11 عاماً على صدور العدد الأول من "العربي الجديد"

02 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 06 سبتمبر 2025 - 11:37 (توقيت القدس)
أدركت "العربي الجديد" مبكرًا أن المشهد الإعلامي يتغيّر بسرعة (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التزام بالمهنية والحرية: منذ انطلاقتها في 2014، تسعى "العربي الجديد" لتقديم صحافة مهنية تلتزم بالمعايير التحريرية الصارمة، مع انحياز للحرية والكرامة الإنسانية، رافضة الانحياز الأعمى لأي طرف في زمن الاستقطاب والانقسامات.

- ثبات في مواجهة التحديات: رغم التحديات السياسية والاجتماعية، واصلت الصحيفة الدفاع عن حرية التعبير والديمقراطية، مقدمة تغطيات معمّقة ومساحات للنقاش والتحليل، لتكون صوتاً للضحايا في مناطق الصراع.

- ابتكار وتنوع ثقافي: استثمرت الصحيفة في المحتوى الرقمي والتعددية الفكرية، مع التركيز على الثقافة والفنون، وفتح صفحاتها لمناقشة قضايا مجتمعية هامة، لتقدم نموذجاً متكاملاً للصحافة المتنوعة.

في الثاني من سبتمبر/ أيلول 2014 صدر العدد الأول من صحيفة "العربي الجديد"، بعد خمسة أشهر من انطلاق موقعها الإلكتروني في يوم الأرض الفلسطيني

، 30 مارس/ آذار من العام نفسه. واليوم، في العيد الحادي عشر لهذه التجربة الصحافية، تتجدّد روح المغامرة الأولى، ويعود السؤال إلى جوهره: كيف يمكن للصحافة أن تظلّ حيّة وحرة في عالمٍ يميل إلى التضليل والرقابة وتزييف الحقائق؟ منذ انطلاقتها، حاولت "العربي الجديد" تقديم نموذج للصحافة العربية يقوم على المهنية والالتزام بالمعايير التحريرية الصارمة، مع انحياز للحرية والكرامة الإنسانية. في زمن الاستقطاب والانقسامات، رفضت الصحيفة الانحياز الأعمى لأي طرف، وحاولت أن تظلّ وفيّة لحق القارئ في المعلومة والتحليل، بعيداً عن لغة التحريض والطائفية والعنصرية والخطاب الأحادي.

ثبات الموقف وسط العواصف

لم تكن الطريق سهلة. في عالم عربي شهد تغييرات سياسية واجتماعية جذرية بعد 2011، وقفت الصحيفة على خط ثابت: الدفاع عن حرية التعبير والديمقراطية، ومواجهة محاولات التكميم والتضليل. ورغم الحجب في بعض الدول وتوقيف مراسليها واستهدافهم أحياناً، واصلت التجربة مسيرتها بثبات وإصرار. في ذروة الحروب، لم تتراجع الصحيفة عن مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية، بل اختارت أن تكون صوتاً للضحايا، من فلسطين إلى غيرها من ساحات الصراع. قدّمت تغطيات معمّقة، وفتحت مساحات للنقاش والتحليل، مؤكّدة أن الصحافة الحقيقية تقف دائماً إلى جانب الإنسان.

ابتكار وتجدد في مواجهة المستقبل

أدركت "العربي الجديد" مبكراً أن المشهد الإعلامي يتغيّر بسرعة، فاستثمرت في إنتاج المحتوى الرقمي، من الفيديو إلى البودكاست، ومنصّات التواصل الاجتماعي، لتصل إلى أوسع شريحة من الجمهور. ومع ذلك، ظلّت متمسكة بجوهر الصحافة المكتوبة كحاضنة للتحليل والكتابة الصحافية. كما انفتحت الصحيفة على التعدّدية الفكرية، فاحتضنت مختلف الآراء ووفّرت مساحات متساوية للأصوات المتناقضة، إيماناً بأن قوة الحقيقة تكمن في تنوّعها، وأن الصحافة التي تخشى النقد تفقد جوهرها.

مساحات أوسع للثقافة والفنون

شكّلت الثقافة والفنون منذ البداية حجر أساس في هوية "العربي الجديد". خصّصت الصحيفة صفحات يومية للمنوّعات، وصفحات أسبوعية للسينما والموسيقى والفنون البصرية، لتقدّم محتوى غنيّاً يواكب التحولات في العالم العربي والعالم. ومع ذلك، لم يقتصر الاهتمام على الفنون وحدها؛ فقد فتحت صفحاتها لمناقشة قضايا مجتمعية أساسية: حقوق النساء، العنف ضد القاصرات، أوضاع اللاجئين، حقوق العمالة الأجنبية، وملفّات المواطنة. إلى جانب ذلك، حافظت "العربي الجديد" على مساحة واسعة لتحقيقات معمّقة، وتقارير رياضية، وصفحات صحية وثقافية متخصّصة، لتقدّم نموذجاً متكاملاً لتجربة صحافية متنوّعة، ترعى الإنسان بقدر ما ترعى الحدث.

العام الحادي عشر… بداية جديدة

يمثّل العيد الحادي عشر محطة تأمل وانطلاق في آنٍ واحد. اليوم، تقف "العربي الجديد" أكثر نضجاً وخبرة، وأكثر استعداداً لمواجهة التحديات الرقمية والمهنية، وأكثر تصميماً على الدفاع عن الحقيقة في وجه التضليل. بعد عقد من العمل الدؤوب، رسّخت الصحيفة مكانتها في المشهد الإعلامي العربي، ليس بفضل الاسم أو التمويل، بل بفضل الصدق والمهنية والالتزام.
في احتفالها هذا العام، تؤكد الصحيفة رسالتها: تثبيت منبر حرّ، متجدّد، ومسؤول، يقف مع القارئ والإنسان العربي، ويمنح الكلمة حقها في زمن يُراد فيه إسكات الأصوات.

المساهمون