حي الفضل... روح بغداد ومدرسة المقام العراقي
محمد الملحم ــ بغداد


في جانب الرصافة من بغداد، وعلى مقربة من ضفاف دجلة، تقع محلة الفضل العريقة التي ما زالت تحافظ على شيء من تاريخها وتراث ساكنيها.

وسميت الفضل نسبة إلى الفقيه والواعظ الإسلامي المعروف الفضل بن سهل الشافعي، خلال القرن الخامس ميلادي، إذ سكن فيها وكانت الناس تؤم منزله في الحيّ.

ويمتاز الحيّ بأزقّته الضيقة وطرازه البغدادي القديم وترابط سكانه فيما بينهم، وكل زقاق ومنطقة فيه تحولت إلى علامات دلالية. معالم الحي شاهدة على أحداث تاريخية كثيرة. ومن أبرز هذه المعالم شارع الملك غازي وساحة الوثبة وقنبر علي وأبو سيفين والسباع وباب الشيخ وغيره.

ما زال الحي حتى الآن مدرسة لمطربي المقام العراقي. ففيه ولد ونشأ مطربون كبار مثل يوسف عمر وسامي لطيف وقاسم الجنابي وناظم الغزالي. أما أقدم جامع في الحي، فيعود إلى القرن الثاني عشر للميلاد، ويحمل جامع الفضل الكبير، فضلا عن جامع الإمام أبو بكر المبارك.

ويبدأ الحي من الباب المعظم، وهو أحد أبواب بغداد في عصر الدولة العثمانية إلى الباب الشرقي وأغلب ساكنيه من عشيرة القيسية العربية.

ويقول رشيد القيسي (76عاماً)، أحد أعيان الحي، إنّ " لفضل روح بغداد، وما زالت تحافظ على نفسها من التغيير والتشويه وجميع ساكنيها تربطهم علاقات تاريخية واجتماعية كبيرة".

ويضيف: "يزخر الحي بمناطق وجوامع تاريخية قديمة، كما أنها تفتخر برفد المجتمع العراقي بشخصيات كبيرة على المستوى الثقافي والعلمي والأدبي والسياسي".

ومن شخصيات منطقة الفضل، محيي مرهون وفاروق الحقاني ومحمد فاضل أبو الكبة وحجي حسين العامري وعدنان دحام العزاوي وإبراهيم شندل.
وفي السياق ذاته، قال مطرب المقام مجدي حسين (49عاماً)، لـ "العربي الجديد"، إن "الفضل منجم لمطربي المقام والفن العراقي، كما أن الداخل للحي سيجد داخل المقهى مَن يغني المقام ومن يدندن به في الشارع، وسيعثر على روح بغداد الحقيقية في هذا الحي تحديدا".