Skip to main content
بسمة وصالح... زوجان يكتبان قصة نجاح بالتسويق الإلكتروني في غزة
علاء الحلو ــ غزة
إلى الغرب من مدينة غزة، وبالقرب من شاطئ بحر القطاع المحاصر، ضم عش الزوجية الشابين صالح عنبر وبسمة الخالدي، بعد أن جمعهما مشروع التسويق الإلكتروني الرقمي "Titans".

حالة الانسجام بين شريكي الحياة والعمل، كانت واضحة خلال نقاش الأفكار التي يمكن طرحها للتعامل مع أي مشروع دعائي وترويجي، ما ساهم في تطوير المشروع بفعالية في قطاع غزة، الذي يعاني أزمات اقتصادية كبيرة ومتتالية.

"الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" عبارة طبقها الزوجان خلال عملهما معاً، إذ يختلفان طوال الوقت في تفاصيل العمل، إلا أنهما لا يلبثان أن يتفقا مجدداً، فينجزا عملاً مشتركاً ناجحاً يجذب زبائن جدداً.

فور توزيع الأدوار، ومناقشة تفاصيل العمل، يذهب الزوج صالح لأداء مهمته على حافة رخامية داخل المطبخ، في حين تستند الزوجة بسمة إلى وسادة الأريكة لأداء مهمتها، ولا يخلو عمل أي منهما، من تعليقات وتعديلات الآخر.

وفيما يتعلق بتفاصيل مشروع Titans For Digital Marketing، يبيّن صالح عنبر وهو خريج ترجمة لغة إنكليزية من جامعة غزة، ويعمل في مجال التسويق الإلكتروني منذ عام 2013، أنه يختص في التسويق في العالم الرقمي، وما يحتويه من محركات بحث، ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من المنصات الرقمية.

ويتابع لـ "العربي الجديد": "نحاول نشر التسويق عبر الإنترنت والعالم الرقمي، عبر الترويج للشركات والمنتجات، وذلك من خلال مجموعة خطوات يتم توزيعها فيما بيننا كفريق، لإنجاز العمل بصورة قوية، وإخراج قوي ولافت وجذاب".


وعن اللحظة الأولى التي فكر فيها صالح وبسمة بإنشاء مشروعهما الخاص، يوضح أنه عمل لمدة ثلاثة شهور برفقة زميلته بسمة في شركة برمجة، دون الحصول على أجر، ما أدخلهما في حالة من الإحباط، ولدت بعدها فكرة إنشاء المشروع.

ويوضح عنبر أن الفريق مكون من خمسة أفراد، يختص الأول وهو من مصر بتصميم الغرافيتي، بينما يختص الثاني في التواصل مع الجمهور في الضفة الغربية، أما نور أبو قاعود وهي من غزة، فتختص بكتابة المحتوى ومتابعة حسابات الزبائن، وتشاركها زوجته بسمة في ابتكار التصاميم والأفكار الجذابة للإعلانات، إلى جانب كتابة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، أما دور صالح فهو الإعلانات الممولة، وإدارة الحسابات، والتواصل مع الشركات والزبائن.

والفريق المتخصص في التسويق عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي يحاول تقديم عمل استثنائي، إلا أنه يواجه مشكلة أساسية في عدم انتشار ثقافة ومفهوم التسويق الرقمي في قطاع غزة، إلى جانب الحصار الإسرائيلي، الذي يحد من حرية الحركة، علاوة على عدم تمكن الفريق من التعامل بأريحية مع الشركات الخارجية، نتيجة وقف التحويلات المالية.

أما زوجته بسمة الخالدي (22 عاماً) وهي خريجة ديكور، فتوضح لـ"العربي الجديد" أنها اتجهت للتسويق الإلكتروني بعد أن اكتشفت الفرق بين الديكور في الدراسة وفي الواقع، مضيفة: "لا يمكنني الإنجاز في مجال عمل لا أقتنع به، ولا أحبه".

وتضيف: "ما يميز عملي مع صالح، أننا متواجدان طيلة الوقت في نفس البيت، نناقش الأفكار، ونختلف، ونتفق، ونتحاور، ونكمل أفكار بعضنا بعضاً، حتى نصل إلى أفضل صيغة ممكنة، وهذا سر من أسرار تقدمنا، وتميزنا، إلى جانب الانسجام مع باقي أعضاء الفريق".


وتقول الخالدي عن خطة العمل: "عندما تتواصل معنا جهة لتسويق منتج أو شركة، نجتمع كفريق، ويطرح كل منا تصوره الخاص، ويتم توزيع المهام فيما بيننا، وفقاً لتخصص كل شخص، ومن ثم مناقشته مجدداً بعد إتمام العمل".

وتوضح بسمة أن ردود الفعل متباينة في قطاع غزة، إلا أن اختلاف الآراء حول آلية التسويق الجديدة لم يثنِ الفريق عن مواصلة عمله، وطموحه في توسيع دائرة عمله، والانطلاق نحو إثبات وجوده في التسويق الإلكتروني عبر العالم الرقمي.