استمع إلى الملخص
- علق الرئيس الأميركي الرسوم الجمركية على السلع من كندا والمكسيك، بينما ستدخل رسوم على الصلب والألومنيوم حيز التنفيذ قريباً، مما أثر على الأسواق وزاد المخاوف بشأن نمو الطلب على النفط.
- ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 10% منذ بداية العام، مدعومة بحالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات الجمركية الأميركية، واستقر سعر أونصة الذهب اليوم مع تحقيق مكاسب أسبوعية.
يتجه برميل النفط، اليوم الجمعة، لتسجيل أسوأ أسابيعه منذ 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بموازاة هبوط الدولار إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر، في حين صعدت أسعار الذهب أكثر من 10% منذ بداية العام بدعم من سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي التفاصيل، ارتفعت أسعار النفط اليوم، لكنها تتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر بعدما تسببت حالة عدم اليقين الناتجة عن سياسة الرسوم الجمركية الأميركية في إثارة مخاوف بشأن نمو الطلب في وقت يستعد فيه منتجون كبار لزيادة الإنتاج. وزادت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 0.72% إلى 69.96 دولاراً بحلول الساعة 07:46 بتوقيت غرينتش، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.71% إلى 66.83 دولاراً، حسب ما أوردت وكالة رويترز.
ومع ذلك، انخفض خام برنت 4.9% منذ بداية الأسبوع، ويتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ 14 أكتوبر/ تشرين الأول. كما يتجه خام غرب تكساس للانخفاض 4.8% وهو أيضا أكبر انخفاض أسبوعي له منذ تلك الفترة. وشهدت الأسواق، بما في ذلك سوق النفط، تقلبات حادة بسبب السياسة التجارية المتقلبة في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وعلق ترامب، أمس الخميس، الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضها على معظم السلع القادمة من كندا والمكسيك حتى الثاني من إبريل/نيسان، فيما ستدخل رسوم جمركية على الصلب والألومنيوم حيز التنفيذ في 12 مارس/آذار الجاري كما هو مقرر. ولا يشمل القرار المعدل منتجات الطاقة الكندية بالكامل، والتي تخضع لضريبة منفصلة 10%.
وتعتبر الرسوم الجمركية في حد ذاتها عبئاً على النمو الاقتصادي، وبالتالي على نمو الطلب على النفط. كما تؤدي حالة الضبابية بشأن السياسة إلى إبطاء القرارات الاستثماري،ة ما يلقي أيضا بظلاله على الاقتصاد. وهبطت أسعار برنت، يوم الأربعاء، إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، بعد ارتفاع مخزونات الخام الأميركية وفي أعقاب قرار لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها في تحالف أوبك+ زيادة الحصص الإنتاجية. وقال التحالف إنه قرر المضي قُدماً في زيادة الإنتاج المخطط لها في إبريل، ما يضيف 138 ألف برميل يومياً إلى السوق.
وهدأت حدة تراجع الأسعار مع دراسة الولايات المتحدة خطوات تهدف إلى وقف صادرات النفط من إيران، وهي منتج رئيسي في أوبك، حيث قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في أول خطاب رئيسي له أمام مسؤولين تنفيذيين في وول ستريت: "سنوقف قطاع النفط الإيراني وقدرات تصنيع الطائرات المسيرة".
كما نقلت رويترز عن مصادر، أمس الخميس، أن ترامب يدرس خطة لتفتيش ناقلات النفط الإيرانية في البحر باستخدام اتفاق يهدف إلى حظر أسلحة الدمار الشامل، في إطار سياسة "أقصى الضغوط" التي يتبناها الرئيس الأميركي لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.
الدولار في أدنى مستوى خلال 4 أشهر
وفي سوق العملات، تراجع الدولار اليوم، ليقترب من أدنى مستوى له في أربعة أشهر مع زيادة حالة عدم اليقين والقلق إزاء آفاق نمو أكبر اقتصاد في العالم بسبب سياسة الرسوم الجمركية المتغيرة، ما جعل المستثمرين ينتظرون بيانات الوظائف المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم.
