Skip to main content
فلسطيني ينشئ في بيته "معهداً" لتعليم الموسيقى
علاء الحلو ــ غزة

على أنغام التراث الغنائي الفلسطيني يجتمع عدد من الشُّبان، حول الفنان خضر البايض في منزله بحيّ الدرج وسط مدينة غزة، لتعلم العزف الموسيقي، بعد الدروس النظرية.

ويتلقى الشبان دروس الموسيقى، داخل مكان خصصه البايض في بيته، تحقيقاً لحلمه الذي نشأ معه منذ الصغر، بإنشاء معهد متخصص لتعليم فنون الموسيقى.

ويمُر طلبة الموسيقى في ذلك المعهد الشخصي البسيط، الذي بُني بجهود ذاتية، في عدة مراحل، تبدأ بتحديد المستوى المطلوب للشخص، ومن ثم البدء معه تدريجاً بالدروس النظرية للنوتات، والطبقات، والمقامات الصوتية، ومن ثم الانتقال إلى الدروس العملية، وصولاً إلى الاحتراف في العزف.

بدا الانسجام واضحاً على ملامح الطالب مهند حسان، وزميله أدهم الشيخ، حين بدآ عزف ألحان من التراث الفلسطيني تدربا عليها خلال الأيام الماضية.

ويقول حسان لـ"العربي الجديد" إنه يطمح إلى الوصول إلى مرحلة الاحتراف، عبر الترقي في المراحل التعليمية، التي يتمنى أن يُثبِت ذاته فيها، ويجتازها بنجاح.

ويوافقه زميله الشيخ، الذي أُعجِب بفكرة تلقي الدروس الموسيقية داخل بيت الفنان البايض، ويرى أنها "خطوة إيجابية على طريق دعم الفن، والهواة"، ويقول إنه سيواصل التدريبات، ولا سيما أنّ الموسيقى "مُطعّمة باللون التراثي الفلسطيني المُحبب للجميع".

وصُمّم المكان المُحاط بحديقة منزلية صغيرة، بطريقة بسيطة، وقد عُلقت الآلات الموسيقية على جدرانه، التي جمعت بجهود فردية، وإلى جانبها عبق سنوات مضت، كانت شاهدة على الحلم، الذي بدأ يتجسد على أرض الواقع بأبسط الإمكانات.

ويقول الفنان الفلسطيني خضر البايض (63 عاماً)، لـ"العربي الجديد" إن فكرة إنشاء معهد متخصص لتعلم الموسيقى للشبان والكِبار ليس وليد اللحظة، بل كان حلماً لعدد من الفنانين، رافقهم منذ عشرات السنوات، لكنّ أياً من الحكومات الفلسطينية لم تُساعد على تحقيقه، ما دفعه إلى المُبادرة بتخصيص جزء من منزله، لتعليم الموسيقى للأجيال، على آلات موسيقية، اشتراها من ماله الخاص.

أحلام لم تتحقق

وانطلقت حكاية البايض وهو أب لسبعة أبناء، مع الفن، حين تتلمذ على يد الفنان الفلسطيني، عوني الخروبي، إذ تعلم على آلة الكمان، وعلى عدد من الآلات الموسيقية، ومن ثم انتقل إلى آلة العود.

بدأ البايض بأداء الأغاني الطربية القديمة لمشاهير الغناء العربي، إلى جانب أداء الأغاني الشعبية، والتراثية، والوطنية، وفي مقدمتها أغنية "باسم الحرية"، وتلحين وغناء الكلمات التي كانت تصل من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويوضح أنّ "أمل الفنانين كان كبيراً بعد دخول السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، بإعطاء الأولوية للفن، وخلق مساحات يمكنهم من خلالها التعبير عن إبداعاتهم"، لكنه يستدرك بالقول: "لم تتحقق تلك الأحلام، وحصلتُ فقط على وظيفة في فرقة الموسيقى في التلفزيون الرسمي، كان حينها حلمي أكثر من وظيفة، وبقي ذلك الحلم، حتى بدأت بتحقيقه عبر هذه الدروس الموسيقية".