Skip to main content
اعتقالات وسحل للمتظاهرين في مسيرات الطلبة في الجزائر
عثمان لحياني ــ الجزائر
لم تستطع الشرطة الجزائرية منع المظاهرة الأسبوعية للطلبة، اليوم وككل ثلاثاء، بعد نشر أعداد كبيرة من قوات الأمن في محيط ساحة الشهداء وشارع العربي بن مهيدي والبريد المركزي وسط العاصمة، بنية منعها، بعد تنفيذ سلسلة اعتقالات وسحل للمتظاهرين.

وساد التوتر الفترة الأولى من المظاهرات الطلابية، حينما حاولت الشرطة منعها، واعتقلت عدة متظاهرين، لم يتبين عددهم، لكن تزايد أعداد هؤلاء من الطلبة والتحاق المواطنين والناشطين، دفع الشرطة للتراجع.
وهذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها قوات الأمن منع المسيرات الطلابية، منذ إطلاقها في 26 فبراير/ شباط الماضي، مباشرة بعد بدء مظاهرات الحراك الشعبي قبلها بأيام، وتمركزت قوات الأمن، منذ صباح اليوم الثلاثاء، في ساحة الشهداء وحاولت أيضاً منع وصول متظاهرين إلى الساحة.
لكن الطلبة التفوا على الطوق الأمني ونظموا المسيرة إلى غاية شارع العربي بن مهيدي قرب البريد المركزي، حيث كانت أعداد أخرى من المتظاهرين بانتظارهم للانضمام إليهم. وحاولت مصالح الأمن مجدداً وقف المسيرة، واستعملت العصي والهراوات والسحل بعنف ضد المتظاهرين، واعتقلت عدداً آخر منهم واقتادتهم إلى مراكز قريبة للأمن.

وقال الناشط في الحراك عز الدين زحوف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا القمع والاعتقالات والسحل للطلبة غير مبرر ولم يكن له أي داع، طالما أنّ المسيرة سلمية والمتظاهرين لم يبدر منهم مطلقا ما يخل بالأمن العام"، مضيفاً "لقد أصبت بصدمة من طريقة تعامل الشرطة معنا ومع الطلبة اليوم، هذا أمر غير معقول".
واحتج عدد كبير من المواطنين الذين كانوا يراقبون المظاهرات، على السلوك "العنيف" لعناصر الشرطة الذين حاولوا إخلاء وتطويق ساحة الأمير عبد القادر، وعبّروا عن استيائهم لعودة مشاهد "القمع البوليسي" التي طاولت مواطنين كانوا عابرين في الشارع، كما حدثت ملاسنات عديدة بين بعض النساء وعناصر من الشرطة بسبب سلوكهم.

ورجّحت معلومات، لـ"العربي الجديد"، استعانة السلطات بقوات من الدرك في زي الشرطة لفضّ المظاهرات، كجزء من ترتيبات أمنية، تستهدف تنفيذ قرار بمنع نهائي للتظاهر في العاصمة، والعودة إلى ما قبل 22 فبراير/ شباط، مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية، المقررة في 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لإفساح المجال للحملة الانتخابية.

وظهر أنّ قرار قائد الجيش أحمد قايد صالح، قبل أسبوعين، بمنع دخول الحافلات وتنقل المتظاهرين إلى العاصمة، كان أول مؤشر على توجه السلطات للمنع التدريجي لجميع مظاهر الحراك الشعبي، ومظاهراته في العاصمة وكل المدن الجزائرية.


ورفع الطلبة شعارات تندد بالقمع وحملة الاعتقالات التي طاولت، في الفترة الأخيرة، طلبة وناشطين وصحافيين، بسبب مواقفهم المناوئة للسلطة، ورفعوا صوراً للناشطين الموقوفين ككريم طابو وفوضيل بومالة وسمير بلعربي، وطالبوا بسرعة الإفراج عنهم.
وجدد الطلبة والمتظاهرون الذين نجحوا في الوصول إلى ساحة أودان، رفضهم لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، في ظل استمرار حكم رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، كرئيس الحكومة نور الدين بدوي ورئيس الدولة بالفترة الانتقالية عبد القادر بن صالح.
وتوجه الطلبة للسلطة بشعارات "لا انتخابات مع العصابات"، و"لا لانتخابات تجدد النظام وتتحايل على الشعب"، منتقدين تهديدات قايد صالح المستمرة للناشطين والمتظاهرين في الحراك الشعبي، وطالبوا بإنهاء هيمنة الجيش على القرار، والسماح بمسار سياسي لتحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي في البلاد.


وتعرض عدد من الصحافيين والإعلاميين الذين كانوا بصدد تغطية المسيرات، للضرب والاعتداء العنيف من قبل قوات الشرطة، حيث اعتقل الصحافي في جريدة "الوطن" مصطفى بلفوضيل واقتيد إلى مركز للأمن، فيما أصيب مراسل قناة "روسيا اليوم" حمزة عقون بكسر في يده، نتيجة اعتداء عنيف من قبل أعوان الشرطة، وتعرض الصحافي جعفر خلوفي للضرب أيضاً.

وفي مدينة بجاية، واصل الطلبة المظاهرات الأسبوعية، وخرجوا من جامعة بجاية إلى وسط المدينة في مظاهرة رافضة للانتخابات الرئاسية المقبلة، واتهموا عدداً من السياسيين الذين ترشحوا للانتخابات المقبلة بـ"خيانة" الحراك الشعبي وطعنه في الظهر. كما تظاهر الطلبة في مدن أخرى كتيزي وزو وقسنطينة ووهران، رفضاً للانتخابات ودفاعاً عن مطالب الحراك الشعبي.