هكذا يؤثر عداد المسافات في قيمة السيارات وصيانتها وتأمينها
استمع إلى الملخص
- تطور عدادات المسافات: بدأت بفكرة قياس المسافة منذ العصور القديمة، وتطورت من أنظمة تروس خشبية إلى عدادات ميكانيكية ثم إلكترونية تستخدم مستشعرات مغناطيسية لعرض المسافة بدقة أكبر.
- الاحتيال وكيفية تجنبه: رغم التطورات، لا يزال الاحتيال موجودًا. ينصح بالتحقق من سجل الخدمة ومقارنة قراءة العداد مع علامات التآكل المادية لتجنب الاحتيال.
إن كنت تعتقد أن مهمة العداد في سيارتك تقتصر على مجرد إحصاء المسافة التي تقطعها، فأنت مخطئ إلى حد كبير. فللعداد وظائف متعددة تؤثر تأثيراً كبيراً في قيمة المركبة وصيانتها وحتى ثمن بوليصة التأمين الخاصة بها. إذ يُعد عداد المسافات أداةً حيويةً تكشف المسافة التي قطعتها السيارات منذ خروجها من خط الإنتاج، فهو يُظهر المسافة الإجمالية أو إجمالي الأميال المقطوعة، وهو رقمٌ بالغ الأهمية يؤثر في قيمة السيارات وصيانتها وحتى تأمينها.
ففي كل مرة تتحرك فيها السيارة، يحسب النظام عدد دورات العجلات ويحولها إلى رقم على لوحة القيادة، علماً أن دقة هذا الرقم أساسية. وسواءً كنت تحسب استهلاك الوقود، أو تُقيّم قيمة إعادة البيع، أو تتحقق من أن السيارة تستحق السعر المطلوب، فإن عدد الأميال أو الكيلومترات المقطوعة يبقى أمراً مهماً. وبحسب مدونة "فوكس تو موف" المتخصصة، يمكنك التحقق من هذه القيمة فوراً باستخدام فحص عداد المسافات المجاني الموثوق لتجنب الوقوع في فخ الاحتيال في عداد المسافات.
الشاشات الرقمية
فكرة قياس المسافة ليست جديدة. استخدم الرومان القدماء أنظمة تروس خشبية مُثبتة على العربات. في القرن العشرين، أصبح عداد المسافات الميكانيكي عنصراً أساسياً في المركبات القديمة، باستخدام تروس تناظرية وكابل قيادة لحساب الأميال. مع تطور الهندسة، تطورت عدادات المسافات. والآن، حلت عدادات المسافات الإلكترونية محلها. تستخدم هذه الأجهزة مستشعرات مغناطيسية، وحواسيب المركبات، وشاشات رقمية لتتبع البيانات نفسها بدقة أكبر بكثير.
العداد الميكانيكي والإلكتروني في السيارات
يعمل عداد المسافات الميكانيكي من خلال سلسلة من دورات التروس، مدعومة بكابل قيادة متصل بناقل حركة السيارة. مع كل دورة للعجلة، يدور الكابل، الذي بدوره يدير عجلات صغيرة على لوحة قيادة السيارة، لعرض المسافة المقطوعة بشكل تناظري متحرك. وهذا التصميم، الموجود في العديد من السيارات القديمة، بسيط ولا يتطلب مصدر طاقة. ومع ذلك، فهو عرضة للتلاعب. يمكن للبائعين عديمي الضمير عكس تروس العجلات باستخدام مثقاب أو أداة متخصصة لإظهار مسافة أقل بشكل خاطئ.
