اعتاد العقل الإنسانيّ أن يستنكر ويشجب بشدّة التكيّف اللامعقول مع الوحشيّة. لكن الصمت والإشاحة عما يجري في قطاع غزّة يشير إلى أن ثمّة نوع من "انتحار العقل".
معجزتان تقومان مقام إدارةِ التسويق. يكفي أن ينفجر الخبر أو أن ينقطع النفس، حتى تتحوّل مؤلفات الكاتب، مهما كان نوعها، إلى كائنات حيّةٍ تهاجم واجهات المكتبات.
الخوف توأمُ البشريّة منذ بداية الوعي واللغة. إنّه عدوُّنا الحميم. صديقُنا اللدود.عصانا التي نتحسّس بها الطريق ونطارد بها الخوف نفسه حين يزيد على الحاجة.
في رواية "الرجل النّرد"، اعتاد البطل أن يختار أفعاله بناءً على أرقام المصادفة، أمّا في زمننا، فإنّ الأرقام لا تتحكّم بالأفعال، بل تتحكّم بالحقيقة نفسها.
إلى أين يمضي تمثال الحرية؟ إلى أين تهرب السيّدة الحرية من تمثالها؟ فقد باتت مطلوبةً للعدالة في معقل معسكر الخير. إنّها "Wanted" حيّة أو ميتة في موطنها المزعوم.
يوضع الإنسان في مربّعٍ الموت وينهال عليه الخذلان من كلّ جانب، حتى ييأس من أحلامه. يستمرئ رشوةً مسمومة ويتقبّل فكرة أن ثمن الاستسلام أَهْوَن من المقاومة.
مرّةً في كل عامٍ، يجتمع الشعر والأرض ومواجهة التمييز العنصري والنوم. وكأن الثلاثة الأوائل في واحد، هو رابعها: النوم، نعم النوم الذي يطغى على العيون والعقول.