"التحوّل الكبير".. أربعة مفاهيم تُوجّه مسار الإنسانية

29 نوفمبر 2024
لقاءات مع أكثر من مئتي كاتب ومفكّر وفنّان
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في كتابه "التحوّل الكبير"، يستعرض وينستون مانريكي سابوغال أربع قضايا حيوية: الجمال، الحب، الجنس، والسعادة، مؤكداً أنها أساسية لاستمرار الوجود الإنساني، خاصة في ظل التغيرات السريعة في القرن الحادي والعشرين.

- من خلال مقابلات مع أكثر من مئتي كاتب ومفكر، يبني سابوغال قصة "كورالية" تعكس تأثير هذه المفاهيم على الحياة، مشيراً إلى التغيرات الاجتماعية منذ سقوط جدار برلين وحتى جائحة كورونا.

- يؤكد الكتاب على أهمية الحفاظ على هذه المفاهيم كجذر أخضر في قلب الإنسانية، رغم التحديات الثقافية والسياسية المعاصرة.

في كتابه الجديد "التحوّل الكبير"، الصادر حديثاً عن دار "Galaxia Gutenberg" يعالج الصحافي والكاتب الكولومبي وينستون مانريكي سابوغال أربع قضايا رئيسية، يؤكّد من خلالها أنّ الوجود الإنساني لولاها لما استمرّ، وهي: الجمال، والحُبّ، والجنس، والسعادة. 

بأصوات أكثر من مئتي كاتب ومفكّر وعالِم اجتماع وفيزيائي وفنّان، أُتيحت له فرصة الالتقاء بهم، وإجراء مقابلات معهم طوال حياته المهنية، يبني الصحافي الكولومبي قصة "كورالية"، ومساحة للتفكير في التحوّل المذهل الذي تُحدثه هذه المفاهيم الأربعة في الحياة الإنسانية، لا سيّما في ظلّ التغيرات السريعة التي يشهدها القرن الحادي والعشرون، وفي ظل السياسات الجديدة التي تحاول أن تغيّر هذه المفاهيم وتُشوّهها.

البداية من الجمال؛ أحد اللبنات الأربع التي تنتظم حولها الأصوات التي يجمعها الصحافي، ويربطه بالحبّ والجنس والسعادة؛ هذه الرغبات الكبرى التي توجّه آراء وتأملات عالم الاجتماع البولندي زيغمونت بومان، والكاتب الإيطالي داريو فو، والروائية الأميركية توني موريسون، والإيطالية داسيا ماريني، والأيرلنديّين كولم تويبين وجون بانفيل، والكولومبية مارغريتا غارسيا روبايو، والإسباني أُلفارو بومبو من بين آخرين.

القائمة طويلة ومثيرة للإعجاب. وهذه التأمّلات المُختلطة للكتّاب والفلاسفة والفنّانين تقدّم وصفاً للتغيير الهائل الذي شهده المجتمع، والذي يشير إليه عنوان الكتاب، بدءاً من السنوات التي تلت سقوط جدار برلين عام 1989، وصولاً إلى جائحة الكورونا 2020. 

الشاعرة الإسبانية كلارا خانيس ستعطيه بعض النصائح عن الجمال، وهي نفسها ستكون حاسمة من أجل تحرير كتابه وصياغته، أما مع ريتشارد فورد، فسنتعرف أن هدف الكتابة ليس أن يصبح المرء أفضل كاتب في العالم، بل أن يشعر أنه كائن سعيد. غير أن مقابلته مع الفيزيائي فرانك ويلتشيك الحاصل على "نوبل" للفيزياء، ستغيّر مفهومه عن الجمال، إذ سيصبح "شيئاً يومياً في حوار مستمرّ مع كل شيء". 

بين الجمال والحبّ والجنس والسعادة ينتقل الصحافي الكولومبي في حواراته، وقد تكون القصة التي يرويها في ورشة عمل مع غابرييل غارسيا ماركيز في قرطاجنة دي إندياس، هي الأبرز، حيث صادف امرأة انتحرت بعد أن وقعت بجنون في حُبّ رجل ميّت. 

يؤكّد الصحافي الكولومبي أنّ الحضارة الإنسانية في حال لم تحافظ على هذه المفاهيم الأربعة فإنّها لا شك سائرة نحو الانقراض. فالجمال والحبّ والجنس والسعادة هُم الجذر الأخضر الذي لا ييبس في قلب الإنسانية، رغم الجفاف الأخلاقي والثقافي والسياسي الذي يعيشه العالم.
 

 

المساهمون