استمع إلى الملخص
- وُلد في كاليفورنيا عام 1942، وعانى من طفولة صعبة وصمم في أذنه اليمنى. أسس "بيتش بويز" وساهم في نشر موسيقى السيرف في الستينيات، وأكمل ألبوم "سمايل" رغم معاناته الشخصية.
- أشاد كبار النجوم ببراين بعد وفاته، واصفين إياه بـ"موزار الأميركي"، مما يعكس تأثيره العميق في عالم الموسيقى.
توفي المؤسس المشارك لـ"بيتش بويز" براين ويلسون الذي قدّم مساهمة رئيسية في الشعبية الواسعة للفرقة الأميركية الشهيرة عن 82 عاماً، وفقاً لما أعلنته عائلته أمس الأربعاء في رسالة قصيرة، من دون تحديد سبب هذه الوفاة وزمانها ومكانها. هذا الموسيقي الذي عانى الخرف وُضع تحت الوصاية في مايو/أيار 2024. وقالت عائلته في بيان مقتضب: "نعلن ببالغ الحزن والأسى وفاة والدنا الحبيب براين ويلسون. لا نجد كلمات للتعبير عن مشاعرنا الآن".
غالباً ما يُشار إلى براين ويلسون بعبقري جيله، إذ ساهم عازف غيتار الباص والمغني والمنتج وكاتب الأغاني، صاحب الرؤية الثاقبة، في دفع فرقة "بيتش بويز" إلى الشهرة بأغاني شهيرة مثل "غود فايبريشنز" و"آي غت أراوند" و"هلب مي روندا". وكل هذه الأغاني احتلت صدارة التصنيفات في قوائم "بيلبورد". وحظيت أعماله الفنية بإشادة كبيرة من أقرانه، حتى إن بوب ديلان صرّح ذات مرة لمجلة نيوزويك: "تلك الأذن، أعني، يا إلهي، عليه أن يأخذها إلى متحف سميثسونيان!"، في إشارة إلى أحد أهم متاحف الفن في العالم، الواقع في واشنطن العاصمة.
طفولة معذبة
بعد خمس سنوات من الإبداع الغزير، أنتج خلالها براين ويلسون 200 أغنية عن الشمس والأمواج والفتيات الجميلات، غرق في اكتئاب عميق غذّاه تعاطي المخدرات في أواخر الستينيات ولعقود بعدها. بعد 35 عاماً، عاد ليكمل ألبوم "سمايل" غير المكتمل لفرقة "بيتش بويز"، والذي يُعتبر على نطاق واسع تحفته الفنية. ولا يزال لفرقة "بيتش بويز" جمهور كبير حول العالم، ويستمع إلى أعمالها ما معدله 12 مليون شخص شهرياً على "سبوتيفاي"، وفقاً لمنصة البث الموسيقي.
وُلد براين ويلسون في كاليفورنيا في 20 يونيو/حزيران 1942، وهو والد كارني وويندي ويلسون اللتين كانتا عضوين في فرقة "ويلسون فيليبس" الثلاثية التي ذاع صيتها في أوائل التسعينيات.
تُلمّح ألحانه الحزينة إلى طفولته الصعبة التي طبعها سلوك والده الاستبدادي والعنيف أحياناً. كان يعاني الصمم في أذنه اليمنى، وكان فمه يتدلّى أثناء الغناء نتيجة للضرب المُتكرر الذي تلقّاه. ووجد براين ويلسون ملاذاً في الموسيقى بعد معاناته قسوة والده الذي أصبح مديراً فنياً للفرقة لفترة. وكانت "بيتش بويز" ذات طابع عائلي، فقد شكّلها ويلسون مع شقيقيه الراحلين دينيس وكارل، ونجل عمه مايك لوف، وجاره آل جارداين. ساهم ويلسون و"بيتش بويز" في أوائل ستينيات القرن العشرين بنشر موسيقى السيرف التي تطغى عليها إيقاعات الغيتار الكهربائي مع صدى صوتي وتناغم موسيقي غني وألحان جذابة.
كبار النجوم يودعون براين ويلسون
وجه كبار النجوم رسائل إشادة ببراين ويلسون إثر إعلان عائلته. وكتب بوب ديلان عبر منصة إكس الأربعاء: "تذكرت كل السنوات التي استمعت فيها إليه وأُعجبت بعبقريته. ارقد في سلام يا عزيزي براين". وعلّقت نانسي سيناترا على "إنستغرام" قائلةً إن "موسيقاه ستبقى خالدة"، مشيرة إلى أن إحدى "أعظم لحظات حياتي" كانت تأدية أغنية "كاليفورنيا غيرلز" معه.
وكتب رينغو ستار، العازف في فرقة "بيتلز"، إحدى الفرق القليلة التي تجاوزت بشعبيتها "بيتش بويز" في أوائل الستينيات: "رحم الله براين ويلسون. والسلام والمحبة لعائلته". وكان جون لينون، المغني الرئيسي لـ"بيتلز"، يعتبر ألبوم "بيت ساوندز" (1966) من أعظم الألبومات على الإطلاق.
كذلك، كتب عضو فرقة "رولينغ ستونز" روني وود على "إنستغرام": "يا إلهي، براين ويلسون وسلاي ستون في الأسبوع نفسه. عالمي في حالة حداد. يا له من حزن!"، في إشارة إلى رائد موسيقى الفانك الأميركي الذي توفي قبل أيام عن 82 عاماً.
وأشاد شون أونو لينون، نجل المغني والمؤلف جون لينون، عبر "إكس" بمن اعتبره "موزار الأميركي والعبقري الفريد الآتي من عالم آخر". وأضاف: "قلّة هم من أثّروا بي بقدر تأثيره عليّ. أشعر بأنني محظوظ جداً لأنني تمكنت من مقابلته وتمضية الوقت معه. كان دائماً لطيفاً وبمنتهى السخاء".
أما جون كايل، المؤسس المشارك لفرقة "ذا فيلفيت أندرغراوند" للموسيقى البديلة، فكتب عبر "إكس" أن "براين ويلسون لم يكن مجرد موسيقيّ شهير، بل كان عبقرياً موسيقياً حقيقياً، نجح في تحويل موسيقى البوب إلى شيء متطور بشكل مذهل".
(فرانس برس، العربي الجديد)