تراجع الذهب مع انحسار مخاوف الحرب التجارية وتعافي الدولار

29 ابريل 2025
انخفضت أسعار الذهب إلى 3314.99 دولاراً للأوقية، بكين في 11 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تراجعت أسعار الذهب بنسبة 1% بسبب انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها وتعافي الدولار، حيث بلغ سعر الأوقية في المعاملات الفورية والعقود الآجلة 3314.99 و3325.10 دولارًا على التوالي.
- تعافى الدولار مقابل الين والفرنك السويسري، لكنه يواجه تحديات بسبب الإشارات المتضاربة حول الرسوم الجمركية، بينما شهد اليورو والجنيه الإسترليني ارتفاعات.
- يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية مهمة مثل تقرير الوظائف، والتي قد تؤثر على سياسة الاحتياطي الاتحادي وتقييم تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد.

انخفضت أسعار الذهب بنحو 1% اليوم الثلاثاء، مع تراجع جاذبية المعدن الأصفر ملاذاً آمناً بفعل انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، وتعافي الدولار، فيما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية الأميركية لتقييم مسار سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي). وبحلول الساعة 04.25 بتوقيت غرينتش، هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.8 بالمائة إلى 3314.99 دولاراً للأوقية (الأونصة). وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7 بالمائة إلى 3325.10 دولاراً.

وقال ييب جون رونج، خبير الأسواق في آي جي: "تحسنت بيئة المخاطر بشكل واضح في الآونة الأخيرة، مع دعم المشاركين في السوق للتفاؤل بأن أسوأ التوترات التجارية ربما كانت قد ولت وسط خطاب مشجع حول صفقات التجارة". وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس الاثنين، إن عدداً كبيراً من كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة قدموا مقترحات "جيدة للغاية" لتجنب الرسوم الجمركية الأميركية، ومن المرجح أن تكون الهند من أولى الدول توقيعاً لاتفاق من هذا القبيل.

وأضاف أن أحدث التحركات الصينية لإعفاء بعض السلع الأميركية من رسوم جمركية مضادة أظهرت أن بكين تريد تهدئة التوتر التجاري مع الولايات المتحدة، وقال إن واشنطن امتنعت عن التصعيد من خلال حظر تلك السلع. وستتحرك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضاً لتقليل تأثير الرسوم الجمركية على السيارات في وقت لاحق اليوم الثلاثاء من خلال تخفيف بعض الرسوم المفروضة على قطع الغيار الواردة من الخارج للسيارات المصنعة محلياً.

لكن مخاطر انزلاق الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود هذا العام لا تزال مرتفعة، وذلك وفقاً لخبراء في استطلاع لرويترز قال كثير منهم إن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي أضرت بالمعنويات في قطاع الأعمال. وكان الذهب، وهو ملاذ تقليدي في حالات عدم الاستقرار السياسي والمالي، قد ارتفع إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3500.05 دولار للأوقية الأسبوع الماضي وحقق مكاسب تجاوزت 25 بالمئة منذ بداية العام.

ويترقب المستثمرون سلسلة من البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع، مع صدور تقرير الوظائف في الولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، وتقرير نفقات الاستهلاك الشخصي غداً الأربعاء، بينما يصدر تقرير الوظائف غير الزراعية الجمعة. وتساعد هذه البيانات في قياس تأثير أحدث رسوم جمركية فرضها ترامب على توقعات سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، نزلت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 بالمئة إلى 32.98 دولاراً للأوقية، وانخفض البلاتين 0.2 ليسجل 984.56 دولاراً، وخسر البلاديوم 0.4 بالمئة، مسجلاً 945.47 دولاراً.

تعافي الدولار 

وفي أسواق العملات، تعافى الدولار اليوم الثلاثاء، بصعوبة بالغة من خسائره الفادحة مقابل عملتي الملاذ الآمن، الين والفرنك السويسري، في الجلسة الماضية. وكافحت العملة الأميركية اليوم، لاستعادة ما خسرته، وارتفعت 0.48 بالمائة مقابل الفرنك السويسري لتصل إلى 0.8238 فرنك، وصعدت 0.27 بالمائة إلى 142.41 يناً. وتراجعت التداولات بسبب عطلة في اليابان.

وتلقت المعنويات دعماً طفيفاً من أخبار ذكرت أن إدارة ترامب ستتحرك لتقليص تأثير الرسوم الجمركية على السيارات اليوم الثلاثاء. وقالت كارول كونج، خبيرة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي: "نظراً للإشارات المتضاربة، أعتقد أن التوصل إلى اتفاق غير مرجح للغاية في الأمد القريب، وقد تستعد الصين لحرب تجارية طويلة الأمد". وأضافت: "بشكل عام، إن سياسة الرسوم الجمركية الأميركية فوضوية للغاية، والأسواق بالتأكيد لا تحب ذلك، لكن هناك بالفعل بعض التفاؤل المتزايد بأن أسوأ ما في الحرب التجارية انتهى".

وانخفض اليورو 0.34 بالمائة إلى 1.1383 دولار، لكنه ظل على المسار الصحيح لتحقيق أكبر مكسب شهري مقابل الدولار في أكثر من عامين مع فرار المستثمرين من الأصول الأميركية والبحث عن بدائل في أوروبا. وحوّم الجنيه الإسترليني بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاث سنوات عند 1.3399 دولار. واستقر مؤشر الدولار عند 99.25 مقابل سلة من العملات، بعد أن انخفض 0.6 بالمائة قبل يوم. ومع ذلك، يتجه مؤشر الدولار نحو أسوأ انخفاض شهري له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 عند 4.7 بالمائة. فيما ارتفع الدولار الأسترالي إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 0.6450 دولار، قبل أن يتخلى عن بعض تلك المكاسب، ليجري تداوله منخفضاً 0.27 بالمائة عند 0.6415 دولار. وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.47 بالمئة ليصل إلى 0.5952 دولار. وانخفض الدولار الكندي بأكثر من 0.2 بالمائة إلى 1.3863 مقابل الدولار، وذلك بعد فوز الليبراليين بقيادة رئيس الوزراء مارك كارني في الانتخابات التي جرت في البلاد أمس الاثنين، لكنه لم يتمكن من الحصول على الأغلبية التي كان يريدها لمساعدته في التفاوض على الرسوم الجمركية مع ترامب. 

وقال مات سيمبسون، كبير محللي السوق في سيتي إندكس: "إذا كان هناك شيئان لا يحبهما المستثمرون، فهما حالة الضبابية وحكومات الأقلية. والآن أصبح لدى المستثمرين كلا الأمرين". وأضاف: "مع احتمال صعوبة إقرار التشريعات، قد يعني ذلك أن مفاوضات التجارة ستكون أقل سلاسة. وهذا لا يعني أنها كانت ستكون سلسة أصلاً". ويستعد المستثمرون أيضاً لأسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية الأميركية، التي قد تقدم بعض المؤشرات المبكرة على ما إذا كانت الحرب التجارية التي يشنها ترامب تؤثر بالولايات المتحدة. 

وقالت كونج من بنك الكومنولث الأسترالي "أعتقد أن البيانات الاقتصادية الأميركية ستتدهور بالتأكيد بشكل أكبر". وأضافت: "عندما تصدر البيانات الاقتصادية الضعيفة، أرجح أنها ستؤثر سلباً بالدولار لأنني أعتقد أن المستثمرين ينظرون إلى الدولار حالياً على أنه عملة ملاذ آمن أقل موثوقية. في الواقع، أعتقد أنه يجري تداوله باعتباره عملة مخاطرة".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون