برنامج جيمي كيميل يعود إلى الهواء بعد أيام من التوقف
استمع إلى الملخص
- لم تلتزم جميع المحطات ببث الحلقة، حيث استبدلت مجموعة "سينكلير" الحلقة ببرامج إخبارية، ولم ترد مجموعة "نكستار" على طلبات التعليق.
- واجهت ديزني انتقادات من نقابات هوليوود وجمهورها، حيث ألغى بعض المشتركين حساباتهم في ديزني بلس، ووصفت نقابة الكتّاب القرار بأنه "جبن مؤسساتي".
أعلنت شبكة ABC، التابعة لشركة والت ديزني، أن برنامج "جيمي كيميل لايف" سيُستأنف بثه مساء اليوم الثلاثاء، بعد أسبوع من التوقف المفاجئ الذي أثار عاصفة جدل واسعة في الولايات المتحدة، تحوّلت سريعاً إلى معركة حول حرية التعبير. وقالت "ديزني" في بيان إن قرار تعليق البرنامج اتُّخذ الأربعاء الماضي لتجنّب تأجيج وضع متوتر في لحظة مشحونة عاطفياً بالنسبة إلى البلاد، مضيفة أنها شعرت بأن بعض التعليقات التي أطلقها كيميل جاءت في توقيت غير مناسب، وبالتالي بدت حساسة. وأوضحت الشركة أنها أمضت الأيام الماضية في محادثات معمّقة مع كيميل، وأن هذه النقاشات أفضت إلى اتفاق يقضي بعودة البرنامج اليوم الثلاثاء.
مع ذلك، لم يكن واضحاً ما إذا كانت جميع المحطات المرتبطة بالشبكة ستلتزم ببث الحلقة، إذ رفض بعضها في الأسبوع الماضي عرض البرنامج. وأكدت مجموعة تلفزيونية واحدة على الأقل، مساء أمس الاثنين، أنها لن تبثه، في حين أعلنت مجموعة "سينكلير"، التي تملك نحو عشرين محطة، أنها ستستبدل حلقة اليوم الثلاثاء ببرامج إخبارية. أما مجموعة نكستار، التي انتقدت كيميل بدورها، فلم ترد على طلبات التعليق. وبحسب بيانات شركة BIA Advisory Services، فإن هاتين المجموعتين تتحكمان معاً بأكثر من 20% من المحطات التابعة لـABC.
بدأت الأزمة حين استخدم كيميل المونولوغ الافتتاحي لحلقة يوم الاثنين الماضي ليقول إن عصابة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" تسعى يائسة لتصوير الشاب الذي قتل الناشط اليميني تشارلي كيرك بأنه ليس واحداً منهم، وتحاول استغلال الحادثة لتحقيق مكاسب سياسية. المحافظون سارعوا إلى الهجوم عليه، معتبرين أن تصريحاته شوّهت مواقف المتهم تايلر روبنسون.
لم يتأخر رد فعل لجنة الاتصالات الفيدرالية، إذ صرّح رئيسها بريندان كار في بودكاست بأن تعليقات كيميل جزء من "جهد متعمد للكذب على الشعب الأميركي"، ملوحاً بأن اللجنة ستبحث عن وسائل للرد، قبل أن يضيف: "يمكن أن نفعل هذا بالطريقة السهلة أو الصعبة". وفي المقابل، كان كيميل يخطط للرد في مونولوغ حلقة الأربعاء الماضي، لكن مراجعة النص من قبل كبار مسؤولي ديزني، ومن بينهم الرئيس التنفيذي روبرت إيغر ورئيسة التلفزيون دانا والدن، أثارت مخاوف من أن يزيد خطابه الوضع سوءاً، فاختارت الشركة وقفه هو وبرنامجه بدلاً من ذلك.
مصادر مطلعة قالت لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن المحادثات لإعادته بدأت رسمياً الخميس في مكتب محاميه بلوس أنجلوس، بحضور إيغر ووالدن وروب ميلز، المسؤول المباشر عن البرنامج، إضافة إلى مدير أعماله جيمس ديكسون عبر اتصال فيديو. انتهى اللقاء من دون اتفاق، بعدما تمسّك كيميل بخطاب كان يوضح تعليقاته السابقة ويهاجم في الوقت نفسه شخصيات يمينية رآها قد حرّفت كلامه. لكن التواصل استمر طوال عطلة نهاية الأسبوع، حتى جرى التوصل أمس الاثنين صباحاً إلى صيغة توافقية حول موعد عودة البرنامج وما سيقوله في ظهوره الأول بعد الأزمة.
في هذه الأثناء، أثارت خطوة ديزني ردات فعل واسعة من نقابات هوليوود. خمس نقابات كبرى تمثل أكثر من 400 ألف عامل أدانت القرار، فيما وصفت نقابة الكتّاب ما جرى بأنه "جبن مؤسساتي"، ونظمت احتجاجاً أمام المقر الرئيسي للشركة في بربانك. وأعلن دامون ليندلوف، أحد كتّاب مسلسل Lost، أنه لا يستطيع "بضمير مرتاح، العمل مع شركة فرضت مثل هذا القرار". حتى مايكل آيزنر، الرئيس التنفيذي السابق لديزني، خرج عن صمته لينتقدها عبر وسائل التواصل. وعلى نحو لافت، عبّر بعض الجمهوريين عن تحفظاتهم، ومن بينهم السيناتور تيد كروز، الذي شبّه تصريحات كار بتصرفات "زعيم مافيا"، محذراً من خطورة التهديدات بالانتقام من المؤسسات الإعلامية، وقال في بودكاست: "أحب بريندان كار، لكن يجب ألا ندخل في هذا المجال".
ديزني واجهت أيضاً ضغوطاً من جمهورها، إذ ألغى بعض المشتركين حساباتهم في منصة ديزني بلس، فيما أعلن آخرون إلغاء رحلاتهم إلى ديزني وورلد. أما كار، فسعى، أمس الاثنين، قبيل إعلان عودة البرنامج، إلى التقليل من دوره في الأزمة، معتبراً أن ديزني اتخذت "قراراً تجارياً" استجابة لملاحظات الجمهور والمحطات، متهماً الديمقراطيين بإطلاق "حملة إسقاط وتشويه"، وأكد أن كيميل وجد نفسه في هذا الموقف بسبب نسب المشاهدة، لا بسبب تدخل حكومي، بينما شددت مصادر مطلعة على أن نسب المشاهدة لم تكن جزءاً من قرار ديزني.
على الجانب الآخر، رفضت المفوضة الديمقراطية الوحيدة في اللجنة آنا غوميز تفسير كار، وكتبت على وسائل التواصل أن ما حدث يمثل "وصمة على جبين لجنة الاتصالات"، ورحبت بإعادة كيميل معتبرة أن ديزني وجدت "شجاعتها في مواجهة ترهيب حكومي واضح".
عودة كيميل مساء اليوم الثلاثاء تُعدّ واحدة من أكثر الحلقات المرتقبة في برامج التوك شو الليلية منذ سنوات. وخلال الأيام الماضية، استخدم مقدّمون آخرون مثل ستيفن كولبير، جون أوليفر، جون ستيوارت وسيث مايرز، برامجهم للدفاع عن البرنامج والتنديد بقرار تعليقه المؤقت.