انتهاء هجوم سامراء وتعزيزات عسكرية حول مراقدها الدينية
أكثم سيف الدين ــ بغداد

انتهى الهجوم الواسع الذي شنّه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مناطق حيوية في مدينة سامراء شمال بغداد، والذي تسبب بارتباك كبير في مشهدها الأمني، ما تسبب بدفع تعزيزات عسكرية ومليشياوية حول المراقد الدينية في المدينة خوفا من استهدافها.

وقال مصدر في شرطة سامراء، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهجوم الذي شنّه التنظيم ليل أمس على المدينة لم يكن متوقعا، وأنّه تسبب بوقوع أكثر من 30 قتيلا ونحو 20 جريحا غالبيتهم العظمى من القوات الأمنية"، مبينا أنّ "التنظيم وبعد هجماته الخاطفة استطاع إسقاط مركز شرطة المتوكل والسيطرة عليه وقتل عدد من عناصره، ومن ثمّ انسحب منه".

وأضاف أنّ "عناصر التنظيم انسحبوا بوقت واحد من كافة محاور الهجمات التي شنّوها، بعد أن تسببوا بحالة هلع وخوف في عموم المدينة، والتي بدت ليل أمس وكأنّها ساقطة بيد التنظيم"، مشيرا إلى أنّ "الهجوم أثبت فشل الإجراءات الأمنية بشكل واضح في عموم المدينة وعدم جهوزيتها لصدّ أي هجوم".

وأشار إلى أنّ "القطعات الأمنية كانت متخبطة بشكل كبير، وأنّ تنقلاتها وحركاتها لم تكن مدروسة، بينما حاولت وركّزت جهدها على تحصين المراقد الدينية في المدينة خوفا من استهدافها".

في غضون ذلك، أكّد المصدر ذاته أنّ "قيادة مليشيا الحشد الشعبي ستعقد اجتماعا اليوم مع قيادة عمليات سامراء، لدراسة الخلل الأمني ووضع الحلول"، مبينا أنّ "الحشد سحب تعزيزات عسكرية من المحافظات الجنوبية لتحصين مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء، وسيوزع قطعاته على شكل خطوط صد حولهما".

من جهتها، أعلنت قيادة عمليات سامراء "السيطرة على الوضع الأمني في عموم المدينة".

وقال قائد العمليات، اللواء الركن عماد الزهيري، في تصريح صحافي، إنّ "الوضع الأمني أصبح تحت سيطرتنا الكاملة، وتمّ قتل الانتحاريين وإحباط الهجوم"، مضيفا أنّ "القوات الأمنية تمسك الأرض حاليا وتجري عملية بحث عن المسلحين في المدينة".

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد هاجم مساء أمس، مناطق حيوية في مدينة سامراء شمال بغداد، وسيطر على مركز للشرطة بعد اشتباكات عنيفة مع عناصره، بينما فرضت القيادات الأمنية حظر تجوال في المدينة، واتخذت تعزيزات عسكرية احترازية.

يأتي ذلك، في وقت تعيش فيه بغداد وعدد من المحافظات الأخرى انتكاسة أمنيّة خطيرة، في ظل تصاعد أعمال العنف والتفجيرات المتواصلة منذ عدّة أيام، وقد تبنى تنظيم "داعش" تلك الهجمات.