سعيد منتسب

تتجاوز رواية الكاتبة الإسبانية الخطاطة البوليسية، لتتجه نحو دراسة عميقة للتاريخ والإنسان، في مزيجٍ يجمع بين ألغاز التحقيق في الحاضر والغوص في الماضي.

لا يعيد الفنان والروائي المغربي كتابة سيرة السهروردي كما وردت في كتب التاريخ، في روايته الصادرة حديثاً، وإنما يعيد كتابتها بوصفها خلاصاً روحياً يتم عبر الفن.

يُنظر إلى هذا الطقس الروحاني بوصفه فرجة كبرى تقوم على عناصر متعددة: اللباس، الإيقاع الموسيقي، الحركات الجسدية، الرقص المسرحي.

لم يسع الكاتب المغربي في روايته الأخيرة إلى تأريخ حرب الريف (1920-1927)، بل لارتداداتها طويلة الأمد التي ما زالت تهزّ أبناء الريف جيلاً بعد جيل.

يكشف "جيل Z" الذي خرج إلى الشوارع للمطالبة بالحرية والتطبيب والتعليم ومحاربة الفساد، أنه يرفض التلقين الأعمى، معيداً في ذلك تعريف علاقته بالسلطة والمعرفة.

اتسع مفهوم أدب المنفى، على المستوى المغاربي، ليصبح دالاً على أدب الغربة والهجرة والتشرد وعدم الملاءمة مع الواقع، وليس الهروب من عسر ما.

افتتن بورخيس بشخصية شابلن لأنه "جعله يؤمن بأن كل شيء، خرافة أم حقيقة، يمكن أن يكون واقعاً"، قبل أن يصبح أشد المنتقدين لتجربته التي اعتبرها منحازة للشيوعية.

يجد قارئ صنع الله إبراهيم نفسه أمام سرد يتتبع تفاصيل صغيرة في حياة الأفراد، لكنه لا ينفصل عن السياق التاريخي الأوسع، بل يربطه بتحولات سياسية كبرى.

لم يتوقف الكاتب الأرجنتيني عن "رؤية" السينما، لا بعينيه، بل بخياله، حيث مزج الحلم بالسرد، والذاكرة بالصورة، رغم أن الظلام أطبق على عينيه في سن مبكرة.

في غياب الرعاية الصحية وضيق ذات اليد، يُترك الكثير من الكتّاب والمبدعين العرب عُزلاً في المستشفيات العمومية، أو في غرفهم الباردة، أو في يأسهم الكبير.