الجائزة العالمية للشعر في تركيا.. إلى إبراهيم نصر الله

09 مايو 2025
إبراهيم نصر الله (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يرى إبراهيم نصر الله أن الترجمة الأدبية معقدة وتختلف دقتها بين المترجمين، مشيرًا إلى أن بعض النصوص قد تُشوه بسبب عدم الفهم الكامل للغة الأصلية. أكد على أهمية الترجمة كضرورة لتحويل النصوص بين اللغات.

- فاز نصر الله بالجائزة العالمية للشعر في تركيا، حيث تُرجمت أعماله مثل "مجرد 2 فقط" و"زمن الخيول البيضاء" إلى التركية، مما ساهم في ترشيحه للجائزة. عبّر عن تقديره للجائزة كمكافأة من العالم الثالث.

- تحدث عن دور الأدب في مواجهة الظلم، مستغربًا صمت بعض الكتّاب العرب تجاه قضايا غزة وفلسطين، مؤكدًا على تأثير الأدب في توعية الأفراد بعذابات الشعوب.

يرى الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله أن "مسألة النص الأصلي والنص المترجم ستبقى دائمًا مسألة خاضعة للكثير من وجهات النظر. مع ذلك، ثمة نصوص تُترجم على درجة عالية من الدقة الأدبية والحميمية. وهذه مسألة تختلف من مترجم إلى مترجم".

حديث نصر الله لـ "العربي الجديد" حول الترجمة يأتي بعد أيام من نيله الجائزة العالمية للشعر عن مجمل أعماله، في ختام المهرجان الدولي الخامس للشعر والآداب، الذي احتضنته مدينة كهرمان مرعش التاريخية في تركيا، حيث وضّح أن "بعض النصوص يُفسد فيها بعض المقاطع نظرًا إلى غياب ثقافة اللغة الأصلية أو عدم فهم النص، لكن عمومًا أفهم قضايا الترجمة وأتفهّم فكرة تحوّل النص من لغة إلى لغة، ومن شكل إلى شكل، كضرورة ملحّة".

تلقّي القارئ التركي

يشير نصر الله إلى أن عددًا من نصوصه تُرجمت إلى اللغة التركية خلال السنوات الماضية، قبل أن يُنقل لاحقًا عددٌ من مؤلفاته، وكانت البداية مع رواية "مجرد 2 فقط"، تلتها رواية "زمن الخيول البيضاء"، ثم ديوان "مريم غزة"، وروايات "أعراس آمنة"، و"شمس اليوم الثامن"، و"أرواح كاليمنجارو". ومن المقرر صدور هذه الأعمال الثلاثة الأخيرة قريبًا.

ساهمت هذه الترجمات، إلى جانب الحوارات التي أُجريت معه، ورسائل الماجستير والدكتوراه التي تناولت أعماله في تركيا، في تمهيد الطريق لترشيحه للجائزة التي تُمنح منذ انطلاق المهرجان المدعوم من مؤسسات أكاديمية وشعبية واقتصادية. ويشير الكاتب إلى أن الجائزة تُمنح سنويًا لكاتب عالمي يقع الخيار عليه من خلال ترشيحات يقدّمها أدباء وأساتذة جامعيون مختصّون بالأدب العربي، وتقوم لجنة خاصة باختيار الفائز بناءً على مساهماته في الأدب، لا سيّما في مجالَي الرواية والشعر.

ويعبّر نصر الله عن تقديره العميق للجائزة، مشيرًا إلى أنها تمثّل تكريمًا من العالم الثالث لكاتب يراه جديرًا بالتقدير، "بعيدًا عن هيمنة العالم الأول الذي يفرض رؤيته الخاصة على من يستحق الجوائز الأدبية"، على حدّ تعبيره. كما أشار إلى أن فوزه بالجائزة الثانية كان مفاجئًا بالنسبة له، شأنها شأن الجائزة الكبرى للرواية التي منحها له الاتحاد العامّ لكتّاب تركيا قبل عامين.

الصمت عن الإبادة

من جهة أخرى، يقول صاحب مشروع الملهاة الفلسطينية (يتألف من خمس روايات) إن "أكبر عار يمكن أن يلحق بالأدب هو عار الصمت على ما يدور من مذابح، وعلى ما يدور من إبادات، وعلى ما يدور من ظلم أيضًا"، مضيفًا "بعيدًا عن هذه الإبادات وهذه المجازر التي ترتكب في غزة وفلسطين كلها، إن كل سلب للحرية هو شكل من أشكال الإبادة، وكل محاصرة للبشر ومنعهم من أن يقرروا مصيرهم كما يريدون وحياتهم كما يريدون هو شكل من أشكال الإبادة، ومحاصرة الأوطان وتدميرها بالفقر وسلب الحريات وسلب ثرواتها هو شكل من أشكال الإبادة".

أستغربُ صمت بعض الكتّاب العرب أمام ما يحدث في غزّة

ويتابع "أستغرب وأحزن حينما أرى أن هناك من الكتّاب والفنانين العرب من ما زالوا صامتين أمام ما يحدث في غزة، فلا نسمع لبعضهم كلمة في بعض الأحيان. أن تصمت يعني أن تكون شريكًا لهذا العالم الظالم الذي يتحد ضدّ هذه البلاد الصغيرة الجميلة الرائعة التي اسمها فلسطين وهي ترفض كما رفضت دائمًا الموت والاحتلال والقمع".

وهنا، يستشهد نصر الله بالشاعر والمسرحي الألماني بريخت، الذي قال ذات يوم "علينا ألا نصل إلى يوم يتساءل فيه أبناؤنا وأحفادنا لماذا صمتَ الشعراء".

ويختم نصر الله "لا أشك مطلقًا بمدى تأثير الأدب، لأنني حين أنظرُ إلى تجربتي كقارئ أكتشف كم فتَح الأدب عيني على عذابات شعوب أخرى في هذا العالم وجعلني ذلك الشخص، الذي ربّما ما كان يمكن أن يكون عليه اليوم لو لم يقرأ، ولم يتأثّر بتلك القيم التي حملها الأدب، وهي في الحقيقة ثقافة الروح وثقافة الضمير التي نحن بحاجة إليها دائمًا".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون