إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في علم التاريخ والمقالات والشعر والسياسية وغيرها.

هل يتوقف لبنان عن اجترار حروبه الأهلية - الإقليمية؟ سؤال يحاول المؤلف محمد أبي سمرا أن يجيب عنه في كتابه "لعنة لبنان: شهادات ومسارات في الحرب الأهلية الإقليمية"، الصادر عن دار "رياض الريس". بعد 50 سنةً على بدايتها، لا تزال الجماعات اللبنانية تعيش حتى اليوم إرث الحروب التي مر بها لبنان والتي صارت جزءاً لا يتجزأ من تركيبته السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية. من خلال مجموعة من الشهادات والحوادث والحكايات الإنسانية المؤثرة التي تُظهر سوداوية الحرب، يوثق الكاتب بعضاً مما أطلق عليه اسم "لعنات" لبنان، التي يبدو أنها لم تنته حتى الآن.
 

يُعتبر هيراقليطس من فلاسفة الإغريق الأولين الذين اندرجوا تحت اسم "فلاسفة الطبيعة". وعندما نتساءل عن أصل العالم، عديدون اليوم يفكرون بأن "شيئًا ما" قد نشأ عن "لا شيء". إن هذا التفكير قلما كان شائعًا لدى الإغريق. فهؤلاء كانوا يؤكدون لسبب أو لآخر أن "شيئًا ما" كان دائمًا موجودًا. لكن في رأي هيراقليطس فإن كل شيء يتغير، وهذا التغير هو أساس الوجود وأساس فلسفته، وهو ما يبيّنه أوشو في كتابه "حكمة هيراقليطس"، الصادر حديثًا عن دار "التكوين" بترجمة نبيل سلامة، حيث يفسر لنا لعبة التناقضات التي فهم من خلالها هيراقليطس العالم، وحيث لا نستطيع النزول إلى النهر نفسه مرتين.
 

"بلاد لا تشبه الأحلام" عنوان سيرة روائية للكاتب والشاعر السوري بشير البكر (1956)، صدرت عن "دار نوفل". من منطقة الجزيرة السورية التي يحاول إعادة إحياء تاريخها المهمّش، ومرورًا بمحطات أخرى في سورية ولبنان وفلسطين ومدن أوروبية وعربية، يُدوّن البكر شهادته على أحداث عاشها أو عايشها، عارضًا وقائع تاريخية وبورتريهات شخصية ضمن رؤية متكاملة لتاريخ سورية في الستينيات والسبعينيات. ينطلق السرد من الخاص إلى العام، في محاولة لتقديم توثيق تاريخي وثقافي واجتماعي، ضمن تجربة تربط بين السيرة الذاتية والتاريخ الجماعي.
 

عن "دار الجنوب"، صدر كتاب "جليلة بكار: التمثيل وسؤال الكتابة المسرحية" للمسرحي التونسي عبد الفتاح الكامل. يُضيء الكتاب تجربة المسرحية التونسية جليلة بكار (1952)، التي كتبت أو أسهمت في كتابة معظم الأعمال المسرحية التي قدّمتها على الخشبة. نقرأ من تقديم بكار للكتاب: "هل أن جوهر التحدي والمجازفة هو في اختياري للفن كمهنة في مجتمع له نظرة دونية وأخلاقوية للفنانين عمومًا رجالًا كانوا أم نساءً؟ إن هذا الخيار لم يكن ميولًا نرجسيًا للصورة ولا رغبة في التبرج.. بل كان ناتجًا عن حاجة عضوية للتعبير بالكلمة والجسد".
 

في مجموعتها القصصية "عرّافة هافانا" التي صدرت عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، تلتقط الكاتبة والمترجمة غدير أبو سنينة شخصيات مهمّشة تعيش أحداثًا مأساوية في العاصمة الكوبية، حيث تنزلق إلى عوالم الجريمة والعنف، أو تتأمل وجودها وتندفع في مونولوغات داخلية سعيًا للتصالح مع الذات، فيما تختبر شخصيات أخرى الحب هروبًا من عالم مضطرب لا حدود لأزماته. وتقارب المؤلفة في قصصها قضايا الهوية، والانتماء، والذاكرة، والحب، والفقد، في مجتمعات أميركولاتينية متعددة الثقافات بأسلوب ينزع نحو الواقعية ومعالجة هموم سياسية واجتماعية.
 

"شغف بيدرو ألمودوبار.. بورتريه شخصي في سبعة أفلام" عنوان الكتاب الذي صدر عن "منشورات جامعة كولومبيا" للباحث جيمس ميلر. يتناول الكتاب البعد الفلسفي في أعمال المخرج وكاتب السيناريو الإسباني (1949) الذي طرح قضايا مركبة تتعلق بمفاهيم العاطفة والذات والأسرة والأمومة والهوية بأسلوب يمزج بين العمق والجرأة في مناقشة الحريات السياسية والاجتماعية والجنسية في مرحلة عاشتها إسبانيا بعد زوال الدكتاتورية في منتصف السبعينيات، حيث حُرم ألمودوبار من الدراسة الأكاديمية بسبب إغلاق الجنرال فرانكو المدرسة الوطنية للسينما في مدريد.
 

من النادر أن تتناول الدراسات الحديثة تطور الفلسفة الإسلامية خارج إطارها الكلاسيكي الذي يتوقف غالبًا عند ابن رشد، أو تركز على المسارات التي اتخذتها الفلسفة بعد القرن السادس الهجري. يُقدم كتاب "تشكّل الفلسفة ما بعد الكلاسيكية في الإسلام" لفرانك جريفيل، الذي يصدر قريبًا عن "دار الروافد الثقافية"، بترجمة عمرو بسيوني، قراءة شاملة لمسار الفلسفة في العالم الإسلامي بعد الحقبة الكلاسيكية التي بلغت ذروتها مع ابن سينا، متتبّعًا التغيّرات التي أسهمت في إعادة تشكيل الفكر الإسلامي في بيئات متعدّدة من حواضر العراق وإيران إلى الشام ومصر.
 

"مع أبي نواس" عنوان كتاب جديد لعميد الأدب العربي طه حسين، صدر عن "دار صفصافة"، بجمع وتقديم الباحث السوري عدي الزعبي، الذي جمع كتابات طه حتى يستطيع القارئ تكوين فكرة أوسع عن الشاعر، وعن علاقة طه حسين معه، لتُضاف إلى كتب "عن الشعر الجاهلي"، و"مع المتنبي"، و"مع أبي العلاء في سجنه". ومن كلمات حسين نقرأ: "كلاهما كان يزدري الحياة، وكلاهما كان يمقتها مقتًا شديدًا، وكل ما بينهما من الفرق أن أبا نواس كان يكره الحياة فيزدريها، ويستعين عليها باللذة واللهو، وأن أبا العلاء كان يكره الحياة، فيستعين عليها بالزهد والحرمان".
 

كتب

التحديثات الحية

إصدارات.. نظرة أولى