شكوك حول تلاعب ترامب في سوق الأسهم
استمع إلى الملخص
- أعلن ترامب لاحقاً تعليق الرسوم الجمركية، مما أدى إلى ارتفاع مؤشرات الأسهم، وأثار شكوكاً حول استفادة المقربين منه، مما دفع الكونغرس للمطالبة بتحقيق.
- نفت إدارة ترامب الاتهامات، بينما دعا الديمقراطيون إلى تحقيق عاجل في التلاعب المحتمل، وطالبت شخصيات سياسية بالكشف عن عمليات شراء الأسهم من قبل أعضاء الكونغرس.
في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، وبعد بدء التداول بسوق الأسهم بثلاث دقائق فقط عند الساعة 9:33 دقيقة، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موقعه "تروث سوشال": "كونوا هادئين وكل شيء سيكون على ما يرام والولايات المتحدة ستكون أكبر وأفضل من أي وقت مضى".
بعدها بخمس دقائق أخرى فقط أعاد الكتابة قائلاً: "هذا هو الوقت المثالي للشراء"، وأتبع هذه الجملة بأحرف DJT التي ترمز إلى الأحرف الأولى من اسمه وشركته الإعلانية. بعدها بساعتين و39 دقيقة، تحديداً في الساعة 12:16 دقيقة بتوقيت واشنطن، نشر ترامب بياناً أعلن فيه تعليق الرسوم الجمركية التي كان قد فرضها منذ أقل من 10 أيام على دول العالم، لمدة 90 يوماً، مع تثبيتها عند 10% على الجميع، باستثناء رفعها على الصين إلى 125% رداً على قرار بكين برفع الرسوم الجمركية إلى 84% على السلع الأميركية.
حرك قرار الرئيس الأسواق وحقق مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع أكبر مكاسب يومية لهما من حيث النسبة المئوية منذ أكثر من عقد. يدور الآن بين أعضاء الكونغرس وفي الأوساط السياسية، تساؤلات عما إذا كان ترامب أعطى ضوءاً أخضر لأتباعه للاستفادة من الارتفاع المرتقب في أسعار الأسهم في هذه المدة ما بين الجملة التي كتبها في التاسعة و37 دقيقة صباحاً، والبيان الذي نشره على موقعه تروث سوشال في الثانية عشرة و16 دقيقة، وتثار تساؤلات عن الذين علموا بالقرار وما إذا كانوا قد اشتروا أسهماً خلال هذه المدة، وما إذا كانت هذه الدائرة الصغيرة قامت بالتواصل مع عائلات وأصدقاء وأقارب، مما قد يطرح تساؤلات خطيرة على مدار الأيام المقبلة خاصة أنه من السهل التأكد من عمليات الشراء لأعضاء الكونغرس الأميركي.
وقال وزير العمل السابق خلال إدارة باراك أوباما والأستاذ بكلية غولدمان للسياسات العامة جامعة كولومبيا، روبرت رايش، على مواقع التواصل الاجتماعي إنه من الأرجح أن أفراد عائلة ترامب وأصدقائه المقربين حققوا ثروة طائلة، وأن أي متداول حصل على معلومات أن ترامب سيتراجع عن قراره حقق ثروة، وأن الأمر يبدو أشبه بالفوضى.
وعبر عدد من الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس، عن تخوفهم من وجود تلاعب من قبل الرئيس الأميركي في سوق الأسهم، ودعا السيناتور الديمقراطي آدم شيف، في تغريدة له على "إكس" إلى تحقيق عاجل، وقال "السؤال من هو بعد تغريدة الرئيس عرف بالقرار وهل الدائرة حول الرئيس علمت بالقرار؟ وما إذا كان بعضهم اتخذ قراراً بالشراء واستفادوا بشكل قانوني من الأمر" وإنه سيتواصل مع البيت الأبيض لمعرفة من كانوا على علم بقرار الرئيس قبل إعلانه بخصوص الرسوم الجمركية.
وقال عضو مجلس النواب الديمقراطي مايك ليفين على مواقع التواصل الاجتماعي "كيف لا يعتبر هذا تلاعباً بالأسواق"، فيما تساءل عضو مجلس النواب ستيفين هورسفورد، في فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي: "كيف طلب ترامب من متابعيه شراء الأسهم ثم اتخذ قراراً قلبَ الأسواقَ، وإذا لم يكن هذا الأمر تلاعباً بالأسواق فماذا يعني ذلك؟ ومن المستفيد وأي ملياردير ازداد ثراء".
في ذلك التوقيت وبينما كان ترامب يتخذ قراره بالتراجع عن الرسوم الجمركية، كان الممثل التجاري الأميركي لإدارة ترامب جيميسون غرير يدلي بشهادته في مبنى الكابيتول، وسأله النائب هورسفورد عن أسباب تغريدة ترامب ثم اتخاذ القرار، ولكنه دافع عن الإدارة مشيراً إلى أن سبب التراجع عن القرار هو رغبة الدول في التفاوض.
ورفضت إدارة دونالد ترامب الاتهامات، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي إنه من مسؤولية رئيس الولايات المتحدة طمأنة الأسواق بشأن الوضع الاقتصادي في مواجهة التهويل الإعلامي، معتبراً أن رغبة الديمقراطيين في التحقيق ترتبط بـ"ألاعيب سياسية حزبية" وأنه ينبغي لهم "التركيز على العمل مع الإدارة لاستعادة عظمة أميركا".
وينص القانون على أن أعضاء الكونغرس عليهم أن يكشفوا عن الأسهم التي اشتروها في مواعيد معينة، وهو ما أشارت إليه عضوُ مجلس النواب الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز التي قالت في تغريدة لها على إكس، "ربما يجب على أي عضو في الكونغرس اشترى أسهماً في آخر 48 ساعة أن يكشف عن ذلك فوراً. لقد سمعت الكثير عن عمليات الشراء، والموعد النهائي للكشف هو 15 مايو/ أيار المقبل"، وطالبت بحظر التداول لأعضاء الكونغرس بناء على معلومات داخلية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
