Skip to main content
بغداد تدفع بوحدات خاصة للموصل بعد تعثّر جديد لقواتها
أكثم سيف الدين ــ بغداد
قال عسكريون عراقيون في وزارة الدفاع ببغداد، اليوم الإثنين، إن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وافق على الدفع بثلاث وحدات خاصة من نحو 450 عنصراً إلى المدينة القديمة بالموصل، بعد تعثّر اقتحام المربع المحيط بجامع النوري والمنارة الحدباء، التي تمثل نواة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).


وبحسب المصادر ذاتها، فإن القتال يجري، منذ فجر اليوم، في محيط قريب من جامع النوري وعلى بعد نحو 500 متر. ولفتت المصادر إلى أن كلا الطرفين يستخدم السلاح المتوسط والثقيل، وسط غياب للطيران، بفعل تكدس عشرات الآلاف من المدنيين في تلك المنطقة، بعد أن أجبرهم "داعش" على التنقل معه مع كل حي يخسره، حتى وصلوا إلى آخر مربع يسيطر عليه في المدينة ولا يتجاوز 4 بالمائة من عموم مساحة مدينة الموصل.

ويدور القتال في أطراف حي الزنجيلي وباب البيض وباب الطوب وشارع الآغا وفتاح باشا وشارع الشام. ويستخدم التنظيم القنص والانتحاريين والقذائف الصاروخية بكثافة، في محاولة لإعاقة تقدم القوات التي وصلت بزخم كبير إلى المنطقة.

وخلال ذلك، قال عضو في مجلس محافظة نينوى إن ما لا يقل عن 80 مدنياً قُتلوا، خلال اليومين الماضيين، بفعل المعارك والقصف.

وأوضح عضو مجلس المحافظة (الحكومة المحلية)، لـ"العربي الجديد"، أن عدد الضحايا يرتفع مع كل ساعة، مبيناً أن انتهاء المعركة سيكشف عن جريمة تاريخية يخلدها التاريخ بحق المدنيين.

وقال ضابط في قيادة عمليات "قادمون يا نينوى" المشرفة على العمليات العسكرية، إنّ "الاشتباكات عنيفة جدّاً، وإنّ تنظيم داعش يقاتل ويشن هجمات مستمرة على القطعات، لكنّ أغلب هجماته لا تحقق أهدافها ويتم إفشالها"، لافتاً إلى أنّ "التنظيم يقصف بكثافة القطعات العراقية، ما أسفر عن وقوع العديد من القتلى والجرحى من المدنيين ومن القوات المهاجمة".

وأضاف أنّ "القوات أيضاً تقصف بدقة دفاعات داعش، لكن المعركة والقصف المتبادل يوقع بالتأكيد ضحايا من المدنيين"، مؤكداً "حرص القطعات على إبعاد المدنيين وحمايتهم من القصف".

وبيّن أنّ "قوات الشرطة الاتحادية والفرقة المدرعة التاسعة تواصل تقدّمها في حي باب سنجار، وهو الحي المرتبط بالمدينة القديمة، وأنّ القوات توغلت في عمقه، وتخوض اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم في مناطقه".

كما أشار إلى أنّ "وحدات خاصة من الجيش العراقي تمّ تدريبها بشكل متميز على حرب الشوارع، وصلت إلى حي باب سنجار، وستتولى مهمة اقتحام المدينة القديمة بدعم من القطعات الموجودة، وستخوض عمليات تحرير المدينة القديمة وبغطاء جوي من طيران التحالف"، مؤكداً أنّ "عملية الاقتحام لن تبدأ إلّا بعد أن يتم تحرير حيي الشفاء والصحة بالكامل، وفتح عدّة محاور على المدينة القديمة". ورجّح أنّ "تبدأ عملية الاقتحام خلال يومين على أبعد تقدير".

وتحاول القوات العراقية إنهاء معركة الموصل قبل نهاية شهر رمضان، وقد حققت تقدّماً كبيراً في سيرها خلال الأيّام الأخيرة، على الرغم من القتال المستميت الذي تواجهه من قبل تنظيم "داعش".