وائل الحفظي.. حكاية الرواية الأولى

العربي الجديد بودكاست دعيني وأكد لك أن أهم السمات التي بإمكانك أن تفرق فيها بين الإنسان والحشرة هي مقدرة الإنسان المذهلة على أن يعطي للمصطلحات دلالات مغايرة عن حقيقتها ومن أهم المصطلحات التي لم تسلم من تلاعب الإنسان بدلالاتها لتتكيف مع فوقيته هي الإنسانية في الأصل علينا أن نعرف ما الذي يميز الإنسان حتى نقد له هذا المصطلح ولو نظرت إلى الخلف لوجدت أن الإنسان كان منذ اللحظة الأولى غيورا حاسدا وقاتلا الكاتب وروائي سعودي وائل الحفظي أستاذ وائل أهلاً وسهلاً فيك في بودكاست فيه ما فيه أهلاً وسهلاً أستاذ سعيد وسعيد جداً بأن أطلع على المستمعين عبر هذا البودكاست الرائع والله وأنا أكثر طمنا عليك شو عمل هاي الأيام؟ الحمد لله أنا لتتوعت من معرض الرياضة الدولي الكتاب لحفظ التوقيع لعروض طرف الإنكفاء وكانت الأصداء جداً جيدة ولتقينا بالعديد من الكتاب والقرى فكانت الأجواء حميمية ورائعة جداً من يقرأ لك طرف الإنكفاء ويتتبع أعمالك وإنتاجك في الأدب ربما لا يخطر في باله أن يكون هذا الكاتب هو حاصل على باكالوريوس في طب المختبرات من جامعة أم القرى ثم تبعت الدراسات لتحصل على ماجستير في الكيمياء الحيوية السريرية من الجامعة نفسها والآن في مرحلة الدكتوراه أعتقد بجامعة الملك عبد العزيز نعم تخصص الكيمياء الحيوية الكيمياء الحيوية نعم ما السر؟ مجال دراستك مختلف تماماً عن مجالك الإبداعي الأدبي يبدو كذلك أن المجال العلمي يبتعد كثيراً عن المجال الإبداعي إلا أنه في أكثر من منطقة يحدث تلاقي مهم ويعني ترابط وثيق خصوصاً للأشخاص اللي يعملون في المستشفيات يعني دائماً ما تمر بجانبك لحظات ألم لحظات فقط لحظة هذا إلا ما يشعل فيك حساسية ما هذه الحساسية إذا كان أنت شخص مستعد من ناحية قرائية ومن ناحية إبداعية إلا ما يظهر نتاج ما يعني سواء كان شعر أو أي نوع من أنواع الأدب الشيء اللي لاحظته أستاذ واعل عبورك من عالم المختبرات والبحث العلمي إلى فضاء الأدب والكتابة الروائية كيف تشكل هذا التحول داخلك؟ ما زلت أختبر أنا هذا التحول حقيقةً لأنه أنا حديث عهد يعني الرواية صدرت قبل خمسة شهور ووسط هذا الازدحام ما توقعت أنه الرواية يعني تنجح بهذا الشكل إلا أنه هناك شيء في داخلي يقول أنه أنا هنا أكثر من أي مجال آخر خليني أبدأ معك خطوة إلى الوراء إلى نقطة البداية إلى مكان النشأة أثرها على مسهراتك في الحياة وقصتك مع أول كتابة إبداعية بدأت بكتابتها بالتأكيد أنا عندي الوالد والوالدة يعني معلمين فهذا كان له أثر كبير إضافة إلى الأسرة في المدينة مدينة محال العسير هي أسرة تشتهر بالعلم والقضاء وما إلى ذلك فهذا كان له أثر إضافة إلى وجود المكتبة في المنزل هذا أثر بشكل أو بآخر بتكوين هذا الإنسان بحيث أنه يطيع على عوالم أخرى صارت المكتبة فوراً جاءت القراءة صارت