الإقامة السياحية... إليك بدائل الفنادق بأسلوب أوفر وأكثر راحة
استمع إلى الملخص
- الإقامة في الطبيعة تزداد شعبية، مع خيارات مثل التخييم والأكواخ، وتقدر القيمة السوقية للسياحة الطبيعية بـ 519.6 مليار دولار في 2025، مما يعكس اهتماماً متزايداً بالسياحة البيئية.
- الإقامة المتبادلة والإقامة لدى العائلات توفران بديلاً اقتصادياً وثقافياً، حيث يفضل الشباب هذا النوع للتبادل الثقافي، بينما يفضل الأكبر سناً الإقامات التقليدية.
في الوقت الذي يشهد قطاع السياحة تغييرات لافتة على مستوى العالم، سواء في ما يخص الوجهات، أو آليات الإنفاق، يعتبر اختيار أماكن الإقامة ذا أهمية، لكن مع ارتفاع أسعار الفنادق في أغلب الوجهات السياحية بنسبة وصلت أحياناً إلى 30% بعد جائحة كورونا، بحسب تقارير صادرة عن مؤسسة airbnb المعنية ببيوت الضيافة، بات الكثير من المسافرين يشعرون بالقلق، وهو ما دفعهم إلى البحث عن طرق مختلفة، وخيارات بديلة توفر لهم المال وتعطيهم خصوصية أكبر.
وبحسب تقرير صادر عن Airbnb عام 2023، فقد جرى حجز أكثر من 450 مليون ليلة عبر المنصة، وهو رقم ضخم يعكس إقبال الناس على الشقق والمنازل الخاصة بدل الفنادق التقليدية. واللافت أن ما يقارب من 35%، بحسب منظمة السياحة، من المسافرين حول العالم يفضلون الإقامات البديلة مثل بيوت الضيافة أو الإيجارات قصيرة المدى، لأنها تساعد خلال الرحلة.
الإقامة في الطبيعة
ربما لا يخطر ببال الكثير من السياح أنه يمكنهم الإقامة والتخييم في الطبيعة وبشكل مجاني خلال رحلاتهم السياحية. صحيح يتطلب هذا النموذج من الإقامات موافقات من السلطات في الدول المستهدفة، إلا أنّ ذلك ليس أمراً صعباً، خاصة أن العديد من الدول بدأت فعلياً بتشييد أماكن للتخييم في المناطق الطبيعية لتحريك العجلة الاقتصادية.
وفق تقرير لمؤسسة MarketMind Partners ومقره الهند، تقدر القيمة السوقية الخاصة بالسياحة المعتمدة على الطبيعة، بحوالي 519.6 مليار دولار عام 2025، ومن المتوقع أن تنمو إلى 889.4 مليار دولار خلال السنوات المقبلة. وما يجذب المسافر في الطبيعة والمغامرة ليس فقط المناظر الطبيعية أو الهواء النقي، والحفاظ على البيئة، بل أيضاً الفرصة للتفاعل مع البيئة، وتجربة العيش البري، والتنقل بين المسارات الطبيعية. وتتنوع طرق الإقامة في البيئة، بين التخييم في الجبال، أو الإقامة في الأكواخ في الغابات، أو حتى الإقامة ببيوت جاهزة صغيرة أو عربات مجهزة للإقامة على الشواطئ.
الإقامة لدى العائلات بدل الفنادق
قد لا تكون فكرة محبذة لدى الكثير من السياح الإقامة مع العائلات في المناطق السياحية، لأسباب عديدة، إلا أن العديد من العائلات التي تمتلك منازل تراثية وبيوتاً قديمة في العديد من الدول، مثل سورية، والمغرب، وغيرها، حولت جزءاً من بيوتها إلى أماكن للإقامة السياحية، بحيث يتمتع السائح بخصوصية واستقلالية، وفي الوقت نفسه، تكون الإقامة في هذه المنازل رخيصة نسبياً، وتساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية للعائلات.
ويفضل في الوقت الحالي الكثير من الشباب الإقامة في هذا النوع من البيوت ضمن عائلات، لأسباب عديدة، فهي تمنح المسافر تكاليف أقل مقارنة بالإقامة التقليدية، وتوفر له فرصة فريدة للتعرف إلى ثقافة البلد، من خلال العيش وسط العادات اليومية للعائلة، وتذوق الأطعمة المحلية المطهية منزلياً، وحتى المشاركة في الأنشطة الاجتماعية. وتشير الدراسات إلى أن نصف الشباب المسافر يفضل الإقامة في هذا النوع من البيوت، على عكس المسافرين الأكبر سناً الذين يبلغون 40 عاماً وما فوق.
الإقامة المتبادلة
بدأ الكثير من المسافرين اختيار الإقامة المتبادلة، مع مسافرين آخرين، وتسعى وسائل التواصل الاجتماعي إلى ربط المسافرين والسياح بعضهم ببعض للاستفادة من الإقامة المجانية. فعلى سبيل المثال، تروّج صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي للإقامة المتبادلة، بهدف توفير الأموال من جهة، ومن جهة ثانية هي شكل من أشكال التبادل الثقافي والاجتماعي الذي يقوم على الاستضافة المتبادلة بين أفراد أو عائلات من بلدان مختلفة.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن تسافر إلى فرنسا وتقيم في منزل مواطن فرنسي، سيسافر إلى بلدك، ويقيم في منزلك، وهذا النوع من السفر بدأ يأخذ رواجاً في السنوات الماضية، نظراً لارتفاع تكاليف الإقامة، وبحسب خبراء السياحة، هذا النوع من التبادل لا يقتصر على توفير السكن فحسب، بل يساهم في بناء علاقات شخصية، ويعزز التفاهم المتبادل، ويتيح فرصاً أوسع للتعرف إلى ممارسات وطقوس وتقاليد السكان بشكل طبيعي.
الابتعاد عن الضوضاء
قد يرغب عدد من السياح في الهروب من الضوضاء والضجيج وسط المدينة، والبحث عن أماكن للإقامة النائية، إن صح التعبير، ولمحبي الهدوء، والابتعاد عن مختلف أشكال الاحتكاك بالسكان، إليكم فكرة الإقامة في المنازل الريفية أو البيوت العائمة. فالإقامة في المزارع والبيوت الريفية (Farm Stays /Rural Lodges) تعطي السائح فرصة للابتعاد عن صخب المدن والاندماج في أجواء الطبيعة، حيث يعيش تجربة هادئة وسط الطبيعة، ويمكن أن ينخرط في بعض الأنشطة مثل الزراعة والحصاد، أو رعاية الحيوانات، مما يعزز التواصل مع البيئة والمجتمع المحلي.
أما المنازل العائمة (Houseboats) فهي بديل سياحي جذاب في بعض المناطق مثل كشمير أو هولندا، حيث تقدم السلطات فرصاً للسياح للاستمتاع بالطبيعة والسياحة بعيداً عن أي تأثيرات، إذ يقيم السائح في منزل كامل مجهّز يطفو على سطح الماء، أو في بيوت على شكل سفن، وسط المياه، ما يوفر إطلالة مباشرة على البحيرات والقنوات، ويجمع بين الراحة والإحساس بالمغامرة.