حلمي الأسمر

القنابل التي رمتها واشنطن على مفاعلات إيران النووية تقول إنّ كل سكان الكرة الأرضية مجرد "أضرار جانبية" لحروب عصبة قليلة من أساطين السلاح والنفط والدواء...

موقف النظام العربي من غزة، ليس خوفاً من ردّة فعل إسرائيلية غاضبة، بل تجاوز ذلك إلى الانخراط والوقوف مع العدو، كتفاً بكتف، كما لو أنها معركته.

بعد ستمائة يوم من الحرب الوحشية على قطاع محاصر لم يتمكن جيش الاحتلال مسنودا بقوى نووية عظمى، من حسم عدوانه، ولم يزل متلعثما في تعريف معنى نصر لم يبلغه بعد.

أيقظت غزّة مفهوم الجهاد الذي اجتهد الغرب بقواه الاستعمارية والفكرية والثقافية، وبقوة ما يسمّى "القانون الدولي"، لتجريمه، فجاءت غزّة لتعيد له ألقه.

هناك من يتبجّح بأنه الداعم الأكبر لفلسطين وهو عاجز، ليس عن تأمين رغيف خبز لجوعاها، بل إنه يمدّ عدوها بكلّ ما يلزمه للاستمرار في عدوانه المتوحّش.

حركة التاريخ وديناميكيته العادلة لا يمكن أن تتسامحا مع وجود كيان كإسرائيل، بمثل هذه البشاعة في قلب أرض كانت مهداً للديانات السماوية، وأرضاً للأنبياء.

التغير العميق في المخيال الغربي الذي احتضن "إسرائيل" له مفاعيل جذرية في التحلّل من هذا الاحتضان لصالح "حماس" والمقاومة ويشكّل سياجاً إضافياً لحمايتهما.

ما يحصل في بلادنا والعالم اليوم، من زلازل وبراكين، كان سببها معركة طوفان الأقصى، التي هيّأت المسرح لإعادة كتابة تاريخ المنطقة وجزء كبير من العالم.

حجم الحراك الدولي لتمزيق "نموذج غزّة" أكبر بكثير ممّا بدا علناً، فثمّة تسخير لكلّ ما أنتجه العقل البشري من سلاح وذكاء اصطناعي، وتكنولوجيا.. لإجهاض النموذج.

المطلوب من النظام العربي الرسمي، ليس تكرار ما قيل مئات المرّات عن حلّ الدولتَين، وبقية الكلام المهترئ عن مبادرات، بل إعلان دعم المقاومة بوصفها عملا شرعيا.