كيف تستفيد العملات المشفرة من قرار الفيدرالي؟

18 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 02:48 (توقيت القدس)
إعلان لتصريف العملات المشفرة في وارسو، 19 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد أسواق العملات المشفرة ترقبًا لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، حيث تؤثر إشارات تباطؤ سوق العمل والتضخم على الأسواق. استقر سعر البيتكوين قرب 116 ألف دولار، مع توقعات بتيسير نقدي يزيد من شهية المخاطرة.

- تراجع الفائدة يخفض تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المدرة للدخل مثل البيتكوين، مما يشجع على توسيع المراكز طويلة الأجل. انخفضت احتياطيات البيتكوين على منصات التداول، بينما ارتفعت أرصدة العملات المستقرة.

- خفض الفائدة يتيح تمويلاً أرخص ويزيد من قدرة المتداولين على فتح مراكز شراء، مما يعزز أحجام التداول ويرفع تقلبات السوق. تيسير السياسة النقدية يضعف مؤشر الدولار، مما ينعكس إيجاباً على الأصول المسعرة بالدولار.

تشهد أسواق العملات المشفرة حالة ترقب غير مسبوقة منذ عدة أسابيع لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، في ظل بيانات اقتصادية متضاربة تجمع بين إشارات تباطؤ في سوق العمل الأميركية واستمرار تضخم فوق المستهدف ورهانات الأسواق على خفض الفائدة. واستقر سعر البيتكوين خلال تعاملات أمس الأربعاء قرب مستوى 116 ألف دولار، وهو أعلى مستوى له في شهر تقريباً، بعد أن استعاد معظم خسائره المسجلة في أغسطس/آب. ويشير محللو كوين ديسك إلى أنّ الأسواق باتت تسعر دورة تيسير نقدي ممتدة، ما يرفع شهية المخاطرة ويزيد التدفقات إلى صناديق المؤشرات الفورية المرتبطة بالبيتكوين والإيثيريوم. ويؤكد الخبراء أن أي خفض للفائدة يعني تراجع العائد الحقيقي على أدوات الدخل الثابت، ما يجعل الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة أكثر جاذبية.

وتعكس تحركات السوق ما يعرف بقناة العائد البديل، حيث يؤدي تراجع الفائدة إلى خفض تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المدرة للدخل مثل البيتكوين، الأمر الذي يشجع على توسيع المراكز طويلة الأجل. ووفق بيانات كريبتو كوانت، انخفضت احتياطيات البيتكوين على منصات التداول إلى أدنى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني 2023، ما يشير إلى انتقال كميات كبيرة إلى التخزين البارد وخفض المعروض المتاح للبيع.  وبالتوازي، ارتفعت أرصدة العملات المستقرة على البورصات، وهو ما يصفه المحللون بـ"البارود الجاف" الذي ينتظر إشارة إيجابية للدخول في السوق وشراء الأصول الرقمية بكثافة. وتدعم هذه الديناميكية توقعات استمرار موجة الصعود على المدى القصير في حال جاء قرار الفيدرالي متماشيا مع الرهانات على التيسير.

وبحسب "بلومبيرغ إنتليجنس" فإن القناة الثانية الأكثر تأثيرا هي قناة السيولة، حيث يتيح خفض الفائدة تمويلاً أرخص للمستثمرين الأفراد والمؤسسات، ويزيد من قدرة المتداولين على فتح مراكز شراء باستخدام الرافعة المالية في العقود الآجلة والعقود الدائمة، ما يعزز أحجام التداول ويرفع من تقلبات السوق الإيجابية. وعادة ما يؤدي تيسير السياسة النقدية إلى إضعاف مؤشر الدولار، وهو ما ينعكس إيجاباً على الأصول المسعرة بالدولار مثل البيتكوين والإيثيريوم، ويزيد جاذبيتها للمستثمرين الدوليين الباحثين عن تحوط ضد تراجع قيمة العملة الأميركية. ويشير محللو بانثيون ماكروإيكونوميكس إلى أن أثر خفض الفائدة يتعدى تحركات الأسعار الفورية ليشمل نماذج التقييم طويلة الأجل. وتستفيد شركات التعدين بدورها من خفض الفائدة، إذ تنخفض تكلفة التمويل اللازمة لشراء معدات جديدة أو إعادة تمويل الديون القائمة، ما يقلل من ضغوط البيع القسري ويزيد القدرة على الاحتفاظ بما يتم تعدينه.

وفي حال تثبيت الفائدة أو رفعها، فقد يؤدي إلى عمليات جني أرباح واسعة في الأصول المشفرة، بخاصة في العملات البديلة عالية المخاطرة. ويشير تقرير "كوين شيرز" الأخير إلى أن التدفقات المؤسسية إلى منتجات الاستثمار المشفرة حساسة جداً لتغيرات السياسة النقدية، وأن أي تحول في توجيهات الفيدرالي قد يدفع المستثمرين إلى إعادة موازنة محافظهم سريعاً. وتبقى البيتكوين الرابح الأكبر في مثل هذه البيئات، إذ تعد أكثر الأصول المشفرة عمقاً من حيث السيولة وتبنياً من قبل المؤسسات المالية، تليها الإيثيريوم التي تستفيد من النشاط على تطبيقات التمويل اللامركزي. أما العملات البديلة، فتميل إلى تسجيل مكاسب أعلى نسبياً في فترات التيسير النقدي، لكنها تكون أكثر عرضة للخسائر في حال انعكاس المزاج العام أو ارتفاع العوائد طويلة الأجل بشكل غير متوقع. ويرى محللو "غلاسنود" أنّ الفارق الإيجابي في معدلات التمويل بالعقود الدائمة يعكس استعداد السوق لتحمل مراكز شراء إضافية إذا ما جاء قرار الفيدرالي داعما للتوقعات.

المساهمون