود أنباء عن مقتل 700 آخرين لم يتم التأكد منهم بسبب صعوبة الحصول على المعلومات في المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، مبيناً أنه وثّق مقتل 29 مدنياً في حي الفاروق بسبب قصف لطيران التحالف الدولي استهدف أماكن إطلاق نيران من قبل التنظيم من داخل الأحياء السكنية.
ونقل تقرير المرصد عن سكان محليين من داخل حي الفاروق في الساحل الأيمن، أن تنظيم "داعش" استخدم أسطح بعض منازل المدنيين لإطلاق الصواريخ على القطعات العسكرية العراقية، ما دفع طيران التحالف الدولي لاستهداف مصادر النيران، مؤكّداً أن التنظيم أجبر سكان المناطق التي لا تزال تحت سيطرته على إزالة الأبواب وتهديم الجدران الفاصلة بينها، لتسهيل مرور عناصره بين الأزقة.
وأضاف القيادي العسكري "اضطرت القوات العراقية للانسحاب قبل أن تعاود الهجوم مرة أخرى بإسناد من القوة الجوية العراقية وطيران التحالف الدولي"، لافتاً إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وأوضح "البعض يقول إن تنظيم داعش أضرم الحرائق لإعاقة تقدم القوات العراقية"، مضيفاً أن "روايات أخرى تؤكد أن بعض عناصر مليشيا الحشد الشعبي، الذين دخلوا المنطقة بزي القوات العراقية أشعلوا النيران بالمحال التجارية والدور السكنية لدوافع انتقامية".
ونشرت الخلية خريطة جديدة لمدينة الموصل تظهر العمليات العسكرية الجارية، وما تبقى من الساحل الأيمن تحت سيطرة تنظيم "داعش".
إلى ذلك، قال محافظ الموصل السابق، قائد حرس نينوى، أثيل النجيفي، إنه لم يتبق من معركة تحرير الجانب الأيمن للموصل سوى أيام، داعياً إلى الاستعداد لمرحلة ما بعد "داعش".
وأضاف "علينا الاستعداد لمنع أي تغيير ديموغرافي يقع على مدينة الموصل بعد التحرير"، مطالباً بتوفير الآليات المناسبة لإعادة بناء ما دمّرته الحرب، والعمل على تسهيل عودة أهالي الموصل إلى مدينتهم.
من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، أن القوات العراقية لقنت "داعش" دروساً لن ينساها في الموصل، مؤكداً الاستمرار في العمليات العسكرية لتحرير ما تبقى من المدينة.
وأشار العبادي إلى أن معركة الموصل وصلت إلى مراحلها الأخيرة، موضحا خلال مؤتمر صحافي أن "داعش" يحاول تنفيذ عمليات مسلحة خارج العراق من أجل إثبات وجوده.
وأوضح أن أعداد المدنيين النازحين من مدينة الموصل أقل من المتوقع، ولا يوجد خطر في حال زيادتها، لافتاً إلى أن المعركة المقبلة بعد طرد تنظيم "داعش" ستتمثل في القضاء على الفساد.
وأكّد "المرصد العراقي لحقوق الإنسان"، في تقرير، أن أعداد القتلى المدنيين في الجانب الأيمن للموصل ارتفعت بشكل مخيف، في وقت تشتد فيه المعارك وتتسارع عمليات النزوح باتجاه المخيمات، موضحاً أن معلوماته تشير إلى مقتل 439 مدنياً في الساحل الأيمن للموصل.
ولفت التقرير إلى وجود أنباء عن مقتل 700 آخرين لم يتم التأكد منهم بسبب صعوبة الحصول على المعلومات في المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، مبيناً أنه وثّق مقتل 29 مدنياً في حي الفاروق بسبب قصف لطيران التحالف الدولي استهدف أماكن إطلاق نيران من قبل التنظيم من داخل الأحياء السكنية.
ونقل تقرير المرصد عن سكان محليين من داخل حي الفاروق في الساحل الأيمن، أن تنظيم "داعش" استخدم أسطح بعض منازل المدنيين لإطلاق الصواريخ على القطعات العسكرية العراقية، ما دفع طيران التحالف الدولي لاستهداف مصادر النيران، مؤكّداً أن التنظيم أجبر سكان المناطق التي لا تزال تحت سيطرته على إزالة الأبواب وتهديم الجدران الفاصلة بينها، لتسهيل مرور عناصره بين الأزقة.