للمكتبة ملاذ دائم بالنسبة لي من هنا يعني بدأ التعلق بالقراءة من هم الكتاب أو ربما الكتب الروائيين أو الروايات التي أثرت بوائل الحفظ ولتزال تسكن جزءاً منها أنا أحب جداً كنديرة ومن أول التعليقات التي وصلتني من الأستاذ طاهر الزهراني أرسل له التحية عبر هذا البودكاست قال لي أنه ربما تأثرت بكنديرة وأيضاً لا أخجل من هذا التأثير حقيقةً لأنه أنا في النهاية متوسط قراءاتي ومثل ما قال باختن أنه إذا كان الكاتب بصدد عمل جديد هو بالضرورة سيتقاطع مع كل ما كتبه أمام كل ما لم يكتب فبالتالي إلا أن أتقاطع مع كاتب ما هنا وهناك وسأتقاطع مع كتاب سيأتون بعد ذلك ومن السعودية تمت أسماء معينة كان لها حضور ربما لافت بخلال قراءتك والتراك الأدبي نحن جيل ترب على أدب غازي الغسيبي وعبد الخال ويوسف الحميد وهناك أيضاً الجيل الجديد الذي بدأ يظهر من ضمنهم الأستاذ عز محمد الأستاذ أمل الحربي هناك أسماء عندنا واعدة الأستاذ أميم الخميس بدري البشر هؤلاء كلهم شكلوا المسهد ولكن الجيل الجديد بدأ ينحى منحا آخر يبتعد أكثر عن التراث ويبدأ يركز على الإنسان بشكل أوضح إن هذا الاندفاع الغريب الذي ينتابني اليوم تجاه الحياة لا يشبهني بل علي كبح جماحه فأنا أعرف مآلاته جيداً في المرة الأخيرة التي شعرت فيها بشعور مماثل قبل زمن بعيد بالتأكيد وقفت على قارعة الطريق لأستفرغ أفرطت حينها في استهلاك الوجوه والأحاديث مع الآخرين كان الكاتب السوري ساري موسى كتب مقال عنوانه به هادي الحفظي احفظوا هذا الاسم ويقصدك أنت ومن معرض المقال الذي نشر في جريدة عربية يتحدث فيه عن أن رواية طرف الإنكفاء تمتلك كل عناصر النجو والجودة التي أهلتها لتفوز بجائزة أسماء صديق للرواية الأولى ويقول إنه كان يمكن لها أن تصدر من دون أن تتوخى وساطة من أي نوع بعد عن فنيتها وبنائها المتقنين تقدم لنا موضوعاً حيوياً معاصراً وتعالجه من مختلف الجوانب ووجهة النظر العلمية والعملية لنفهم بذلك كيف سقط بطلها في وحدة البطالة واليأس وصولاً إلى الجريمة قراءته وتلخيصه للرواية كل قراءة تحمل وصول لمعنى ما تدهشني ومن ضمنها مقالة لأستاذ الكاتب ساري موسى وكان من أبدأ المقالات حقيقة ساري عمل في هذا المقال تجسير لمعنى جميل جدا وبدئ بالنسبة لي أنا أرى هذه القراءات هي النقد الحقيقي أن تصل إلى معنى مع النص وتبدأ تفكك النص وتمعنيه هذا هو النقد بالنسبة لي فالأراء أكيد أنها متباينة في الأخير هو عمل إبداعي ومسألة ذوقية هناك من يبحث عن عالم متسع وحبكة معينة ولكن ثيمة العمل لم تكن قائمة على مثل هذه الأمور وهذا مقصود عموما ولكن في الأخير أنا أعرف جيدا أنه بمجرد أن ينشر الكاتب عمله عليه أن يكون جاهزا لأن يستقبل جميع الأراء أيضا مما قاله في المقال وصف أستعرض مرة أخرى جزء مما كتبه لأنه كان لافتا حقا يقول في عالم اليوم ليست البطالة بطالة تامة وعطالة