سجال في إيران بعد تهديد صحيفة كيهان الحكومية باغتيال ترامب
استمع إلى الملخص
- انتقدت الحكومة الإيرانية بشدة منشور كيهان، مؤكدة أن التهديدات لا تتماشى مع سياسات الجمهورية الإسلامية، ودعت إلى استخدام الوسائل القانونية والدولية للدفاع عن حقوق إيران.
- ردت كيهان على الانتقادات بقولها إن المنشور كان "فكاهياً"، معتبرة أن الإجراءات ضدها تُظهر ضعفاً أمام أميركا، ومؤكدة أن محتواه يستند إلى ثوابت فقهية وإسلامية.
أشعل منشور على صحيفة كيهان الإيرانية المحافظة التابعة لمؤسسة القيادة، يهدد باغتيال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سجالاً في البلد بين الأوساط الإعلامية والسياسية والحكومية، فبينما رأى البعض أن هذا التهديد يمنح ذريعة لترامب لاستهداف إيران، خاصة بعد تداوله في وسائل إعلام أميركية أمثال "فوكس نيوز"، ردت الصحيفة وأوساط محافظة بأن انتقادها و"توبيخها" يبعثان رسالة ضعف إلى الرئيس الأميركي ويجرّئانه أكثر على الدولة.
وهاجم ناشطون وصحف إصلاحية إيرانية، خلال اليومين الأخيرين، صحيفة كيهان ومسؤولها المحافظ المتنفذ، حسين شريعتمداري، متهمين إياه بتقديم "هدية" لترامب لضرب إيران ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء زيارته اليوم الاثنين إلى واشنطن لاستخدامها ضد إيران خلال مباحثاته مع ترامب.
ماذا كتبت "كيهان"؟
كتبت صحيفة كيهان في عمود هامشي، السبت الماضي: "قال شخص ماذا حل بترامب؟ من هذا الذي يهدد يومياً دولاً عدة؟ التهديد بالهجوم العسكري والتهديد بالعقوبات والتهديد بزيادة الرسوم وحتى رفع السيف ضد دول حليفة لأميركا مثل كندا والدول الأوروبية واليابان"، مشيرًة إلى أن "آخر رد عليه (السائل) قائلاً إنه يثرثر كثيراً! ففي هذه الأيام سيطلق رصاصات عدة على مخه العاطل" رداً على اغتيال قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني.
الحكومة الإيرانية تنتقد
رفضت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، منشور "كيهان"، قائلة إن "بعض التصريحات التي تهدد بالاغتيال على لسان إيران هذه الأيام لا تتعارض فقط مع السياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية، بل هي أيضاً تقدّم الذريعة للعدو". وأشارت إلى أن ملف اغتيال الجنرال سليماني يمكن الترافع عنه عبر المرجعيات الدولية القانونية و"الجمهورية الإسلامية مؤيدة للسلام وإحقاق حقوق الشعب الإيراني عبر استخدام جميع الأدوات المشروعة والقانونية على الصعيدين الداخلي والدولي". وختمت مهاجراني تغريدتها بالقول إن "القلم يجب أن يخدم المصالح القومية وأمن البلاد وليس أن يثير الاضطراب".
ولم تكتفِ السلطات الإيرانية بانتقاد منشور صحيفة كيهان بسبب تهديد ترامب بالاغتيال، بل تعدّته إلى توجيه لجنة الرقابة على الصحافة إنذاراً قانونياً أو "توبيخاً" لها، في سابقة من نوعها لصحيفة إيرانية. وأعلنت معاونية الإعلام في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية في بيان أن موقف إيران بشأن اغتيال سليماني يعتمد "محاكمة المتورطين في هذه الجريمة خاصة الرئيس الأميركي آنذاك في محكمة صالحة دولية"، قائلةً إن لجنة الرقابة على الصحافة التي تتكون من مندوبين من مؤسسات حكم عدة في البلاد قدّمت "إنذاراً رسمياً" لمسؤول صحيفة من دون ذكر اسمها استناداً إلى المادة السادسة في قانون الصحافة، التي تنص على منع نشر مواضيع ومنشورات ضد أمن الجمهورية الإسلامية وكرامتها ومصالحها".
"كيهان" تردّ
من جهتها، ردت صحيفة كيهان على الإنذار بالقول إن منشورها كان "فكاهياً"، وأن هذا الإجراء "رسالة ضعف إلى أميركا"، مسائلةً لجنة الرقابة على الصحافة كيف اعتبرت منشورها ضد أمن الجمهورية الإسلامية ومصالحها واتهمتها بذلك بينما المنشور "ينبني على ثوابت فقهية وإسلامية وتصريحات قائد الثورة المعظم" بحسب تعبيرها.