Skip to main content
مونديال قطر 2022: منشآت عالمية وموعد مع التاريخ
قتيبة خطيب
تترقب الجماهير العربية والعالمية بفارغ الصبر إطلاق شعار مونديال قطر 2022 الثلاثاء، وهو العرس العالمي الذي ستستضيفه دولة قطر لأول مرة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، بعدما نالت شرف استضافة بطولة كأس العالم عام 2010، نتيجة الملف القوي الذي قدمته للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والذي يضم الخطة الاستراتيجية للحدث العالمي، عبر بناء أحدث الاستادات العملاقة، وإنشاء البنى التحتية من مدن متطورة، وخط قطار "ميترو" جديد.

وتواصل قطر استعدادها الكامل لإنجاح مونديال 2022، بعدما قطعت شوطاً كبيراً بتجهيز الاستادات الثمانية التي تم تحديدها حتى تخوض المنتخبات المشاركة بالحدث العالمي جميع المنافسات عليها، لتعلن في شهر مايو/أيار الماضي عن افتتاح "استاد الجنوب" في مدينة الوكرة، الذي تم تدشينه في المباراة النهائية لكأس أمير قطر بين ناديي الدحيل والسد.

ويستمر العمل على استكمال بناء الاستادات التي تم تصميمها وفق معايير عالمية لاستضافة المونديال، بعد أن تم تحديد أسمائها، ليكون استاد خليفة الدولي أول ملاعب المسابقة العالمية جاهزاً بشكل كامل، بعدما خضع لأعمال تطوير وتجديد، لتصبح طاقته الاستيعابية 40 ألف متفرج، ليتبقى أمام اللجنة العليا للمشاريع والإرث ستة استادات أخرى، وهي استاد البيت في مدينة الخور، واستاد المدينة التعليمية، واستاد الريان، واستاد الثمامة، واستاد لوسيل، واستاد راس أبو عبود، التي من المتوقع أن يتم افتتاحها قبل انطلاق المنافسة العالمية بوقت كبير.

وتتميز الاستادات بتصاميمها الرائعة، التي تعكس عراقة الثقافة والتاريخ في قطر، بعد أن تم اتباع عدد من الأولويات أثناء وضع مخططاتها، وعلى رأسها الراحة من خلال تقنيات التبريد المتطورة، وممرات المشاة المظللة، وخطوط القطار الجديدة "الميترو"، التي ستكون سهلة الوصول لجميع الزائرين أثناء الحدث العالمي، وبخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، الذين تم تخصيص مواقف سيارات خاصة بهم، مع منحدرات للكراسي المتحركة، بالإضافة إلى المصاعد.

ولم تغفل اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن الاستفادة المستقبلية من الاستادات، بعدما وضعت كل الإمكانيات الممكنة لاستدامة تفخر بها الأجيال المقبلة، بالإضافة إلى الإرث، حيث سيتم فك أجزاء من مقاعد المدرجات بعد انتهاء البطولة عام 2022، كي يتم التبرع بها لمشاريع كرة القدم حول العالم، ما يعزز نشر ثقافة الساحرة المستديرة وتطويرها.

وإلى جانب الاستادات المتطورة، لم تنسَ اللجنة العليا للمشاريع والإرث الاهتمام بأدق التفاصيل، بعدما عملت على تجهيز ملاعب خاصة للتدريب، كي يحظى اللاعبون المشاركون في المسابقة العالمية بمرافق عصرية تشمل صالات اللياقة البدنية، والعلاج بالماء، بالإضافة إلى غرف مخصصة بالتدليك والعيادات، وقاعات تُمكن المنتخبات المتواجدة بالمونديال من مراجعة التكتيكات ورسم الخطط للمواجهات التي سيخوضونها.

وبعد افتتاح استاد الجنوب في مايو الماضي، وقرب تدشين ملعب جديد، انتقلت الأمور من مرحلة الإعداد إلى التنظيم والتسليم والتركيز على الخطط التشغيلة لمونديال 2022، وخاصة بعدما أعلنت قطر عن شراكة جديدة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" باسم "كأس العام فيفا قطر 2022"، قبل عدة أشهر.

وتتطلع قطر في عام 2022 إلى الترحيب بجميع المنتخبات الكروية المشاركة في المسابقة العالمية، وما يزيد عن مليون مشجع من أرجاء المعمورة، حيث يشهدون الحدث الكروي الأبرز بنسخته الفريدة، إذ سيتمكن المشجعون لأول مرة في التاريخ من مشاهدة مباراتين في يوم واحد نظراً لقرب المسافة بين الاستادات.​