استمع إلى الملخص
- يتكون الموسم الأول من 26 حلقة، حيث يختار 30 مشاركاً قائمة العشرين، مع التركيز على تعزيز الحوار الثقافي وإحياء الأعمال الإبداعية.
- يتضمن البرنامج مداخلات من أهل الإبداع، ويغطي مجالات متنوعة كالأدب والسينما والموسيقى، مما يعزز التفاعل الثقافي ويقدم محتوى متنوعاً.
تبث عند العاشرة من مساء اليوم على شاشة "العربي 2" الحلقة الأولى من البرنامج الثقافي "عشرون" الذي يتولى اختيار قائمة أسبوعية لأفضل عشرين منجزاً في حقول إبداعية مختلفة، ويفتح على مدار ساعة الباب لمداخلات وفقرات تكشف كواليس وسياقات هذه المنجزات. وضع البرنامج إطاراً يضمن أن تكون القائمة موضوعية، ولا تكتفي بالإعلان عن قائمة العشرين في العالم العربي، بل أن يكون ذاته، منصة ثقافية ومشروعاً فكرياً تنويرياً شاملاً، يقف عند الأعمال الإبداعية ليطرحها ضمن رؤية نقدية تحمل خلاصة ما اختاره النقاد والمتخصصون.
وقالت معدة ومقدمة البرنامج مايا الحاج، لـ"العربي الجديد"، إنه "لأول مرة في تاريخ البرامج التلفزيونية العربية يجمع برنامج من هذا النوع نحو 300 ناقد ومبدع ومتخصص من مجالات فنية وأدبية وإبداعية مختلفة". وأضافت: "في وقت تسود فيه الأصوات العشوائية، والآراء الشخصية، والانطباعات السطحية، يأتي البرنامج لكي يعطي الكلام لمن يستحقه. البرنامج يعطي مساحة مهمة للنقد الحقيقي من خلال اختيارات يضعها نقاد، وأكاديميون، ومتخصصون، ومبدعون". وتأتي أهمية البرنامج "في زمن تتغير فيه مجتمعاتنا وسلوكياتنا وأنماطنا الثقافية، يعود بنا إلى أعمال مهمة شكلت محطات أساسية في تاريخنا القديم والمعاصر لتعيد تذكيرنا أو تعريفنا بأبرز العناوين والنماذج والأعمال الإبداعية".
سيعرض الموسم الأول من البرنامج 26 حلقة، وتقوم آلية عمله على اختيار قائمة العشرين من قبل 30 مشاركاً من النقاد والأكاديميين وصناع الإبداع، ويتعرف المشاهدون في كل حلقة على بنود هذه الآلية التي تتضمن وضع كل واحد منهم قائمة بدرجات من واحد إلى عشرين، ثم حساب النقاط النهائية للثلاثين مشاركاً. ويقع اختيار هذه القوائم لا لتكون الأفضل إلى الأبد، بل لكي تتحقق رؤية البرنامج كما تدافع عنها مايا الحاج والمتمثلة في تعزيز الحوار الثقافي، والعودة إلى آدابنا وفنوننا التي تدير التلفزيونات ووسائل التواصل الظهر لها. ومن ذلك، كما تضيف، استعادة حيوية منجزات سابقة ووضعها من جديد في دائرة التداول والنقاش، إضافة إلى الجانب التكريمي الذي تناله أعمال نشأت وعبرت الزمن وبقيت في الذاكرة، وضد ما قالت إنها "السطحية التي تطفو على كل شيء".
مقابل ذلك تشمل القوائم حراكاً إبداعياً على مدارات زمنية مختلفة تتحدد في كل مرة بحسب هوية كل قائمة، وعليه من المتوقع أن تكون هناك أجيال مختلفة في كل واحدة منها. مع تحضير القائمة الأسبوعية يتوجه البرنامج بالتوازي إلى مواقع التواصل الاجتماعي لكي يبدي رأيه في كل قائمة، كما يطرح السؤال على الذكاء الاصطناعي.
كل ذلك بغية توفير أوسع مدى من التداول وتنشيط الحالة الثقافية في عالمنا العربي، وبما يضفي على البرنامج روحاً ديناميكية تتعامل مع وسائط تكنولوجية متسارعة، في الوقت الذي تقدم محتوى رصيناً.
تتخلل البرنامج مداخلات من أهل الإبداع والاختصاص ليس للتعريف بالمنجز فقط، وإنما للحديث عما هو خلفه من حكايات شخصية وظروف تاريخية وقضايا اجتماعية.
وبهذا المعنى يتحول البرنامج إلى منصة تستضيف متحدثين يبدون دفوعاتهم عن اختيارهم بالتحديد لمن اختاروه في هذه القائمة، إضافة إلى ذلك، وربما الأكثر تشويقاً هو ما نتعرف إليه من أسرار جديدة، كأن تحاور ناشراً حول رواية، أو أفراد عائلة كاتب راحل بشأن ظروف ومفارقات عاينوها أثناء العمل على كتابه.
أما طبيعة من يتولون الاختيارات أسبوعياً، فهم كما تفيد معدة البرنامج جاؤوا من مختلف الدول العربية، مع توازنات جندرية وعمرية تحاول ضمان الحد الأقصى من العدالة والشمول.
وينتظر أن يشكل البرنامج نقلة نوعية بسبب تنوع اهتماماته، إذ دأبت القوائم الأدبية حول العالم على إعطاء الكتب الأهمية الكبرى، وتتربع الروايات على الحصة الأميز. غير أن برنامج "عشرون" يتطرق إلى الأدب والسينما، والدراما، والموسيقى، والعمارة، والتشكيل، والتاريخ.. وسواها، ما يفيد الذائقة الفنية والأدبية العامة وينعش التفاعل الثقافي.
ويتعدى البرنامج وضع تصنيفات إلى أن يكون وثيقة وشهادة على ما يتركه الناس من آثار شخصية وعامة، وبهذا يتحول إلى مساهم في إرشاد المشاهدين نحو إرث إبداعي يطرحون حوله الأسئلة اليوم وغداً.