حين تصالحتُ مع ذاتي، لم أعد أحتاج إلى أن أفهم كلّ شيء. والتصالح مع الذات ليس قراراً يُتّخذ وينتهي، بل عادةٌ تُبنى، كلّ يوم، وكلّ مرّة تخذلك فيها الحياة.
لا نملك أن نوقف الرحيل، لكننا نملك أن نحيا بطريقة تجعل كلّ لحظة معنا تستحقّ أن تُحفظ في الذاكرة، تجعل كل لقاء غنياً بما يكفي ليظلّ أثره حتى بعد الغياب.
يقولون في غزة: نحن نكتب وسط الكابوس، لا لأننا أقوياء، بل لأننا لا نحتمل أن يصير الألم عاديا، ولأن كل طفل يُقتل، وكل بيت يُهدم، ينبغي أن يجد مكانه في السطور.
لا يمكن للمرء أن يتحرر من ذاكرته، لكنه يستطيع أن يتصالح معها. يستطيع أن يجعلها صديقا بدلا من أن تكون سجانا، أن ينتقي منها ما يبقيه حيّاً، لا ما يُطفئ روحه.
لم تصمت المهندسة ابتهال أبو السعد. قالتها بوضوح؛ مايكروسوفت شريكة في إبادة غزّة. قالتها في وجه من لا يريد أن يسمع، ووسط من اعتادوا النظر في الاتجاه الآخر.