قبل عطلة عيد الفطر، يبدأ الكثير من الصائمين التخطيط لرحلات سياحة واستجمام، خاصة أن العديد من الدول العربية والإسلامية حدد مواعيد العطلة الخاصة بالعيد، والتي قد تمتد إلى ما يقارب خمسة أيام. وتُعدّ عطلة عيد الفطر فرصةً ثمينةً للتجمع بين العائلات والأصدقاء، ويسعى الكثير من السياح إلى استغلال هذه الفرصة للقيام برحلات استجمام بسيطة، وبميزانية مقبولة إلى حد كبير. ووفق تحليلات شركات السياحة، يختار ما يقرب من 60% من المسافرين رحلات خارجية ذات أسعار منخفضة، بينما يحجز 40-45% رحلات داخلية للترحيب بالعائلات والأصدقاء في احتفالات محلية.
وبحسب بيانات صادرة عن مؤسسة Wisefox Tourism السياحية، فإنّ المزيد من المسافرين يبحثون عن تجارب ثقافية وتراثية بأسعار مقبولة كجزء من برامج رحلاتهم. ويفيد التقرير بأن المناطق ذات الميزانية المحدودة للسياحة التجريبية تشمل منطقة القوقاز، التي تشهد إقبالاً كبيراً من سكان دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، كما لا تزال منطقة البلقان وأوروبا وجهةً رائجةً للسفر التجريبي. فما رأيكم بحزم الحقائب والبحث عن رحلات رخيصة الثمن لقضاء أربعة أيام استثنائية؟
طشقند في أوزبكستان
غالبًا ما تطغى عليها قباب سمرقند الزرقاء أو قلاع بخارى الرملية، تُمثل عاصمة أوزبكستان مزيج سياحة ساحراً من القديم والجديد، والتقاليد والتجديد - إنها وجهة مثيرة للزيارة الآن، تحديداً في شهر إبريل/نيسان، حيث يتبدل الطقس ويصبح أقل برودة من فصل الشتاء القارس، كما أنه يمثل فرصة أيضاً للتعرف إلى عادات الشعب الأوزباكستاني خلال عيد الفطر. عادة ما يقضي السكان اليوم الأول بعد صلاة العيد في زيارة الأقارب والأصدقاء، ولكن في اليوم الثاني والثالث، يتوجه الكثير من السكان إلى المناطق الجبلية، للاستمتاع بالطبيعة، وتذوّق الأطعمة التقليدية التي تُحضّر خصيصاً للعيد.
لعشاق الطعام، يشهد بازار تشورسو أكواماً من الرمان، وأرز البيلاف بنكهة الزعفران، وأنواعاً لا حصر لها من المخبوزات الطازجة، التي تقدم خلال شهر رمضان وأول أيام العيد. ومن المناطق السياحية التي تجذب الكثير من المسافرين مجمع خاست إمام، وهو موطن أحد أقدم المصاحف في العالم، ويمثل نوعاً من تذكارٍ للتراث الإسلامي العريق لطشقند.
صوفيا البلغارية
مع متوسط درجات حرارة في إبريل لا يتعدى خمس درجات مئوية كحد أدنى، و17 درجة مئوية كحد أقصى، تعد البلاد وجهة سياحة رائعة لقضاء العطلة. وتتميّز عاصمة بلغاريا الهادئة بمزيج غير متوقع من الكاتدرائيات الفخمة والآثار القديمة، إضافة إلى المقاهي والحياة الليلية النابضة بالحياة، كل ذلك بتكلفة زهيدة مقارنةً بأوروبا الغربية، ويمكن بحسب بيانات numbeo للأرقام إنفاق ما يقدر بنحو عشرة دولارات في المدن الكبيرة مثل صوفيا، وأقل من ذلك في القرى لقضاء يوم سياحي. تُعدّ كاتدرائية القديس ألكسندر نيفسكي ذات القبة الذهبية، إحدى أكبر الكنائس الأرثوذكسية في أوروبا، معلماً بارزاً في المدينة، إذ يقصدها الزوار من جميع دول العالم، بينما تكشف آثار سرديكا الرومانية التي تعود إلى القرن الثاني عن ماضي صوفيا كمركز مهم للإمبراطورية الرومانية.
