الرواية العربية.. فقر الإحصائيات وإضرابات التسويق

05 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 03:06 (توقيت القدس)
من جناح الهيئة السورية للكتاب في "معرض الكتاب السوري"، 2022 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت مجلة Livres Hebdo الفرنسية عن 484 إصدارًا روائيًا لخريف 2025، منها 344 باللغة الفرنسية و140 مترجمة، بينما يغيب مثل هذا التقليد عن العالم العربي، حيث تعتمد الإحصائيات على جهود فردية مثل الناقد السوري نبيل سليمان الذي أحصى 450 رواية سورية منذ 2011.

- في اليمن، أشار الناقد أحمد الأغبري إلى 220 رواية خلال 90 عامًا، مع ازدهار ملحوظ في العقد الأول من الألفية، بينما تعاني الرواية العربية من هشاشة سوق النشر والاعتماد على الجوائز والمؤثرين بدلاً من الصحافة.

- تفتقر الإحصائيات العربية إلى الدقة والتفصيل، حيث تركز على الأرقام والجوائز دون التعريف بالمحتوى، مما يجعل اكتشاف الروايات الجديدة مرهونًا بالحظ.

قبل أيام، أعلنت مجلة Livres Hebdo الفرنسية قائمة الإصدارات الروائية لخريف 2025، التي ستصدر بين منتصف أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول، ويبلغ عددها خلال شهرين 484 رواية. وتُوزِّع المجلة الفرنسية هذا العدد إلى 344 رواية باللغة الفرنسية، و140 رواية مترجمة إلى الفرنسية، و73 رواية أولى. 

تقليد مثل هذا يغيب عن سوق النشر في العالم العربي، وعن الرواية العربية. وربما مع غياب الإحصائيات الرسمية، تذكر جهود فردية لنقاد في مقالات صحافية تقارب الرواية من هذه الزاوية. 

من هذه المقالات، مقال للناقد والروائي السوري نبيل سليمان، أحصى فيه 450 رواية سورية بدءاً من عام 2011، فيها أسماء "العشرية السورية السوداء". 

وبحسب سليمان تصدر الرواية السورية بمعدل يراوح بين 40 إلى 60 رواية سنوياً، وهي تشمل ما يُنشر داخل سورية وخارجها، ويرصد أيضاً في السنوات التسع الأولى 61 اسماً جديداً. أمّا عن الموضوعات التي عنيت بها خلال سنواتها العشرة، فقد رصدت الروايات خلال الثورة والحرب مآسي القتل، والاعتقال، والجوع، والحصار، واللجوء، والاغتراب، والانهيار المجتمعي بصورة عامة. وكانت محمّلة بالرغبة في التوثيق، واستعادة الذاكرة، وفهم جذور المأساة.

الجوائز والمؤثرون ينوبون عن الصحافة في تقديم الروايات

مقال آخر للكاتب والناقد اليمني أحمد الأغبري، يذكر أن عدد الروايات اليمنية بلغ 220 رواية خلال 90 عاماً، ويوزعها إلى 59 رواية صدرت خلال القرن العشرين. ويرى أن العقد الأول من هذه الألفية شهد ازدهاراً روائياً بهذا المعنى الإحصائي.
 
وما يقال عن سورية واليمن، يقالُ عن غيرهما من البلدان العربية. إلا أن تعميم هذه المقاربة على البلدان العربية، خصوصاً المستقرة منها، يجعل الصورة أكثر قتامة، بسبب هشاشة سوق النشر العربي، والاضطرابات التسويقية التي تعاني منها الرواية العربية. فالجوائز والمؤثرون صاروا ينوبون عن الصحافة والمجلات الأدبية في تقديم الروايات. فيما يترافق إعلان المجلة الفرنسية مع مواكبة نقدية وصحفية، وتعريف بالكُتّاب والروايات، وهو أمر يساعد القارئ على ترتيب قراءاته، ويساهم بطبيعة الحال في دعم التوزيع والنشر بصورة عامة.

الأساس في التقليد الفرنسي ليس عدد الإصدارات، بل التعريف بما يصدر. ومن نافل القول الحديث عن غياب متابعة شبيهة في المشهد العربي. لكن حتى على مستوى الإحصائيات العربية، فهي إمّا قديمة وعامة، وصعبة الوصول، وإمّا مرتبطة بصورة أكبر بالجوائز الأدبية. إذ نعرف على سبيل المثال أن جائزة كتارا استقبلت هذا العام 548 رواية منشورة. وما يُركَّز عليه أساساً في إحصائيات الجوائز العربية هو مساهمة الدول عدداً، من غير أن يعرف القارئ مضامين الروايات وموضوعاتها. 

وحتى إحصائيات معارض الكتاب، كمعرض الشارقة أو القاهرة، تركّز على عدد الزوار، وعلى مبيعات الكتب، أو الكتب الأكثر مبيعاً، وعلى أرقام الإصدارات، لا التعريف بها. ليبقى اكتشاف رواية جديدة أو كاتب جديد مرهوناً بالحظ، وتوافر القارئ مع الكتاب الجيد في الزمان والمكان المناسبين. 
 

المساهمون