معهد "إيفو" الألماني: رسوم ترامب الجمركية ستؤثر بشدة على الصادرات الأميركية

04 فبراير 2025
الصادرات الأميركية قد تتراجع بنسبة تصل إلى 22% (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توقع معهد "إيفو" الألماني تراجع الصادرات الأميركية بنسبة تصل إلى 22% بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على كندا والمكسيك والصين، مع تأثيرات سلبية أكبر على كندا والمكسيك.
- فرضت الصين رسومًا جمركية جديدة على واردات أميركية، مما يهدد بتجدد الحرب التجارية، وشملت الرسوم الفحم والغاز الطبيعي المسال والنفط الخام والمعدات الزراعية.
- تتزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث هدد ترامب بفرض رسوم جديدة، وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية على أهمية الحوار لتجنب التصعيد.

توقع معهد "إيفو" الألماني للبحوث الاقتصادية أن تتسبب الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على كندا والمكسيك والصين في أضرار جسيمة للاقتصاد الأميركي. وأعلن المعهد، اليوم الثلاثاء في ميونخ، أن الصادرات الأميركية قد تتراجع بنسبة تصل إلى 22% إذا اتخذت الدول الثلاث تدابير مضادة على نطاق مماثل. وفي المقابل، يتوقع المعهد انهيارا في صادرات كندا والمكسيك، علاوة على عواقب سلبية على الإنتاج الصناعي في الأمد المتوسط، بينما ستعاني الصين من أقل قدر من الضرر. ووفقا لبيانات الحكومة الأميركية، تعد المكسيك وكندا الشريكين التجاريين الأكثر أهمية للولايات المتحدة، حيث تبلغ حصتهما المشتركة نحو 30% من الواردات والصادرات.

وقالت ليساندرا فلاخ، رئيسة مركز الاقتصاد الدولي بـ"إيفو": "بينما تستطيع الصين بسهولة أكبر تحويل التجارة بعيدا عن الولايات المتحدة، فإن كندا والمكسيك ترتبطان بأميركا على نحو أوثق بسبب موقعهما الجغرافي". وقرر ترامب تعليق الرسوم الجمركية البالغة 25% التي كان قد هدد بفرضها على المكسيك وكندا لمدة 30 يوما، في حين دخلت الرسوم الجمركية الإضافية البالغة 10% على الواردات من الصين حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء.

وحسبت فلاخ وزملاؤها تأثيرات التعريفات الجمركية في سيناريوهين: الأول بدون تدابير مضادة من جانب البلدان الثلاثة، والثاني بتدابير مضادة على نطاق مماثل "دولار مقابل دولار". وبدون تدابير مضادة من جانب المكسيك والصين وكندا، فإن الصادرات الأميركية سوف تنخفض بنسبة 14%، لكنها سوف تنخفض بنسبة 22% في سيناريو "دولار مقابل دولار". 

وفرضت الصين اليوم الثلاثاء رسوما جمركية على واردات أميركية في رد سريع على الرسوم الأميركية الجديدة على السلع الصينية، مما يهدد بتجدد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم حتى مع تعليق الرئيس دونالد ترامب للرسوم على المكسيك وكندا. وأعلنت وزارة المالية الصينية أنها ستفرض رسوما 15% على الفحم والغاز الطبيعي المسال الأميركي، و10% على النفط الخام والمعدات الزراعية وبعض السيارات. وأضافت أن الرسوم الجمركية الجديدة على الصادرات الأميركية ستدخل حيز التنفيذ في العاشر من فبراير/ شباط الجاري. 

وقالت الصين أيضا إنها بدأت تحقيقا لمواجهة احتكار غوغل التابعة لشركة ألفابت، وأدرجت بي.في.إتش كورب، الشركة القابضة لعلامات تجارية منها كالفين كلاين، وشركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية إليومينا، على "قائمة الكيانات غير الموثوقة". وخلال فترة الرئاسة الأولى في 2018، بدأ ترامب حربا تجارية ضروسا استمرت عامين مع الصين بسبب فائضها التجاري الضخم مع الولايات المتحدة، وتبادل البلدان خلالها فرض رسوم جمركية على سلع بمئات المليارات من الدولارات، مما أربك سلاسل التوريد العالمية وألحق الضرر بالاقتصاد العالمي. وقالت أكسفورد إيكونوميكس في مذكرة إن "الحرب التجارية في مراحلها المبكرة، لذا فإن احتمال فرض المزيد من الرسوم مرتفع"، مع خفض توقعاتها للنمو الاقتصادي في الصين. 

تهديد أوروبي بالرد على رسوم ترامب المحتملة

وبحسب الحسابات، فإن ألمانيا، باعتبارها رابع أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، قد تستفيد ولو قليلا في الحالتين، في شكل زيادة الصادرات، لكن معهد "إيفو" لا يعتبر هذا الأمر محتملا للغاية. وقالت فلاخ: "بسبب تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية من الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب، فإن فرص تحقيق مثل هذا النمو في الصادرات في المستقبل القريب تبدو ضئيلة للغاية". 

وخلال حملته الانتخابية، تحدث ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية جديدة تتراوح بين 10% و20% على واردات الاتحاد الأوروبي، قائلا إنها ستعزز الصناعات المحلية وتعالج العجز التجاري. وشهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توترا شديدا خلال ولاية ترامب الأولى، حيث فرضت واشنطن في عام 2018 رسوما على واردات الصلب والألمنيوم، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد بفرض رسوم على منتجات أميركية مثل مشروب ويسكي البوربون ودراجات هارلي ديفيدسون والجينز.

وقبل اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي بفترة وجيزة، صرح ترامب مجددا بنيته فرض رسوم جمركية على واردات الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى العجز التجاري الكبير بين الولايات المتحدة والتكتل الأوروبي. وقال ترامب: "سيحدث ذلك بالتأكيد مع الاتحاد الأوروبي، يمكنني أن أخبركم بذلك. لأنهم استفادوا منا بشكل كبير"، دون تقديم تفاصيل محددة، لكنه أشار إلى أن الأمر "سيحدث قريبا". ووفقا لدبلوماسيين أوروبيين، فإن المفوضية الأوروبية أعدت تدابير مضادة محتملة منذ فترة.

وحذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، يوم الاثنين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب من فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي. وقالت فون ديرلاين، عقب قمة لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "عندما يتم استهدافنا بشكل غير عادل أو تعسفي، سيرد الاتحاد الأوروبي بحزم".

وأضافت أن "هناك تحديات جديدة وعدم يقين متزايدا، لذلك فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لحوار قوي ولكن بناء مع الولايات المتحدة"، مشددة على أن التكتل الأوروبي "جاهز" للتعامل مع الوضع. وأكدت فون ديرلاين أنه يجب تجنب التصعيد قدر الإمكان من خلال المشاركة المبكرة في المفاوضات. وحذرت من أن "الرسوم الجمركية تزيد تكاليف الأعمال، وتضر بالعمال والمستهلكين، وتخلق اضطرابا اقتصاديا غير ضروري، وتؤدي إلى ارتفاع التضخم". وأضافت: "لا نرى الكثير من الفوائد من وراء ذلك". 

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون