إزالة ملصق خريطة فلسطين التاريخية من معرض فني في كاليفورنيا

اتّهمت مجموعة مجتمعية سلطات مدينة سانيفيل في ولاية كاليفورنيا الأميركية بممارسة رقابة على معرض فني مجتمعي أقيم الأسبوع الماضي. وأُغلق جناح تضمّن نشاطاً فنياً خزفياً للأطفال وملصقات تُشيد بالتراث الفلسطيني، إثر شكاوى من عدد قليل من الأفراد المعارضين للمواد التعليمية. وأمر موظفو سانيفيل، بتوجيه من عمدة المدينة، بإزالة الملصقات، بما في ذلك ملصق يعرض خريطة فلسطين التاريخية. 

يوم السبت الماضي، نصبت مجموعة أمهات يُعلّمن الفن للأطفال جناحهن في مهرجان "أيدي على الفنون" بمدينة سانيفيل، وخصّصن ركناً في مركز سانيفيل المجتمعي لتعليم كيفية صنع الخزف الفلسطيني التقليدي. قالت إحدى مؤسِّسي المجموعة: "إنه احتفال بثقافتنا. إنه احتفال بفننا". أرادت هذه المؤسِّسة عدم الكشف عن هويتها حفاظاً على سلامتها بعدما قالت إنه حدث بعد حوالي ساعتين من بدء الفعالية. وقالت لمحطة "إيه بي سي 7 نيوز" المحلية: "لاحظنا امرأة تُشير إلى ملصقنا، الذي يُصوّر خريطة فلسطين التاريخية، وكانت شديدة الانفعال والعدوان والغضب. كان برفقتها موظفو الفعالية، وكانت تقول: هذا ليس مقبولاً". كان الملصق عبارة عن خريطة كُتب عليها "فلسطين التاريخية".

أفادت المجموعة بأنّ موظفي المدينة، وحتى رئيس البلدية، تواصلوا معها لاحقاً. وقالت: "قالوا لنا: عليكم إزالة لافتتكم أو المغادرة. إنها مسيئة، ولم تحصل على موافقة مسبقة". وتحدث المدير الإداري لمدينة سانيفيل، تيم كيربي، عن الحادثة في اجتماع مجلس المدينة، أول من أمس الثلاثاء، حيث قال: "علم الموظفون أنّ فناناً اختير للحدث كان يعرض مواد لم توافق عليها المدينة كجزء من مشروعهم الحرفي المقترح للأطفال. الموافقة شرط أساسي لجميع الفنانين المشاركين. كان من الممكن عرض هذه المواد في منطقة حرية التعبير في الحدث".

تكنولوجيا

التحديثات الحية

مسؤولة في "أمازون" ترتدي قلادة تحمل خريطة فلسطين التاريخية

لكن المجموعة أكدت أنّ قاعدة الموافقة المسبقة لم تُبلّغ لهم بشكل صحيح، وأنهم لا يعلمون شيئاً عن "منطقة حرية التعبير" هذه. وأوضحت أنه "لم يُشر أحد إلى منطقة حرية التعبير. لم يُتح لنا خيار نقل لافتتنا إلى منطقة حرية التعبير. كان أمامنا خياران: إزالتها أو المغادرة". اختارت المجموعة المغادرة. وقالت المؤسسة المشاركة: "لم نكن نريد أن يُفرَض علينا رقابة".

مسلمو أميركا غاضبون من إزالة خريطة فلسطين

بينما أعلنت سلطات المدينة، في بيان، أنها تأخذ الأمر "على محمل الجد"، وأنها "لا تزال تجمع المعلومات" بحسبها، وجّه مكتب مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير" في منطقة خليج سان فرانسيسكو، أكبر منظمة للدفاع عن حقوق المسلمين في أميركا، أمس الأربعاء، رسالة إلى عمدة سانيفيل، لاري كلاين، يحثّه فيها على تقديم اعتذار علني وتغيير سياساته. 

وقالت المديرة التنفيذية للمكتب، زهرة بيلو: "نشعر بقلق بالغ إزاء استهداف الثقافة الفلسطينية بالرقابة في فعالية تهدف إلى الاحتفاء بالتنوع. يجب تقدير التاريخ والتقاليد الفلسطينية وحمايتها، لا اعتبارها مثيرة للجدل. ندعو رئيس البلدية كلاين ومدينة سانيفيل إلى الاعتذار لمنظمي لوحة فلسطين، وإعادة تأكيد التزامهم بالاندماج، وضمان دعم التمثيل الثقافي على قدم المساواة لجميع المجتمعات في المستقبل". ودعت رسالة المكتب مدينة سانيفيل إلى إصدار اعتذار علني، ومراجعة سياسات الفعالية، وتوفير تدريب للموظفين للحفاظ على مبادئ العدالة والإدماج وحرية التعبير.