عمر العمر

خدمة الشعب السوداني تتم عبر الانحياز إلى معسكر المناضلين من أجل استعادة الحرية والعدالة، باعتبارها غايات بعيدة المدى في سكّة الخير والنماء.

التشكيل الحكومي الذي أعلنه كامل إدريس يعرّيه من المصداقية أمام شعب السودان، فليس فيه ما يشي بالحد الأدنى مما وعد به من حرية في القرار أو تجاوز آفة المحاصصة.

جدل عقيم يتصاعد في السودان اليوم رهاناً على مدى نجاح كامل إدريس فرعوناً جديداً. لا صوت ينادي بأولوية إعادة بناء مؤسّسات الدولة على نسق حداثي.

جرّد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيسَ الوزراء من كل صلاحياته بالتعديل الدستوري والزندقة العسكرية، ما يطرح تساؤلات عن صلاحيات كامل إدريس، رئيسًا للوزراء.

دفع الرئيس ترامب العلاقات التقليدية بين واشنطن والعواصم الثلاث (الرياض والدوحة وأبوظبي) من منصّات التحالف السياسي والعسكري إلى آفاق الشراكة الاقتصادية.

لم تتعلّم النُّخب عدمَ ارتهان الإنجاز الوطني للسلطة والثروة وامتيازاتهما. كما لم تدرك أن الفساد لا يجلب الخير والتقدّم، وأن الفضيلة تُراكم رصيداً أوسع وأبقى.

صحوة الترابي تلك مثّلت استرداد العقل الناقد. غيابُه أحد أخطر علّات الإنقاذ، فوحش الترابي المضادّ للعقل والنقد انفرط توحّشاً بعد رحيله.

إنّ الخرطوم، ورغم دمار الحرب الرعناء، قادرةٌ على كنس الأنقاض وتضميد الجراحات والنهوض في عملية إعادة إعمار تخلّق معجزةً سودانيةً.

مكن بسهولة فهم الحرب الراهنة فصلاً متوحّشاً في سيرة الإنقاذ المتوحّشة، فدوافع الحرب وغاياتها احتفاظ أجنحة الإنقاذيّين بامتيازات السلطة.

من دون ممارسة التسامح، بل تجذيره في تربة السودان الحديث، لن نغادر عصبيات الثأر القَبلية والجهوية لنخرج من تحت أنقاض الحرب المادّية والمعنوية.