نهائية بل إن النظام الرأسمالي نفسه يموهها عبر العمل عبر الأونلاين وهو ما يضطر بطل الرواية إلى فعله من أجل تأمين مصاريف حياته فيصمم رسومات يضعها على صدر سترات يبيعها تتماشى مع أحداث معينة أو تتزامن مع مناسبات وأيام عالمية كيوم العزاب مثلا لا هدف لها سوى زيادة الاستهلاك واختراع أسباب لتحريض الناس على الشراء كما إنه توصل إلى معرفة الطبيبة النفسية عبر أحد التطبيقات فالعالم الذي يسبب الأمراض النفسية يبيع السبل المفترضة للشفاء منها كالأطباء النفسيين الذين يهمهم أن يرتبط بهم المريض أطول وقت ممكن أي ألا يصلوا به إلى الشفاء وإلى آخر النص الذي يتحدث عن الرواية ويظل ينهل منها ليستعرض بديعيتها عظيم هذه الدهشة التي يتحدث عنها أحيانا قراءات معينة قد تضاهي جمال النص الملفت في النص وأيضا بالموضوع المطروح من قبلك ومعالجتك لمجموعة من التفاصيل ربما لن تحملها الكتب التي تؤرخ أحداث وتفاصيل وشكل الحياة أو ما شابه ولكن في الرواية أنت تتناول معضلات حقيقية وتنقضوها وتفككوها والمدهش والملفت في ذلك أنك تتناول تفاصيل من الحياة اليومية وهي رواية معاصرة وسط هذا التقرار في الروايات التي ربما تفلت منها بأحيان كثيرة أدوات العصر الحديث والتي نستخدمها في اليوم والراهن لدينا في حياتنا بشكل عام ولكن أنت تذهب إلى روتين حياتنا اليومية وتتعامل معها بسلاسة وتفككها وتتعامل معها وأيضا النفس البشرية المتألمة والمتفاعلة والمقورة بفعل هذا التفاعل المعاصر يعني قلت في نفسي حين التفت إلى هذه المسألة لابد روائل أنه طبعا بشكل جيد في مسألة كتب التحليل النفسي على الأقل التي تحلل الخطابة والكلمة وتفاعل الإنسان معها لا أدري ما رأيك أنت؟ أنا تذكرت الآن تقسيم باموق للروائي الساذج والروائي الذكي تقريبا أو لا أذكر المصطلح بشكل واضح وهو كان يقول أن هناك روائي يكتب وهو على وعي ومعرفة تامة بما هي الأدوات وهناك الروائي الساذج وهو بالمناسبة يضع ديرس فسكي من ضمن هؤلاء الروائيين الذين يكتبون بالثليقة ولكنهم عندما يكتبون يكتبون أمرا فعلا حقيقي ويلامس الإنسان ويشخص النفس البشرية بشكل جيد بالنسبة لي العلم النفسي التطوري هو ما قرأت فيه وهو المجال الذي أهتم فيه قراءة لأسباب عدة ولكن بالنسبة للتقنيات وخلافه فأنا ربما روائي ساذج أكثر من كوني روائي عارف بالتقنيات السردية لكن على أي حال ما الذي يهم الإنسان حقيقة؟ الإنسان الحالي لا يهمه إلا أن ينجو ولا تكون هذه النجاة إلا عبر معنى ما فهذا هو مدار الحكاية في الرواية الشخصية لم تحتاج إلى مكان ولم تحتاج إلى أشخاص آخرين ولم تحتاج إلى رأسها فعلا ربما شخص آخر يجد أن هذا ضعف في النص ولكن بالنسبة للشخصية وبالنسبة للقصة وبالنسبة لكل ما يدور كان هذا هو المناخ المناسب لسرد هذه الرواية أحياناً أصلاً مسألة طمسة المكان يخلق تحدي من نوع مختلف المساحة المستمرة