Skip to main content
جدات الأطفال التونسيين العالقين في ليبيا وسورية: أعيدوا أحفادنا
بسمة بركات ــ تونس


نظم عشرات التونسيين، غالبيتهم من النساء القادمات من عدة محافظات تونسية، بينها سيدي بوزيد والقصرين وسليانة، وقفة احتجاجية اليوم الثلاثاء، تحت شعار "الاحتفال الأليم" بمناسبة عيد الأمهات الذي تحتفل به تونس حالياً، للمطالبة باستعادة الأطفال العالقين في مناطق النزاع كسورية وليبيا والعراق.


وتأتي الوقفة بمبادرة من جمعية إنقاذ التونسيين العالقين بالخارج، التي تنشط في مطالبة الدولة التونسية بالإسراع في إنقاذ الأطفال التونسيين العالقين خارج البلاد، والاهتمام بهم عند العودة، وتعالت أصوات الأمهات والجدات المشاركات في الوقفة "أغيثوا أحفادنا"، و"أنقذوا الطفولة".

وقالت صالحة السعيداني إنها تأمل استعادة حفيدتها "عيناء" الموجودة في أحد السجون الليبية، مبينة أنها فقدت حفيدها مؤيد الذي توفي مع والده في إحدى الغارات في ليبيا، في حين نجت ابنتها بثينة المولودة في عام 1996، لكن تم سجنها في مصراتة.

وأضافت أن ابنتها تم التغرير بها لتتزوج، والآن يدفع أحفادها الثمن، وأنها بعد أن فقدت حفيدها تأمل في تربية حفيدتها، وأن تقضي ابنتها عقوبتها في تونس، إن كانت هناك تهمة بحسب القانون.

وتؤكد شهبية غنيمي أنها قدمت من المكناسي بسيدي بوزيد إلى العاصمة، لتطالب باستعادة حفيديها (3 سنوات وعامان)، أما ابنتها فتقبع في أحد السجون بليبيا، مضيفة أن وضع الأطفال الصحي متردّ، ولا ذنب لهم ليقضوا طفولتهم في السجون الليبية.

وأوضحت أنّها مستعدة لتربية حفيديها، وأنها ليست ضد معاقبة الكبار، فمن أذنب يتحمل مسؤوليته، أما الأطفال فهم أبرياء وعلى الدولة مسؤولية حمايتهم.

بدورها، قالت جدة الطفل براء الزياني، شهلة بن عبد الله، التي قدمت من محافظة الكاف، إن ابنتها كانت تعمل في مستشفى الرمالية بليبيا، وإنه أثناء مرورها بالسيارة أصيبت مع عائلتها في إحدى الغارات، فقتل زوجها، وخضع حفيدها براء إلى عمليات جراحية ليكتب له عمر جديد، مبينة أن هناك من هو متورط فعلاً في الإرهاب، وهؤلاء تجب محاسبتهم، ولكن هناك أيضاً أبرياء، وأن ابنتها لم تخضع لأي محاكمة على الرغم من مرور عامين، مبينة أنها توجهت إلى ليبيا وقابلت ابنتها والعديد من المسؤولين الليبيين، وتأمل اليوم في استعادة حفيدها.

وأفادت جدة 4 أطفال عالقين في أحد المخيمات بين الحدود التركية السورية، أنها فقدت حفيدتها الطفلة سارة في فبراير/ شباط الماضي، من جراء الجوع والبرد، وأصيب حفيدها عبد الله ذو العامين بشظية في رأسه ووضعه يتطلب عملية عاجلة، لكنه لا يلقى الرعاية الصحية اللازمة، مبينة أنها بعد فقدان سارة تأمل في استعادة بقية أحفادها.




وقال رئيس جمعية إنقاذ التونسيين العالقين بالخارج، إقبال بن رجب، لـ"العربي الجديد"، إنّهم يطالبون بإنقاذ الأطفال العالقين في بؤر التوتر، و"هناك قرابة 39 طفلاً في السجون الليبية، وعشرات في سورية، وبعضهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم سنة، وكثير منهم يتامى، وهناك من فقد كلا والديه".

وأضاف بن رجب أنه "لا بد من تطبيق الدستور، والوضع الطبيعي لهؤلاء الأطفال أن يكونوا في المدارس وليس في السجون والمخيمات. العائلات التي قدمت اليوم تمثل نسبة قليلة من عشرات العائلات التي ترغب في تربية أحفادها وإنقاذهم من مصير مجهول".

وأوضح أنه "لا بد من إنشاء لجنة في وزارة الشؤون الخارجية، مختصة بالبحث ومعرفة مصير التونسيين العالقين بالخارج، وتتولى التنسيق بين كل الأطراف المتداخلة لضمان استمرارية العمل والبحث، والعمل على تفعيل الدعوات الصادرة عن عدة هياكل مطالبة بتنظيم مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب، وإعادة تأهيل وإدماج التونسيين العائدين من بؤر التوتر".