صيام مرضى السكري: حلول ممكنة خلال شهر رمضان

12 مارس 2025
يجب قياس نسبة السكر بانتظام خلال ساعات الصيام (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أظهرت دراسة في مجلة BMC Endocrine Disorders أن صيام رمضان قد يكون ممكناً للمراهقين المصابين بداء السكري من النوع الأول تحت إشراف طبي دقيق، حيث لم يؤثر الصيام بشكل كبير على التحكم طويل الأمد في مستويات السكر، رغم ارتفاع نوبات نقص السكر.

- يشدد الباحثون على أهمية التخطيط الطبي لصيام آمن، مع مراقبة مستويات السكر وتعديل جرعات الأنسولين بعناية، والانتباه لأعراض انخفاض السكر وتناول وجبات متوازنة خلال السحور.

- يؤكد الباحثون الحاجة لمزيد من الدراسات لتطوير استراتيجيات إدارة السكري خلال الصيام وتحديد تأثيره على المدى الطويل، مع وضع إرشادات توازن بين الالتزام الديني والاحتياجات الصحية.

في كل عام، يتطلع ملايين المسلمين حول العالم إلى صيام شهر رمضان بما في ذلك المراهقون المصابون بداء السكري من النوع الأول. فهل يمكنهم الصيام بأمان؟

دراسة جديدة نشرت أخيراً في مجلة BMC Endocrine Disorders سلطت الضوء على تأثيرات الصيام على هؤلاء المراهقين، إذ جمعت بيانات من تسع دراسات شملت 458 مشاركاً، لتقييم كيفية تأثر مستويات السكر في الدم، واحتمالية حدوث مضاعفات صحية.

كشفت الدراسة أن الصيام لم يؤثر كثيراً على التحكم طويل الأمد بنسبة السكر في الدم، إذ لم يطرأ انخفاض ملحوظ على مستوى الهيموغلوبين السكري، وهو المؤشر الأساسي لضبط سكر الدم على المدى الطويل.

ومع ذلك، أشارت البيانات إلى ارتفاع معدلات نوبات نقص السكر في الدم بشكل ملحوظ، إذ سجلت 50.79 حالة لكل 100 ملاحظة. كما لوحظت حالات من ارتفاع السكر في الدم (فرط سكر الدم) وحالات الحماض الكيتوني السكري، لكنها كانت أقل شيوعاً، وفقاً للدراسة.

صيام تحت المراقبة لمرضى السكري

يقول الباحث المشارك في الدراسة أرمان شفيعي ــ الباحث في كلية الطب، جامعة البرز للعلوم الطبية، في إيران ــ في تصريحات لـ"العربي الجديد": "تشير نتائجنا إلى أنه في بعض الحالات، قد يكون الصيام ممكناً للمراهقين المصابين بداء السكري من النوع الأول، ولكن يجب أن يتم تحت إشراف طبي دقيق". وأضاف: "المراقبة المستمرة لمستويات السكر في الدم ووضع خطة إدارة فردية للسكري أمران ضروريان للحد من المخاطر المرتبطة بالصيام".

رغم المخاطر، أظهرت الدراسة أن التغيرات في الوزن لدى المراهقين المشاركين كانت طفيفة وغير ذات دلالة إحصائية، مما يشير إلى أن الصيام لا يؤثر كثيراً على الوزن. إلا أن عدم استقرار مستويات السكر في الدم يجعل من الضروري التخطيط بعناية قبل اتخاذ قرار الصيام.

يشير شفيعي إلى أن مرضى السكري من النوع الأول الذين يرغبون في الصيام يجب أن يخضعوا لتقييم طبي شامل قبل شهر رمضان، بحيث يتم تصنيفهم وفقاً لمستويات الخطر. ويضيف: "الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في السيطرة على مرض السكري أو لديهم تاريخ من نوبات نقص السكر الحادة يجب عليهم تجنب الصيام لتجنب العواقب الصحية الخطيرة".

إرشادات لصيام آمن

يشدد الباحث على أن الصيام بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول ليس مجرد مسألة إرادة، بل يحتاج إلى تخطيط طبي دقيق. ولضمان صيام آمن، ينصح المؤلفون الأطباء بأن يلتزم المراهقون المصابون بالسكري باحتياطات عدة، منها المراقبة الدائمة لمستويات السكر في الدم، إذ يجب قياس نسبة السكر بانتظام خلال ساعات الصيام، حتى إن لم يكن هناك شعور بالأعراض.

كما يشدد الباحثون علي أهمية تعديل جرعات الأنسولين بعناية بعد استشارة الطبيب لضبط الجرعات وفقاً لجدول الصيام والإفطار. كما يركّز شفيعي على أهمية الانتباه إلى أعراض انخفاض السكر، إذ من الضروري التعرف على علامات نقص السكر مثل الدوخة، والتعرق الزائد، والارتباك، واتخاذ قرار الإفطار الفوري عند ظهورها؛ ومن ثم، يأتي دور التغذية السليمة بحيث بتناول المريض وجبات متوازنة تحتوي كربوهيدرات بطيئة الامتصاص خلال السحور، مع تجنب السكريات البسيطة التي تسبب تقلبات حادة في مستويات السكر. "

يجب كسر الصيام فوراً عند حدوث نقص شديد أو ارتفاع مفرط في نسبة السكر في الدم، وتناول العلاج المناسب" يقول الباحث.

مزيد من الدراسات

رغم أن هذه الدراسة توفر رؤى مهمة، إلا أن شفيعي يؤكد الحاجة إلى مزيد من الدراسات التي تركز على استراتيجيات إدارة مرض السكري خلال الصيام، وتأثيره على المدى الطويل.

ويقول المؤلف المشارك: "مع وجود رعاية طبية مناسبة، قد يتمكن بعض المراهقين المصابين بالسكري من النوع الأول من الصيام بأمان، ولكن لا يوجد حل واحد يناسب الجميع. هناك حاجة ماسة لمزيد من الأبحاث لوضع إرشادات واضحة توازن بين الالتزام الديني والاحتياجات الصحية".

المساهمون