ظهرت إلى العلن خلال شهر رمضان الصعوبات الكبيرة التي يواجهها السودانيون طوال أشهر الحرب المندلعة منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023. وعكست الإفطارات التي اعتمد قسم كبير منها على المساعدات ومبادرات المنظمات الإنسانية تخلّف الناس عن مظاهر الحياة الاعتيادية بتأثير تراكم النكبات في حياتهم، والتي أصابت كل المقومات والبنى التحتية التي تلبي الاحتياجات الرئيسية من غذاء ومياه وصحة.
وأكدت معاينة أضرار الحرب الهائلة في المناطق التي استعادها الجيش من قوات الدعم السريع حجم المعاناة التي لن تنتهي بالتأكيد بمجرد كشفها وحصرها، إذ إنها تحتاج إلى أشهر وربما سنوات لمعالجة تأثيراتها السلبية على أساليب العيش وأسس المستقبل الذي يحاول الناس العيش في طيفه منذ سنوات، من دون أن ينجحوا في ذلك بسبب الظروف القائمة.
تسير كل الأمور في السودان على إيقاع النكبات، وما كشفته الأسابيع الأخيرة من أهوال الدمار الكبير وحقيقة فقدان الاحتياجات المطلوبة التي تسمح باستعادة إيقاع طبيعي للحياة، لا يسمح بتعزيز مستوى التفاؤل على المدى القريب.
على سبيل المثال أُجبر نحو 90% من المستشفيات في مناطق النزاع على الإغلاق، وفقاً لنقابة الأطباء السودانيين التي توضح أن المستشفيات التي لا تزال تعمل تعتمد في شكل متزايد على مساعدة متطوعين من لجان الطوارئ المحلية في الأحياء التي تُعَدّ جزءاً من شبكة إغاثة شعبية تُقدّم المساعدات في أنحاء البلاد، لكنها تتألف غالباً من شبان ذوي موارد محدودة. والسؤال كيف الاستمرار؟
(العربي الجديد)