استمع إلى الملخص
- يركز الموقع على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، مسلطاً الضوء على هموم المواطن العربي وحقوق الفئات المهمشة مثل العمال الأجانب والنساء المعنفات، لتحقيق حرية المواطن.
- يوفر الموقع منصة للمواهب العربية الشابة في الفنون والثقافة، ويواكب التغيرات في صناعة المحتوى الصحافي عبر إنتاج بصري متنوع ومحتوى خاص لمنصات التواصل الاجتماعي.
قبل 11 عاماً، وفي ظلّ أزمات متتالية كانت تعصف بالعالم العربي، ووسط ردة دمويّة عن الربيع العربي وأحلام شبابه وشاباته، انطلق موقعنا "العربي الجديد"، وتبعته الصحيفة بعد أشهر قليلة، حاملةً الاسم نفسه.
في 30 مارس/آذار 2014، تزامناً مع يوم الأرض الفلسطيني، اخترنا أن نسير بعكس التيار الإعلاميّ الصاعد وقتها، الذي كان يميل نحو الانغلاق والتغطية المحلية الضيقة، لنقدّم موقعاً عربياً شاملاً مبنياً على قيم واضحة ومبادئ ثابتة. وبعد 11 عاماً، يظل مشروعنا الإعلاميّ شاهداً على التزامه بالحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان العربي في كل مكان، من خلال تقاريرنا ومقالاتنا ومتابعاتنا التي لا تنحاز إلّا لقيم الحق والعدالة.
تحمّلنا ذكرى التأسيس هذا العام مسؤوليات مضاعفة، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة، وتصاعد العدوان على الضفة الغربية، وصولاً إلى توسّعه نحو مدن عربية مختلفة، من جنوب لبنان إلى بيروت، والحديدة، وصنعاء، ودرعا، وكما أكدنا في ذكرى التأسيس العاشرة، نكرّر اليوم تمسّكنا بثوابتنا المهنية والأخلاقية، مع تكثيف التغطية للمجازر بحقّ الفلسطينيين في غزّة، وانحيازنا المطلق لحقّ الشعب الفلسطيني في المقاومة، ودعوتنا لوقف الإبادة.
وإذا كانت تغطية فلسطين في صلب مشروع "العربي الجديد"، فإنّنا أيضاً واكبنا تحولات وتحديات شتى في العالم العربي، متابعين عن كثب الثورات والاحتجاجات الشعبية، وتداعياتها السياسية والاجتماعية. نتوقف هنا عند سورية تحديداً؛ تلك البلاد التي نقلنا صوت شعبها في مواجهة دموية نظام البعث، ودعمنا مطالباته بالحرية والكرامة، ولم ننحرف عن خطّنا حتى عندما اتجه العالم ووسائل الإعلام الكبرى نحو التطبيع مع بقاء بشار الأسد في السلطة، وتجاهل مآسي ملايين السوريين.
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول، ومع سقوط الأسد، عاد فريق مراسلينا إلى دمشق وسائر المدن السورية، بعد سنوات من تغطية الشأن السوري من دول المنفى واللجوء. هناك، تابعنا على الأرض تحديات بناء سورية جديدة، من دون الغرق في التطبيل لأي طرف أو جهة، وبمسافة نقدية كلّما دعت الحاجة، واضعين نصب أعيننا نقل الحقيقة كما هي، دون مواربة أو تحيّز، مع الحفاظ على معايير مهنية واضحة.
وكما كانت الحال في فلسطين وسورية، منحنا كل الدول العربية حقّها في التغطية، من تونس والتغييرات التي شهدتها، وأزمة الديمقراطية التي تمرّ فيها، مروراً بلبنان واستقراره الأمني الهشّ، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية والانهيار الاقتصادي، وصولاً إلى السودان وحربه المأساوية، وغيرها من الدول العربية؛ من العراق إلى اليمن، ومن ليبيا إلى الأردن.
لم تقتصر تغطيتنا على الجانب السياسي فحسب، وإن كان متداخلاً مع مختلف جوانب الحياة اليومية في العالم العربي، إذ أولينا القضايا الاجتماعية والاقتصادية اهتماماً مماثلاً، وقدمنا تقارير بصرية شاملة، ضمّت فيديوهات وصوراً و"غرافيكس"، حول أحوال الاقتصاد العربي، وفتحنا موقعنا للمواطن وهمومه المعيشية، مسلّطين الضوء على فساد الأجهزة والحكومات.
كما سعينا إلى إخراج الفئات المهمّشة من ذلك الهامش، ووضعها في صلب الحدث اليومي: حقوق العمال الأجانب، النساء المعنّفات، العنف ضد الأطفال، تعذيب المعتقلين، تدمير التعليم الرسمي... كل ذلك انطلاقاً من قناعتنا الراسخة بأن حرية المواطن العربي لا يمكن أن تستقيم إلّا في ظل حكومات تحترم الكرامة الإنسانية، وتضمن له حقه في العيش الكريم، بعيداً عن القمع والاستغلال.
وعلى مستوى الفنون والثقافة، حرصنا على توفير منصة للمواهب العربية الشابة، بما يشمل موسيقيين، وممثلين، وكتّاباً، وشعراء، للتعبير عن أفكارهم ومواقفهم السياسية والثقافية. ومع بدء حرب الإبادة على غزّة، خصصنا موقعنا لمتابعة المشهدَين الفني والثقافي، في العالم العربي والعالمي، على وقع المجازر اليومية بحقّ الفلسطينيين، كما حوّلنا صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات تتماشى مع التغيّرات المتسارعة في صناعة المحتوى الصحافي، من خلال إنتاج بصري يتماشى مع تطلعات الجمهور، ويعزّز من تأثير المحتوى، فنشرنا محتوى بصرياً حصرياً لمنصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً المنصات المستجدة مثل "تيك توك"، كما أطلقنا قسماً خاصاً بالبودكاست، مع قناته الخاصة على "يوتيوب".
لم تمر السنوات الـ11 دون هجمات ومحاولات لتشويه مشروع "العربي الجديد"، سواء من الأنظمة الاستبدادية التي حجبته في دولها، أو من بعض الأصوات الإعلامية التي سعت إلى النّيل منه، لكن مع دخولنا عامنا الثاني عشر، ننظر بفخر إلى ما تحقّق، ونواصل الحفاظ على قيم الحقّ والعدالة والحرية، مع تطوير أدواتنا وأساليبنا الصحافية لمواجهة التحديات المستمرة.