شربل روحانا... صدى قصائد الحكمة المغنّاة

10 يونيو 2025
روحانا في مهرجانات بيت الدين عام 2016 (أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إحياء الحكمة من خلال الموسيقى: يُنظم حفل "صدى قصائد الحكمة المغنّاة" في كازينو لبنان، حيث تُغنى قصائد لشعراء كبار مثل المتنبي وجبران خليل جبران، بألحان شربل روحانا، مما يعكس عمق المعنى بأسلوب سلس.

- تجربة إنسانية معاصرة: يُبرز الحفل العلاقة بين الكلمة واللحن، مقدماً قصائد نابضة بالحكمة، تُغنيها جوقة عشتار، لتجعل المستمع يعيش تجربة إنسانية تتجاوز الزمن.

- توليفة موسيقية تربط الماضي بالحاضر: يضم الحفل مقاطع من يومياتنا المغنّاة، مثل "سلامي معك"، مما يربط بين التراث والحاضر بلغة الجمال، ويعكس تمسك الإنسان بالشعر لفهم واقعه.

يستعيد الحفل الموسيقي الذي تنظّمه مؤسسة وجمعية فيلوكاليا تحت عنوان "صدى قصائد الحكمة المغنّاة" مساء اليوم في كازينو لبنان، الدور العميق للحكمة بوصفها وسيلة تمنح الحياة معناها الطبيعي والصحي. يقدّم الحفل سبع قصائد للمتنبي، وأبي العلاء المعري، والإمام الشافعي، وميخائيل نعيمه، وجبران خليل جبران، ومحمود درويش، وسعيد بن حميد. وتُغنّى هذه القصائد من ألحان شربل روحانا بمشاركة جوقة عشتار وفرقة موسيقية بقيادة مارنا سعد، رئيسة جمعية فيلوكاليا.
يتحدث روحانا، ملحن القصائد، إلى "العربي الجديد" قائلاً إن هذا المشروع الغنائي والشعري، الذي قُدّم لأول مرة خلال مهرجان الأوركسترا الكندية العربية عام 2023 في كندا، جاء ثمرة تعاون مشترك. يضيف: "العمل يتكوّن من قصائد عن الحكمة كتبها كبار الشعراء، باتت اليوم مغنّاة وعابرة إلى الناس من خلال اللحن، لتقودنا إلى تجربة إنسانية تتجلّى في قصائد نابضة بالكلمة المجردة من الموعظة المباشرة".
يشدّد روحانا على أن الجمهور سيكتشف "العلاقة الوطيدة بين الكلمة واللحن" من خلال إنتاج موسيقي وشعري "يعكس عمق المعنى بأسلوب بسيط وسلس". يضيف: "أجد نفسي من جديد من خلال هذا الحفل، أعود إلى القيم التي ينأى الناس عنها في أيامنا هذه. لم يتبقَّ لنا في يومياتنا إلا الأغنية والموسيقى الحاملة لما هو جميل فينا".
ويؤكد أن "العلاقة المتكافئة بين الكلمة واللحن ستجعل المستمع ينسى زمن القصيدة"، لأن "صدى قصائد الحكمة" لا يعكس الماضي فقط، بل هو أيضاً صدى حال الإنسان اليوم، وتمسكه بالشعر وسيلةً لفهم واقعه، تماماً كما في القصائد المختارة التي تتوزع على مراحل من العصر الجاهلي إلى القرن العشرين، في توليفة موسيقية معاصرة.
يتوقف روحانا عند بعض النصوص المغنّاة، ومنها قصيدة "بم التعلّل" للمتنبي، التي تُعرض في الحفل، وتبرز منها أبيات تنضح بالحكمة العابرة للزمن: "لا تَلْقَ دَهْرَكَ إِلَّا غَيْرَ مُكْتَرِثٍ/ مَا دَامَ يَصْحَبُ فِيهِ رُوحَكَ البَدَنُ/ فَمَا يَدُومُ سُرُورٌ مَا سُرِرْتَ بِهِ/ وَلَا يَرُدُّ عَلَيْكَ الفَائِتَ الحَزَنُ".
يقول روحانا إنه سيؤدي مع منشدات جوقة عشتار ومنشديها قصيدة "الخيال" لميخائيل نعيمه، التي ألقاها الأخير في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1934، وتُعيد اليوم طرح علاقة الإنسان العميقة بمحيطه. وتُغنّى قصيدة "طمأنينة" لنعيمه، التي تدعو إلى القناعة، وقصيدة "الآن في المنفى" لمحمود درويش، التي يكتب فيها الشاعر عن تأملاته عند بلوغ الستين:
"افرحْ بأقصى ما استطعتَ من الهدوءِ، لأنّ موتاً طائشاً ضلّ الطريق إليكَ من فرط الزحام وأجّلك".
ومن القصائد الأخرى "اقلِلْ عِتابَكَ" للشاعر سعيد بن حميد، التي تدعو إلى تجاوز العتب ومصالحة التحوّلات الحياتية:
"لم أَبكِ من زمنٍ ذممتُ صروفَه/ حتّى بكيتُ عليهِ حينَ يزولُ".

ويختم روحانا بالقول: "نحن لا نقدّم حفلاً موسيقياً تقليدياً، بل نُقيم نهجاً من القصائد المقفاة، التي تحوّلت إلى أغانٍ متعطشة للّحن والكلمة، عالجت الحكمة كما صاغها كبار الشعراء". ويلفت إلى أن الحفل يضم أيضاً مقاطع من يومياتنا المغنّاة، منها أغان من ألحانه مثل "سلامي معك"، و"القهوة"، و"ميلي يا حلوة"، و"عالروزانا" وغيرها، لتكتمل لوحة فنية تربط بين التراث والحاضر بلغة الجمال.

المساهمون