استمع إلى الملخص
- تناول مدبولي مع رئيس مجلس الشيوخ الإسباني أهمية تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، مشيراً إلى إمكانية زيادة التبادل التجاري والاستثمارات الإسبانية في مصر.
- أشاد مدبولي بالموقف الإسباني الداعم للقضية الفلسطينية، مستعرضاً جهود إعادة إعمار غزة، ودعا رئيس مجلس الشيوخ الإسباني لحضور افتتاح المتحف المصري الكبير.
ثمّن رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الدور الإسباني داخل الاتحاد الأوروبي لنقل الشواغل المصرية بشأن مختلف القضايا، معرباً عن تطلعه لحصول مصر على دعم النواب الإسبان في البرلمان الأوروبي لصرف حزمة الدعم المالية المقدمة من الاتحاد الأوروبي، البالغة أربعة مليارات يورو (4.27 مليارات دولار).
وقال مدبولي خلال لقائه اليوم الأربعاء، رئيس مجلس الشيوخ الإسباني بيدرو رولان، والوفد المرافق له، في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، إن البلدين لديهما رغبة في تكثيف التعاون في المجالات شتى، من خلال أطر عملية وفعالة تتيح منصات للحوار والتشاور بشكل مستمر حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، مستطرداً بأن إسبانيا هي شريك مهم لمصر بسبب عضويتها في الاتحاد الأوروبي، الذي تتمتع معه القاهرة بعلاقات استراتيجية، وكذلك على مستوى العلاقات المتوسطية المشتركة.
ولفت مدبولي إلى الزيارة الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى مدريد قبل نحو أسبوعين، والتوقيع خلال الزيارة على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت المفوضية الأوروبية تقديم دعم مالي لمصر بقيمة مليار يورو ضمن حزمة تمويل تبلغ 7.4 مليارات يورو، بالإضافة إلى مناقشة صرف الشريحة الثانية من الحزمة بقيمة أربعة مليارات يورو.
كما أعرب مدبولي عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والبرلمانية مع إسبانيا، في ظل تجاوز معدلات التبادل التجاري بين البلدين نحو أربعة مليارات يورو خلال 2024، مدعياً إمكانية مضاعفة هذه المعدلات مع الأخذ في الاعتبار طبيعة احتياجات وصادرات وواردات الدولتين، وما يربطهما من قرب جغرافي نسبي وخطوط ملاحية مباشرة.
وحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، لم تتجاوز معدلات التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا نحو 3.1 مليارات دولار في 2024، مقابل 3.2 مليارات دولار في 2023. وبلغت قيمة الاستثمارات الإسبانية في مصر 123 مليون دولار في العام المالي 2023-2024، مقابل 161 مليون دولار في عام 2022-2023.
في سياق متصل، أشاد مدبولي بالموقف الإسباني الراسخ إزاء القضية الفلسطينية، واعترافها الرسمي بدولة فلسطين، مستعرضاً الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، وتداعيات الحرب (الإسرائيلية) التي تسببت في مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، فضلاً عن تدمير أغلب البنى الأساسية داخل القطاع.
وتطرق في حديثه إلى ما وصفها بـ"الجهود المصرية المبذولة بشأن خطة إعادة إعمار قطاع غزة، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية"، مشيراً إلى توافق القمة العربية المنعقدة في القاهرة، أمس الثلاثاء، على ضرورة تسريع عملية إعادة إعمار القطاع، ورفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم، باعتبار أن التهجير يتعارض مع جميع مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، التي تعد ثوابت أساسية للعالم المتقدم.
وأكمل مدبولي أن القمة جددت موقف الدول العربية بأنه لا سبيل لحل الأزمة في قطاع غزة "إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة". وأعرب رئيس الوزراء المصري عن تطلعه لحضور رئيس مجلس الشيوخ الإسباني افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي سيكون بمثابة "هدية مصر إلى العالم"، خاتماً بقوله: "أعدكم بأن تروا في هذا المتحف ما لم تتسن لكم رؤيته من قبل"، على حد تعبيره.
من جهته، قال رولان إن زيارته تستهدف "بحث سبل تعزيز التعاون مع الجانب المصري في ملف الشؤون البرلمانية، واتخاذ خطوات جادة لتعميق العلاقات المشتركة بين البلدين، وتعزيز آفاقها إلى مستويات أرحب". ونقل بيان لمجلس الوزراء عن رولان، قوله إن "مصر وإسبانيا تجمعهما روابط وطيدة، إذ إن بلاده ستظل داعمة لمصر على الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية. وتود أن تشارك مصر تجربتها التنموية على مدار 40 عاماً".