ماكرون يدعو قادة العالم بمئوية الحرب العالمية الأولى لنبذ الانطواء والعنف والهيمنة
محمد المزديوي ــ باريس

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد، قادة العالم في الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، إلى نبذ "الانطواء والعنف والهيمنة"، وخوض "المعركة من أجل السلام".

وقال ماكرون في الكلمة التي ألقاها بمناسبة ذكرى توقيع الهدنة في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 1918: "دعونا نضم آمالنا بدل أن نضع مخاوفنا في مواجهة بعضها".

وبدا لافتاً أن الرئيس الفرنسي ركز في كلمته على الأمور الإنسانية والتاريخية في الحرب، عارضا ما وصفها بـ"دروس وفظاعات الحرب"، ولم يثر أي قضايا سياسية آنية محط خلاف.

وشدد ماكرون على أن "القومية هي نقيض للوطنية، إنها خيانة"، ممتدحا النظام المتعدد الأطراف، ثم تحدث عن التكلفة الباهظة للحرب العالمية الأولى: "عشرة ملايين قتيل، و6 ملايين جريح ومعوق، و3 ملايين أرملة، و3 ملايين يتيم"، لأن "العالم بأسره قدم للقتال على الأرض الفرنسية"، موجهاً "التحيّة لكل ضحايا هذه الحرب، ومن كل الأطراف". 

ولوحظ أن الرئيس الفرنسي ركّز على ذكر الطرَفين الفرنسي والألماني، لكنه لم يتحدث كما كان يتوقع البعض، عن المشاركة البريطانية والأميركية، وهو ما يمكن أن يثير الحنق، وبشكل خاص من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. 

وقد بدأت الاحتفالات رسميا باستقبال الرئيس ماكرون وزوجته في قصر الإيليزيه، رؤساء دول وحكومات أكثر من سبعين بلدا، إذ كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل آخر الواصلين، فيما شذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن البروتوكول، لاعتبارات أمنية معلنة، وأخرى غير معلنة، ولم يأت إلى الإيليزيه، مفضلا التوجه مباشرة، في ظل حماية أمنية أميركية مثيرة، إلى قوس النصر، فيما أتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة من المطار إلى ساحة قوس النصر.

وأقلّت حافلات ماكرون وضيوفه إلى مقربة من المكان المخصص للاحتفال، وحين بقيت بضعة أمتار نزل الزعماء، وفق البروتوكول، للمشي.

وقبل أن يصل الزعماء إلى مكان الاجتماع، قرعت أجراس الكنائس في بتريس وفي كل فرنسا، معلنة مرور مئة سنة على إعلان الهدنة.

وبعد الاستماع للنشيد الوطني الفرنسي، تم تكريم ثلاثة جنود فرنسيين قضوا مؤخرا في مالي، حيث لا تزال فرنسا منخرطة في حرب ضارية ضد جماعات متطرفة. 

يشار إلى أن ضيوف ماكرون مدعوون لحضور "منتدى السلام"، الذي سيفتتح مساء اليوم الأحد، وسيتغيَّب عنه الرئيس الأميركي. 

وفي لفتة رمزية، كلّف ماكرون، وهو صاحب فكرة المنتدى، المستشارة الألمانية ميركل بافتتاحه، وهو ما يعني أن المصالحة الفرنسية الألمانية "راسخة".