وسجل ناشطون ومدونون عراقيون حضوراً واضحاً لفنانين ومشاهير، من خلال مقاطع مصورة ولقطات تظهرهم داخل حشود المتظاهرين.

الفنان تيسير السفير نشر فيديو على صفحته الرسمية من ساحة التحرير وسط المحتجين في أنستغرام معلقاً "اليوم جمعة ليست ككل الجمع وإن شاء الله ستكون التظاهرة سلمية وأن يحقق المحتجون كل مطالبهم".

بدوره اصطحب الفنان جلال كامل زوجته الفنانة سناء عبد الرحمن، إلى ساحة التحرير ليلاً، وسط ترحيب من المتظاهرين الذين التقطوا معهما صور السيلفي، وهو ما يعتبره ناشطون  مسانده لهم في إيصال صوتهم.

وعلق الفنان مهدي الحسيني في مقطع فيديو نشره على حسابه في تويتر من ساحة التحرير وسط أزيز الرصاص "اليوم الجمعة متظاهرون شباب عزل، الحاجة والعوز والفقر والبطالة دفعتهم للخروج وبصدور عارية .. القنابل المسيلة للدموع مع الأسف".

ووجه الحسيني انتقاده للحكومة متسائلاً "أهذا هو الحل؟ الأمور لا تحل بهذه الطريقة يا أولي العقل إن كان هناك عقل فمطالب الشعب مطالب حقة ومشروعة، وقد خرجوا سلميين فنفذوا مطالبهم، الأساس خطأ والدستور خطأ والعملية السياسية خطأ ووجودكم في السلطة خطأ، افهموا واتعظوا، فالشعوب عندما تثور لن يستطيع أحد الوقوف في وجهها".

وتعرض أمس الجمعة عدد من الفنانين والفنانات إلى حالات اختناق نُقلوا إثرها إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بينهم الفنانة آسيا كمال والفنانة أسماء صفاء والفنان جواد المدهش الذين أصيبوا بحالات اختناق شديدة بسبب استهدافهم بالغاز المسيل للدموع.

وكشف متظاهرون لـ"العربي الجديد" أن قوات مكافحة الشغب كانت ترصد تجمعات الفنانين والإعلاميين، وتطلق عليهم القنابل المسيلة للدموع بشكل مباشر ومتعمد لأن وجودهم كان يعطي زخماً للتظاهرات.

يقول المتظاهر حيدر عباس "يوم أمس تعرض عدد من الفنانين العراقيين والإعلاميين خلال وجودهم معنا في ساحة التحرير إلى حالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع بعد أن استهدفتهم القوات الأمنية بشكل مباشر".

ويتابع عباس "توافُدُ الفنانين والمشاهير في التظاهرات يعطيها زخماً أكبر ويوصل صوتها إلى العالم ولذلك لاحظنا السلطة الحاكمة في الخضراء تحاول بشتى الطرق استهداف الإعلاميين أو الفنانين والمشاهير في ساحات التظاهر، إضافة طبعاً إلى استهداف الناشطين والمتظاهرين بشكل عام".

وانتقد متظاهرون موقف الفنانين العراقيين المقيمين خارج البلاد لعدم مساندتهم للتظاهرات ووقوفهم موقف المتفرج.

كما يقول الناشط والمتظاهر حميد العلي مبيناً "للأسف كنا مخدوعين بكثير من الفنانين المشاهير جداً ولكن تبين أنهم انتهازيون للأسف، يصعدون على أكتاف الجماهير في أوقات محنتهم ولكنهم يتخلون عنهم في هذه الظروف الحالكة".

مضيفاً "الفنانون المقيمون في الخارج لا عذر لهم فالسلطة العراقية بعيدة عنهم ومصالحهم خارج البلاد فلماذا يستمرون بهذا الصمت الغريب والأغرب أن معظمهم غادروا البلاد بسبب الأوضاع الأمنية وربما تهديدات لبعضهم".