أما عداد المسافات الإلكتروني فيستخدم نهجاً مختلفاً. ويدور مغناطيس متصل بعمود أثناء حركة السيارة. ويقرأ مستشعر مغناطيسي هذه الدورات ويرسل إشارة إلى حاسوب السيارة، الذي يحسب المسافة المقطوعة. ويظهر هذا الرقم على شاشة رقمية واضحة. وهذه الأنظمة أصعب في العبث بها من الأنظمة الميكانيكية. ومع ذلك، يمكن للمخترقين المحترفين الذين يستخدمون أدوات التشخيص أحياناً التلاعب بالبرنامج، لذا يُعدّ فحص عداد المسافات مجاناً خطوة ذكية دائماً.
عداد ثانٍ للرحلات
إلى جانب شاشة عرض الأميال الرئيسية، تتميز العديد من المركبات بعداد مسافة ثانوي.هذه الميزة قابلة للضبط. إنها أفضل وسيلة لتتبع مسافة محددة - مثل المسافة التي قطعتها بخزان وقود واحد أو خلال رحلة طويلة. ويُعد عداد المسافات للرحلة أداة ممتازة لتحليل استهلاك الوقود، ومقارنة حالة الطريق، وتسجيل المسافة المقطوعة، أو جدولة فترات الصيانة.
كيف يعمل عداد المسافات؟
بغض النظر عن نوعه، تعتمد جميع عدادات المسافات على المبدأ نفسه: تحويل دوران العجلات إلى بيانات قابلة للقياس أثناء حركة السيارة. في النظام الميكانيكي، يتصل كابل مرن بناقل الحركة ويدور مع العجلة. تُدير هذه الحركة مجموعة من التروس التي تُعدّ وتُدوّر الأرقام على الشاشة. تُمثّل كل دورة مسافةً مُحدّدة. أما في عداد المسافات الإلكتروني، يُرسل مغناطيس مُثبّت على محور دوار إشارات إلى مستشعر مغناطيسي. في كل مرة يدور فيها، يُسجّل الكمبيوتر نبضة. بعد عدد كافٍ من النبضات، يحسب المسافة الإجمالية ويُظهرها على لوحة القيادة.
لماذا دقة العداد مهمة؟
قد تؤدي قراءات عداد المسافات غير الدقيقة إلى دفع مبالغ زائدة مقابل سيارة مستعملة، أو إجراء صيانة في وقت غير مناسب، أو تقديرات غير دقيقة لاستهلاك الوقود. عداد المسافات الحديث لا يُظهر لك المسافة المقطوعة فحسب، بل هو سجل مركزي لعمر سيارتك بالكامل. كما تؤثر البيانات المتسقة على قيمة إعادة البيع. غالبًا ما يرفض المشترون المحتملون السيارة ذات الأميال المشبوهة أو غير المتسقة. لذلك، تُعد الفحوصات الدورية والتحقق من الأميال أمرًا بالغ الأهمية عند شراء أو بيع أو تقييم أي سيارة.
حذار الاحتيال في عداد المسافات
على الرغم من التطورات الرقمية، لم يختف الاحتيال في عداد المسافات. قد يُقلل البائعون غير النزيهين من دقة عداد المسافات الميكانيكي أو يُعيدون برمجة عداد إلكتروني لجعل السيارة تبدو أحدث وأكثر قيمة. قارن دائماً قراءة عداد المسافات المُدّعى بها مع سجل الخدمة الرسمي وعلامات التآكل المادية. وتشمل علامات التحذير الشائعة ما يلي:
- وجود فجوات غير اعتيادية في سجل الصيانة.
- تآكل الدواسات أو المقاعد بشكل غير متوافق مع عدد الأميال المسجلة.
- وجود بقايا لزجة أو خدوش بالقرب من لوحة القيادة.
- عدم مطابقة عداد المسافات للمسافة المتوقعة.
في المحصلة، ينصح خبراء مدونة "فوكس تو موف" المتخصصة بعدم اعتماد من يريد شراء سيارة على المظهر الخارجي فقط. بل يتعين عليه إجراء فحص لعداد المسافات يمكن أن يكشف أي تلاعب قبل أن يصبح مشكلة بالنسبة له مستقبلاً.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