ولم يُطمئن إعفاء آخر من الرسوم الجمركية على الواردات من المكسيك وكندا، أعلنه ترامب، الأسواق المتوترة إلا قليلاً، ما أبقى الين، الذي يُعد ملاذاً آمناً، قريباً من أعلى مستوى له أمام الدولار منذ أوائل أكتوبر الماضي. كما بلغ الفرنك السويسري أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 0.8814.
وانخفضت العملة الأميركية أمام الدولار الكندي والبيزو المكسيكي بعد الإعلان عن الإعفاء الذي سينتهي في الثاني من إبريل، وقال ترامب إنه سيفرض حينها رسوماً جمركية مضادة على كل شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وبعد مجموعة بيانات اقتصادية أميركية متباينة صدرت هذا الأسبوع، ينصب التركيز، اليوم الجمعة، على بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة ليقيم المستثمرون ما إذا كان نمو الاقتصاد يتجه نحو التباطؤ.
وعلى خلفية عمليات خفض الوظائف في الحكومة الاتحادية، توقع خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم أن الوظائف ستزداد 160 ألف وظيفة في فبراير/شباط على الأرجح مقارنة مع 143 ألف وظيفة في يناير/كانون الثاني، ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة ثابتاً عند 4%.
وارتفع اليورو 0.27% إلى 1.0815 دولار بعد أن صعد في الجلسة السابقة إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر بدعم من خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة وارتفاع عوائد السندات الأوروبية على خلفية الإنفاق الضخم المقترح في ألمانيا. وتتجه العملة الموحدة إلى تحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ مارس/ آذار 2009 بارتفاع يزيد قليلاً عن 4% منذ بداية الأسبوع.
وانخفض مؤشر الدولار 0.21% إلى 103.97 نقطة، فيما لم يطرأ تغيير يذكر على الجنيه الإسترليني الذي سجل 1.28875 دولار. وتراجع الدولار 0.33% إلى 147.49 يناً. واستقر اليوان عند 7.2441 أمام الدولار في التعاملات الخارجية. وانخفض الدولار الأسترالي 0.48% إلى 0.6302 دولار.
وفي ما يتعلق بالعملات المشفرة، انخفضت بيتكوين بعد أنباء توقيع ترامب أمراً تنفيذياً، أمس الخميس، لتكوين احتياطي استراتيجي منها. وهبطت في أحدث تعاملات 1.45% إلى 88 ألفاً و178.66 دولاراً بعد تقليص الخسائر.
مكاسب الذهب ناهزت 10% منذ بداية 2025
وفي سوق العملات الثمينة، لم يطرأ تغيير يذكر على أسعار الذهب اليوم، لكنها تتجه لتسجيل ارتفاع أسبوعي بعدما عززت حالة عدم اليقين المرتبطة بخطط ترامب الجمركية من الطلب على المعدن النفيس، في وقت يترقب المستثمرون بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة المقرر صدورها لاحقاً اليوم.
وحسب رويترز، استقر سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية عند 2911 دولاراً بحلول الساعة 05:48 بتوقيت غرينتش، لكنه ارتفع 1.7% منذ بداية الأسبوع. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة 0.3% إلى 2918.8 دولاراً. وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم الأبحاث في نيرمال بانغ كوموديتيز، كونال شاه، إن "الأسواق تنتظر محفزات جديدة في ما يتعلق بمستقبل الحرب التجارية... والتوقعات (بالنسبة للذهب) لا تزال متفائلة للغاية".
ويُنظر إلى الذهب باعتباره وسيلة للتحوط في أوقات الاضطرابات السياسية والتضخم، إلا أن بقاء الفائدة مرتفعة مدة أطول يقلل من جاذبية الأصل الذي لا يدر عوائد. ويترقب المستثمرون تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره في الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش، والذي توقع مسح أجرته رويترز أن يظهر زيادة 160 ألف وظيفة خلال فبراير/ شباط.
وبالنسبة لبقية المعادن الثمينة، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 32.58 دولاراً، بينما ارتفع البلاتين 0.2% إلى 968.78 دولاراً، والبلاديوم 0.1% إلى 943.67 دولاراً.