لا يزال التأثير العثماني باقياً في مسجد بانيا باشي، الذي صممه المهندس المعماري معمار سنان، ويمكن خلال أيام العيد الصلاة في المسجد، والانطلاق بعدها في رحلة إلى أرجاء المدينة. عادة يفضل السياح خلال زيارة بلغاريا تحديداً تخصيص يوم في ينابيع المياه الساخنة، حيث الينابيع الساخنة الطبيعية أسفل المدينة، وتوفر الحمامات المعدنية المركزية، وهي مبنى ذو قبة صفراء وبيضاء مذهلة، للسكان المحليين إمكانية الوصول المجاني إلى المياه الغنية بالمعادن.
سياحة غوا الهندية
إلى محبي الاستمتاع بالشواطئ الذهبية والابتعاد عن الوجهات التقليدية، تعدكم مدينة غوا الهندية برحلة لا تنسى، وبأسعار بسيطة جداً. من خلال البحث عن تذاكر السفر، يظهر أن الرحلة من أي دولة عربية إلى غوا لا تتطلب أكثر من 250 دولاراً، فيما الإقامة قد تصل تكاليفها إلى نحو 30 دولاراً يومياً شاملة الإقامة في أحد الفنادق.
تتميز المدينة بالكثير من المهرجانات التراثية واحتفالات المعابد الهندوسية وليالي الموسيقى على الرمال، ويُعد إبريل وقتاً رائعاً لاستكشاف غوا بعيداً عن ساحلها الساحر. يُعد حي فونتينهاس المُدرج في قائمة اليونسكو في باناجي نقطة البداية، وهو مجموعة متشابكة من المنازل الاستعمارية ذات الألوان الزاهية، ولافتات الشوارع ذات البلاط الأزرق. كذلك يتميز جنوب غوا بالرفاهية الهادئة، مع مساحات شاسعة من الرمال الفارغة التي تُحيط بها بساتين جوز الهند، يعد شاطئ بالوليم وجهةً كلاسيكية لجميع السياح، بسبب جغرافية المكان، وخصوصيتها.
الاحتفالات في البوسنة
تعد البوسنة الواجهة الأكثر جاذبية للسياح خلال عيد الفطر. يحتفل المسلمون في البوسنة والهرسك بعيد الفطر الذي يعتبر أهمّ أعيادهم، ويُعرف محلياً باسم "بيرام"، وذلك بالتجمعات العائلية وصلاة الفجر، وبعدها يمكن للسياح تذوق كعك العيد المخصص الذي يعد جزءاً من تراث الشعب، والذي يقدم مع الشاي خلال فترة الصباح. خلال فترة العيد، تفتح الأسواق الشعبية أبوابها حتى ساعات الفجر، وتبقى تقاليد وعادات رمضان مسيطرة إلى حد كبير خلال الأيام العشر الأولى من شهر شوال، إذ يحافظ أصحاب المطاعم على تقديم الوجبات الخاصة بشهر رمضان، مثل أنواع مختلفة من طواجن اللحم، والكباب، والذي لا يمكن تذوقه إلا خلال شهر رمضان والأيام الأولى من شهر شوال.
من جهة أخرى، تتميز البوسنة عموماً بمناطق الجذب الطبيعي، كالبراري، والشلالات والحدائق. وفي مايو/ أيار 2022، حاز شلال كرافيتشي على تقدير مجلة تايم آوت كواحد من أكثر 15 وجهة سباحة روعةً في العالم. تعد هذه الوجهة الطبيعية الواقعة في الهرسك، جنوب غرب موستار، من أفضل المعالم السياحية في البوسنة والهرسك، والتي يقصدها الملايين من السياح، كما يُعد شلال كرافيتشي وجهة سياحية شهيرة، يمكن للسياح الاستمتاع بالسباحة النهرية وتذوق الأطعمة الطازجة.
