Skip to main content
عيد فرنسي استثنائي: استعراض عسكري واحتجاجات "السترات الصفراء" واحتفالات بمنتخب الجزائر
محمد المزديوي ــ باريس
لم تمر احتفالات فرنسا، أمس الأحد، بعيدها الوطني في أجواء مواتية على غرار الأعوام الماضية، بعدما قامت حركة "السترات الصفراء" بالتشويش على الاستعراض العسكري الذي نظم بالمناسبة ويعتبر فخر الدولة، وتعرّض خلاله الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لصيحات استهجان.

ولم يكن وزير الداخلية، كريستوف كاستانير، ومحافظ الأمن الجديد ديديي لاليمونت، يتصوران أن يمر العيد الفرنسي في مثل هذه الظروف، وما وقع أمس، من إيقاف استباقي لثلاثة من وجوه الحراك، إيريك دْرُووي وجيروم رودريغيز ومكسيم نيكول، قبل أن ينتهي الأمر بصدامات عنيفة بين القوى الأمنية وجماعات متحركة من المتظاهرين، استخدمت فيها الشرطة والدرك الغازات المسيلة للدموع.
وقد اعتبر كثيرون عودة الصدامات إلى محيط الشانزيليزيه بمثابة فشل للاستراتيجية الأمنية الجديدة، بل واعتبرها عمدة باريس، آن هيدالغو، "يوماً أسود"، و"فوضى في 14 يوليو"، واعتبرها آخرون "لحظة حزينة في عيد وطني".


وتحدثت مصادر الشرطة عن وجود نحو 300 شخص من جماعات "بلاك بلوك" وفوضويين ومن عناصر راديكالية في "السترات الصفراء"، استطاعوا الإفلات من مراقبة القوى الأمنية، وتجاوز الوجود الأمني الكثيف، فاجتاحوا بعض مناطق الشانزليزيه والشوارع المجاورة، مصطدمين بالقوى الأمنية ومُسبِّبين كثيرا من الإرباك لجموع السياح الذين قدموا للاستمتاع بجادة الشانزيليزيه.


وقد أسفرت الصدامات عن إيقاف 180 متظاهرا، وضع 38 منهم تحت الاعتقال الاحتياطي، فيما أطلق سراح وجوه الحراك الثلاثة.
ورغم أنه لم يكن من الوارد بالنسبة لحركة "السترات الصفراء"، أن تتظاهر في الشانزيليزيه، بسبب الوجود الأمني غير العادي، وإنما فقط إشعار المسؤولين، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي بأن الحراك لم ولن يتوقف، فإنها نجحت في ذلك، وجعلت جميع المراقبين يُجمعون على أن "السترات الصفراء" "أفسدت" على الرئيس وحكومته هذا العيد، الذي أراده ماكرون منبرا لتأكيد شعار أوروبا و"الدفاع الأوروبي" العزيز على قلبه.

"الكاف" تدخُلُ الحلبة

وكما لو أن مصيبة لا تأتي لوحدها، كان من مسؤولية مختلف القوى الأمنية الفرنسية التي نجحت، مساء يوم 14 يوليو/تموز، في إفراغ الشانزيليزيه من متظاهري "السترات الصفراء"، أن تستعد لتحدٍّ منتظر آخَر، والمتمثل في مراقبة ومحاصرة تظاهرات المشجعين الجزائريين والعرب، ابتهاجاً، بتأهل المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية "كاف" في مصر.
ودفع الانتصار التاريخي والمستحق للفريق الجزائري، إلى النهائي، مع خسارة المنتخب التونسي، بعشرات الآلاف لاكتساح الشانزيليزيه، ليلاً وبُعَيد الإعلان عن النتيجة، وأيضا في كثير من الساحات الكبرى في مدن فرنسية أخرى، ومنها مارسيليا، ملوّحين بالأعلام الوطنية الجزائرية. ولم تتوقف الاحتفالات إلا في الساعة السادسة صباحاً. وأسفرت هذه التظاهرات عن إيقاف 282 شخصا في باريس ومدن فرنسية عديدة منها ليون، وضع 249 منهم تحت الاعتقال الاحتياطي.


وقد وقعت صدامات ومَظاهر عنف، على هامش الاحتفال بالإنجاز الكروي، بين المتظاهرين والقوى الأمنية، استخدمت فيها الغازات المُسيلة للدموع، أسفرت عن إحراق العديد من السيارات، قبل أن تنجح القوى الأمنية في إفراغ الشوارع من المتظاهرين، في وقت متأخر من الليل.