حمّور زيادة

رفض الجيش السوداني مرارا، على لسان القائد العام وعدد من القيادات، ومجلس السيادة ووزارة الخارجية، أي هدنة أو وقف لإطلاق النار، لكنّه أكّد أنه لا يرفض السلام.

قضت مليشيا "الدعم السريع" على أسر كاملة في مدينة الفاشر، وصفّت كل من أرادت لأيّ سبب، وبلا سبب. فالرعب هو ما تحبّ المليشيا أن يُعرَف عنها.

مع اقتراب نهاية العام الثالث من الحرب، تزداد الشقّة بين السودانيين، وترتفع الأصوات التي ترى في تقسيم البلاد وسيلة وحيدة لوقف الحروب الأهلية المتواصلة.

عاد السودان القهقرى، لتصبح القبيلة والحركة المسلّحة جهات الحماية، لا النقابات وقوانين الدولة، وطريق السلطة، لا الأحزاب والعمل السياسي.

تمّت إدانة علي كوشيب بمجموعة من التهم المتعلّقة بحرب إقليم دارفور، إدانة انتظرتها أرواح مئات آلاف من السودانيين، الذين راحوا ضحية الإبادة الجماعية.

أجرمت مليشيا الدعم السريع في السودان لحساب النظام السابق، ارتكبت جرائم حربٍ واضطهاد، قبل أن يدور الزمان دورته وتصبح "الدعم السريع"، قوات متمرّدة.

رصد تقرير البعثة الدولية لتقصي الحقائق الجرائم التي ارتكبها الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه، وتلك التي ارتكبتها "الدعم السريع" والقوات المتحالفة معها.

تستمر المأساة الإنسانية بينما يناور طرفا الحرب المجتمع الدولي الذي فشلت جهوده في تحقيق ولو هدنة إنسانية قصيرة، إضافة إلى تحقيق سلام شامل.

المتابع للإعلام السوداني يجد نفسه وسط تراشق إعلامي عدواني، فالجميع خونة وعملاء. أفرط المتقاتلون في استخدام الإعلام سلاحا حتى تسببوا في مذابح جماعية للحقائق.

بعد إشهار تحالف الدعم السريع حكومته في مدينة نيالا، أعلن رئيس الحكومة الجديدة، عن تسمية مبعوثٍ لحكومته إلى الأمم المتحدة، في بداية تستدرّ الشفقة لا الضحك.