بكثافة هذه حدود الغرفة والإنكفاء في الغرفة التي من خلالها يكون الخروج للعالم وربما ملامح المكان تجسدت في الغرفة نفسها وربما كانت رمزية الغرفة لتصرف لنا شكل حياتنا الحالي نعم فعلاً لأن المكان لم يعد له همية العصر الحديد أصبح السفر سهلاً أصبح أنت هنا أو هناك لن يختلف عليك شيء كبير حتى الأماكن كلمة عولمتها والمباني المتشابهة والبيئات أصبحت لا تختلف عن بعضها البعض وبالتالي هذا النصر هو تأكيد أن يقرأه شخص هنا أو هناك لأن بالفعل تم تحييد المكان لهذا السبب لمناقشة هذه العولمة حتى على مستوى الأماكن المصدر الوطني للتعليم أتعلم أن الشعور بالألم هو شعور محدوي؟ بينما البكاء هو تعبير عن ذاك الشعور ولكنه تعبير تشاركي لذا نحن نبكي ليشعر الآخرون بنا وهذا هو الهدف من البكاء أساساً بين عالم المختبر القائم على الدقة والقياس وعالم الرواية القائم على الحدس والتخيل مساحة توتر جميلة كيف تتعايش هاتان الحقيقتان فيك؟ وهل تشعر أحياناً فيك عالماً يراقب الروائي أثناء الكتابة أو العكس؟ شكراً للمشاهدة أتوقع أنه في الأخير راح يلقي التخصص بشيء أو بآخر على الروائي ولكن نفس الموضوع السيرة والتجربة والملاحظات هذه كلها تؤثر على الشخص أثناء الكتابة فأيضا التخصص والمجال العلمي يلقي بظلالة على الروائي بشكل أو بآخر لكن لا مجال للروائي أن يؤثر على المختص وفي المختبر يعني ، ألا كانت كارثة في روايتك ترف الإنكفاء وهي التجربة الأولى في الكتابة الإبداعية في كتابة الرواية هل كانت ترف الإنكفاء شكل من أشكال الإنصاط أم محاولة لترجمة فكرة ما أو ربما شعور ما؟ هي محاولة لوضع القلق على المسرح القلق على المسرح نعم ، لأنه فورا تسلط الضوء على المشكلة أو على شيء ما أنت لا تفهمه عبر الكتابة يصبح الأمر أسهل وهذا أول اعتراف بالمشكلة بدأت الكتابة أكيد أنه كان فيه نقطة معينة هي دفعتني للكتابة وهي كانت نقطة يعني محورية في حياتي وهذه النقطة شكلت بداية لهذا العمل ثم يمتد إلى أن يصبح الآن مرآة لأشخاص آخرين ربما يمرون بذات الشعور أو حتى يختبرون هذا الشعور عبر النص نفسه فهذا أكبر شيء وأجمل شيء ممكن الكتابة تقدمه أنه تضع القلق على المسرح أو تضع هذا الشعور الذي يعجز الإنسان عن فهمه على الورق وأنت كمتلقي تقوم بعملية التجسير وتبدأ تفهم هذا القلق وتخرج بأجوبة خاصة بك قد تختلف حتى عن أجوبة الكاتب العمل الإبداعي أو حتى قارئ آخر من أين أجت الفكرة؟ أنا قلت قبل أنه بدأت من سؤال ماذا لو أن إنسان قرر أن يتوقف لا ليلتقط أنفاسه بل ليلتقط نفسه من هذا التساؤل أتصور أنه بدأ كل شيء بحيث أنه الإنسان حاليا في هذه الظل الظروف الضاغطة عليه الظروف الاقتصادية ومختلف المجالات الحياة وأصبح يعامل كتيرس في آلة لديه مهام معينة لم يعد يمكن أن يخضع بأي ترف وخصوصا ترف الإنكفاء فمن هنا بدأ كل شيء وربما أمس العمل المتلقي لأننا الآن نعيش في هذا العالم خصوصا في عالمنا العربي في لحظة صارت أوضح فيما يخص الرأسمالية وتسليع الإنسان هذا الأمر هو ما جعل المتلقي يجد نفسه بشكل أو بآخر داخل المص أيضا أطلقت عليه اسم ترف الإنكفاء وهل يكون الإنكفاء ترف؟ نعم أصبح ترفا أنت لا تستطيع حتى لو بقيت داخل غرفة مغلقة إلا ما تلاقي جنبك شاشة أنت مجبر على الرد في وقت معين حتى لو طلب الدليفري الأهم صار لا يمكنك الاستغناء عن أشياء كثيرة فالعزلة والإنكفاء أصبح ترف وهو أقل طلب لشخص ربما يعاني من اغترابنا ويحاول ترميم نفسه وذاته ليحضر ببعض الوقت لكن ظروف الحياة الحالية لا تمكن هذا الشخص من ذلك الأمر ماذا يمثل العزلة بالنسبة لك شخصيا؟ هل من شرط للكتابة أو هل هي شرط للكتابة أو هي نتيجة؟ لا بالنسبة لي الكتابة شرطها الهدوء أكثر من موضوع العزلة والكتابة هناك إشتالية لأنه أنت بحاجة إلى تجربة حتى تكتب فالتجارب لا تأتي وأنت وحيد لكن العزلة هي مرادف للكتابة مثلما تفعل الكتابة أنت تتخلص من شعور ما ربما في العزلة أنت تتخلص من شعور ما أو تفهم شعور ما فبالتالي أنا أرى الأمر بهذا الشكل بحيث أن الكتابة كما قال الخادر توفيق أو دكتور أحمد توفيق أنه أنا أكتب للعلاج النفسي فكذلك العزلة قد تكون علاج ومحاولة لفهم أنفسنا في روايتك التي رأيتها أستاذ وايل القلق الوجودي يبدو حاضر بقوة قلق المعنى والزمن والتشتت هل ترى وتنظر للإنسان الحديث ككائن فقد صلته بالعالم؟ هذا الواضح أنه لم يعد هناك أي معنى خصوصا بالنسبة للجيل الكبير الآن بدأ يحتك بالحياة بشكل أكبر أصبح الموضوع بالنسبة لهم محدد ومرسوم ومسار واضح لم يعد هناك أي معنى خصوصا للتجارب التي بدأت تزداد حاليا ما هي تجارب الإغتراب؟ بدأ الكل يذهب إلى ماكن أبعد كذلك حتى الإغتراب جراء الفقد وهذا ما كان مدار الرواية كان البطل يشعر بأنه فقد معنى الحياة لم يعد هناك فائدة من العيش وهذه ثيمة جدا واضحة حاليا وأتصور أنه سنرى أعمال كثيرة فيما يخص هذه الثيمة خصوصا أننا فعلا بحاجة إلى أعمال إبداعية تعالج هذه الموضوعات الحساسة خصوصا عند الجيل الجديد كما ذكرت سابقا كما ذكرت سابقا لم أبكي لقد فعلت ذلك قبل اليوم ولم يهتز في الأقدار شيء لا أحد هنا الأمر الوحيد الذي آسف عليه أن هذا كله حدث بأسرع مما يجب قبل أن أصل إلى حد الشبع لكن هل بالإمكان أن نشبع مما نحب؟ وهل الحب إلا جوع دائم وجذوة لا يعرف لهيبها الشبع؟ أنا أعرف هذا جيدا أعرف أن الأمور كلما انتهت مبكرا كان الشعور بالفقد أقل أقل مما لو أنها انتهت بعد فوات الأوان وأن كل شعور بالفقد مقرون بالضرورة في فوات الأوان ولكنني جربت الفقدين فقدت أمي في وقت كان أبكرا من أن أجزع وفقدت أبي متأخرا عن أن أجزع وكان الأمر موجعا في المرتين لأن الفقد والوجع يحل كل منهما محل الآخر فإنني أفتقد أمي أقل ، ولكن بوجع أكبر وأفتقد أبي جدا ، ولكن بوجع أقل على الرغم من أن روايتك غير مسيسية ظاهرا إلا أنها تعكس وعي اجتماعي وثقافي خفي كيف ترى التحولات الاجتماعية والثقافية في السعودية اليوم؟ التحولات جدا مغلقة هناك صارت الثقافة جزء أصيل أو بشكل أوضح صارت الثقافة جزء أصيل من عملية التنمية التي تقوم بها الدولة وهذا أمر جدا مهم بدأت عندنا برامج تنزل المثقف أو المبدع أو أي أن يكون إلى الناس في المقاهي وفي الأماكن العامة وبالتالي هذا شكل نقطة مهمة أصبح من سهل هذا الاحتكاك مع المبدع ومع المثقف وشكل حراك كبير جدا في المشهد هناك العديد من الأمور الإيجابية بعض الأراء التي وصلت نقاتهم ترى في الإنكفاء ربما هي محاولة لقراءة المشهد في ظل هذه المشاريع وربما يفقد الإنسان المعنى جراء ذلك هذا يعود إلى المتلقي بشكل أو بآخر لكن حقيقة أن الاختراب قد ينتج عن أكثر من شكل الإنكفاء هي روايتك الأولى لكنها لاقت احتفاء نقدي وجائزة مهمة بباري أسألك كيف تعاملت مع النجاح المبكر وهل شعرت بالخوف من سقف التوقعات؟ تفاجأت كما ذكرت سابقا لأنه لم أتصور أن يلاقي هذا الصدى الكبير حصلت على جائزة مهمة وحصلت على دار الأداب هي الدار التي نشرتها وهذا أمر كذلك مهم بالأخير العمل الثاني هو المحك حاليا أكيد أني أمام تحدي كبير لأن هناك توقعات وتصورات بالنسبة للمتلقي علي أن أحاول التخلص منها أكثر من أن أحاول مجاراتها لم يكن البيت كما عهدته بدى كل شيء باهة بلا روح أبي لم يعد أبي ذبلت تلك القوة التي عهدتها فيه حاجبه الأيمن الذي ظل مرفوعا لسنوات بات ممددا تحاجبه الأيسر استسلمت ذاكرته للنسيان أخيرا إنه لانتصار صغير ومبكر أن يتخلى الإنسان عن ذاكرته عن شقائه وسعادته عن كل الأسماء والوجوه وهنا تفقد الحياة متعتها في سحقه بلا ألم لن يستمتع القاتل ملامح الضحية الجامدة تقتل في خصمها حتى فكرة المحاولة ما هي المشاريع القادمة التي تعمل عليها هذه الأيام؟ هناك مشروع روائي ولكن ما زال في المراحل الأولى تجربة مختلفة أحاول أن أتحدى نفسي فيها أنا ككاتب موضوعا ولغة حتى التقنية أحاول ما زالت أحاول حتى الآن وربما يرى النور في يوم من الأيام على خير إن شاء الله كلمة نختم بها أقول إلى كل أولئك الذين تماثقوا بينما تتدعى الأشياء وحولهم كونوا بخير دائما إن شاء الله شكرا شكرا لك شكرا لك مزيد من الإبداع والكتاب الإبداعية شكرا جزيلا لوقتك يعطيك العافية أقوم عن مرتبة الممددة على الأرض نحو السماء متتبعا صوت آلة الخياطة حيث أمي أنغمث كثيرا في صدرها لدقائق قليلة ثم أسحب حقيبة المدرسية المعلقة بمكبضها أعلى الباب وأشرع في حل واجبات المدرسية مستلقيا بجانبها بينما هي ترفض أطراف قماش أبيض وهذا مما كانت تجيده وتحبه كانت أمي بالكاد تجيد قراءة الأحرف بعض الأحرف ليس أكثر ولكن إن استثنين الحروف التي لا تجيد قراءتها فإنها كانت تعرف كل شيء كل شيء آخر ليس أقل