فلسطين عشية النكبة في لوحات مارون طنب المفقودة
استمع إلى الملخص
- معرض "اللوحات المفقودة: تمهيد للعودة" في مونتريال يجمع 53 فنانًا فلسطينيًا لإعادة تخيّل اللوحات المفقودة، مستندًا إلى أرشيف نادر وثق آخر معرض لطنب.
- يرمز المعرض إلى فقدان التراث الثقافي الفلسطيني، ويهدف للبحث عن لوحات طنب المفقودة، مع إصدار كتالوغ، ويخطط لجولة أوروبية عام 2026.
في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 1947، افتُتح في حيفا معرض الفنان الفلسطيني مارون طنب، الذي ضمّ 53 لوحة عكست رؤيته لمدينته. جاء هذا المعرض ثمرة سنوات من العمل، لكنّه سرعان ما تحوّل إلى ذكرى مؤلمة، إذ تزامن مع إعلان قرار تقسيم فلسطين في التاسع والعشرين من الشهر نفسه. هجّرت المنظمات الصهيونية مئات آلاف الفلسطينيين قسرياً، وكان من بينهم طنب وعائلته، الذين لجأوا إلى لبنان. وخلال الفوضى والنزوح، فُقدت لوحات المعرض.
هذا الحدث هو محور معرض "اللوحات المفقودة: تمهيد للعودة – 53 لوحة فُقدت في النكبة، أُعيد تخيّلها واستعادتها"، المقام في مؤسسة مونتريال للفنون متعددة الثقافات ("MAI") وفضاء "Articule" بمدينة مونتريال الكندية، والذي يجمع أعمال 53 فنّاناً فلسطينياً معاصراً في محاولة لإعادة تخيّل تلك اللوحات. ومن بين المشاركين: سليمان منصور، وعبد عابدي، وستيف سابيلا، ومنار زعبي، وآية أبو هواش، وبيان كيوان، ودوريس بيطار، ودعاء بدران، وجوانا بركات، وزهدي قدري.
تواصلت "العربي الجديد" مع قيّمات المعرض: جويل طنب وهايدي موتولا ورلى خوري، حيث أوضحن أن فكرة المشروع وُلدت من لقاء هايدي بجويل، حفيدة الفنان الفلسطيني (1912-1981). وكان جدّاهما، مارون وجاك، صديقين في حيفا خلال أربعينيات القرن الماضي. وأثناء إفراغ شقة جدّها بعد رحيله عام 2020، اكتشفت هايدي أرشيفاً نادراً يوثق آخر معرض لطنب في حيفا. تضمّن هذا الأرشيف: دعوة المعرض، وقائمة بعناوين الأعمال، ورسالة كتبها في يناير/ كانون الثاني 1948 يصف فيها ليلة الافتتاح وما أعقب إعلان قرار التقسيم. شكّلت هذه الوثائق أساس مشروع "اللوحات المفقودة"، الذي دعا فنانين فلسطينيين لإعادة ابتكار الأعمال المفقودة، ثم تبلورت المبادرة عام 2023 بعد انضمام الباحثة والقيّمة رُلى خوري إلى الفريق.
تنعكس آثار الإبادة على أعمال الفنانين وتؤثّر في تخيّلهم للوحات
وتوضح القيّمات لـ"العربي الجديد" أن "المعرض المفقود يرمز إلى فقدان أوسع وأعمق للتراث الثقافي الفلسطيني، الذي بدأ مع النكبة عام 1948، وما يزال مستمراً، ويتجلّى بأقصى أشكاله في الإبادة الجماعية المستمرّة في غزّة منذ عامين". ويُشِرنَ إلى أن لجنة القيّمين حرصت على اختيار الفنانين بعناية، حيث دُعي كلّ منهم لإعادة تخيّل إحدى اللوحات المفقودة استناداً إلى عنوانها فقط. وقد تضمّنت القائمة النهائية فنانين من الداخل والشتات، تتنوّع ممارساتهم بين الرسم والتصوير والفيديو والتركيب، مع مراعاة التوازن بين الجنسَين، وكذلك بين الأجيال والاختلافات الجغرافية، "بهدف كسر الحواجز التي فرضتها عقود من الاحتلال والفصل العنصري والاستعمار"، كما يؤكّدن. لكن التحدي الأكبر، وفقاً للمتحدّثات، "كان الثقل العاطفي المرتبط بالإبداع في ظل الإبادة المستمرّة في غزة، فالعديد من الفنانين المشاركين اليوم يعانون خسارات عميقة ومباشرة، تنعكس في أعمالهم من خلال ثيمات الحزن والتهجير والقلق".
وفي ختام الحديث إلى "العربي الجديد" أشارت القيّمات إلى أنّ للمشروع هدفاً ملموساً، وهو البحث عن لوحات مارون طنب المفقودة، والتي يعتقدن أن بعضها قد يكون ما يزال موجوداً في فلسطين أو خارجها. فإعادة هذه القطع إلى تاريخ الفن الفلسطيني تُمثّل، بالنسبة إليهنّ، مساهمة مباشرة في حفظ التراث والذاكرة الجماعية.
تسعى القائمات على المشروع إلى إصدار كتالوغ يضم أعمالاً ومقالاتٍ ذات صلة بمحتواه تعمّق البحث في السياق التاريخي والثقافي. كما يطمحن إلى ترسيخه لا كمعرض فقط، بل بوصفه منصّة تعليمية وموقعاً إلكترونياً أيضاً. وبعد انتهاء العرض في مونتريال، سينتقل إلى بوسطن الأميركية خلال الشهر الجاري، ثم يبدأ جولة أوروبية عام 2026 تشمل بلفاست ولندن وبريستول.
قائمة المشاركين/ات
نور عبد، وعبد عابدي، وهالة أبو فريح، وغسان أبو لبن، وتالة أبو نوار، وربا الفراونة، وداليا علي، وفاتن أبو علي، وسما الشيبي، وعائشة عرار، ودعاء بدران، ونسرين أبو بكر، وجوانا بركات، وجاكلين بسول بجاني، ودوريس بيطار، وبنجي بوياجيان، ومحمد نور الخيري، وفيصل الملك، وأشرف فواخري، وميخائيل حلاق، وآية أبو هواش، ورائد عيسى، وإيمان جبرة، وخالد جرار، وجهينة حبيبي قندلفت، ومادو كيليان، ودينا نظمي خورشيد، وبيان كيوان، ونوال مغثه، ويارا قاسم محاجنة، وماريا صالح محاميد، وسعاد نصر مخول، وسليمان منصور، وسارة مريش، وزهدي قدري، وأنطوان إلياس رفول، و"ريديكولوز"، وفاطمة أبو رومي، وستيف سابيلا، ورزان الصلاح، ونورا صياد، وفريد أبو شقرة، وسماح شحادة، ونردين سروجي، وعلا القريناوي، ودلّة طربيه، وفؤاد ولورينا وساندرا طنب، وماري تومة، وشريف واكد، ورونين زين، ومنار زعبي.