تراجع الدولار الأميركي خلال تعاملات اليوم الجمعة، متجهاً لتحقيق أسوأ أداء أسبوعي منذ 3 أشهر، وهو ما يعد تحوّلاً عن الارتفاع الحاد الذي غذته التكهنات بأن سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستعزز العملة الأميركية. ووفق بيانات وكالة بلومبيرغ الأميركية، انخفض مؤشر الدولار، الذي يعبّر عن قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، بنسبة 0.25% إلى 105.80 نقطة.
وتراجع الدولار بنحو 1.6% خلال الأسبوع الحالي، وهي أسوأ خسائر منذ تراجعه بنسبة 1.7% خلال الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس/ آب الماضي. بينما ارتفع الجنيه الإسترليني أمامه بنسبة 0.35% عند 1.2732 دولار، فيما زاد اليورو بنسبة 0.15% إلى 1.0573 دولار.
وارتفع الين الياباني أمام الدولار مسجلاً أعلى مستوى له منذ 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب صدور بيانات اقتصادية عززت من توقعات رفع أسعار الفائدة في اليابان. وقال رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ لدى "كابيتال إيكونوميكس" مارسيل ثيليانت، إنّ المستثمرين لا ينبغي أن يتوقعوا أن يتراجع التضخم في اليابان قريباً، متوقعاً رفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى 1.25% بحلول منتصف عام 2026، بما يتجاوز توقعات المحللين.
من جانبه، أشار بنك كندا إلى أنه إذا ظلت أسعار الفائدة الكندية أقل من تلك الموجودة في الولايات المتحدة، فقد تنخفض قيمة الدولار الكندي مقابل نظيره الأميركي إلى 1.39 دولار بحلول نهاية العام الجاري. ويركز بنك كندا على الظروف الاقتصادية المحلية مع الأخذ في الاعتبار التأثيرات الدولية، وخصوصاً من الولايات المتحدة، نظراً لعلاقاتها الاقتصادية الوثيقة.
ويأتي هذا بعدما هدأ زخم الدولار نتيجة اضطراب الأسواق المالية بسبب تهديد ترامب مجدداً هذا الأسبوع بفرض رسوم جمركية إضافية على البضائع الصينية والكندية والمكسيكية، فضلاً عن اختياره سكوت بيسنت مرشحاً لمنصب وزير الخزانة في إدارته. وباختصار، تعكس هذه الترجيحات توقعات متباينة بناءً على المؤشرات الاقتصادية مثل أسعار الفائدة والتضخم وآفاق النمو الاقتصادي الشامل عبر المناطق المختلفة.