اتفاق ينهي وجود قوات النظام السوري في السلمية

05 ديسمبر 2024
فصائل المعارضة بعد سيطرتها على مدينة حماة، 5 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انسحب جيش النظام السوري من السلمية بعد اتفاق مع المعارضة بوساطة المجلس الإسماعيلي ومنظمة الآغا خان، بهدف تحييد المدينة عن العمليات العسكرية وضمان سلامة المدنيين.
- الوضع في السلمية مستقر بعد الاتفاق، حيث لم تُسجل حوادث تُذكر، وأبدى الأهالي ارتياحهم. المدينة تُعتبر مركزًا ثقافيًا ودينيًا مهمًا، ومعظم سكانها من الطائفة الإسماعيلية.
- في تلبيسة بريف حمص، قُتل شخصان وأُصيب ثلاثة آخرون جراء قصف النظام، مما أدى إلى فوضى ونزوح، وسط تصاعد التوترات مع تمدد المعارضة.

انسحب جيش النظام السوري والقوى الأمنية التابعة له التي كانت متمركزة في مدينة السلمية، في الريف الشرقي لمدينة حماة، بعد تنسيق واتفاق حصلا بين سكان المدينة وغرفة "العمليات المشتركة" لعملية "ردع العدوان" مساء اليوم الخميس. وجرى الاتفاق عن طريق وسطاء بين "المجلس الإسماعيلي" في المدينة من جهة، وغرفة العمليات العسكرية التابعة لفصائل المعارضة من جهة أخرى، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" محمد العبد الله المتحدر من ريف حماة الشرقي، وهو أحد وسطاء ضمن الاتفاق، موضحًا أن قوات النظام والمليشيات التي كانت تنتشر في المدينة انسحبت منها عقب التوصل إلى الاتفاق القاضي بتحييد المدينة عن أية عمليات عسكرية.

ولفت العبد الله إلى أن الاتفاق أعقب تطمينات لسكان المدينة ووجهائها بعد دخول وفد من حكومة الإنقاذ إليها وقوات المعارضة، بضمان عدم التعرض للمدنيين أو شن عمليات عسكرية في المدينة بعد خروج جيش النظام والمليشيات التابعة له. وأضاف: "هذا الخيار جرى بتفاهم مع المجلس الإسماعيلي وتنسيق مع منظمة الآغا خان، وهو الحل الأنسب لعدم حدوث أي عمليات عسكرية تسفر عن وقوع قتلى في صفوف المدنيين، فضلًا عن ضمان عدم ارتكاب النظام جرائم فيها بحجة وجود قوات للمعارضة داخل المدينة كما جرى في عدة مدن أخرى سورية".

وأكدت مصادر من داخل مدينة سلمية، لـ"العربي الجديد"، أن الوضع جيد في المدينة، ولم تسجل أي حوادث تذكر، ما عدا الاتفاق الذي أبدى الأهالي الارتياح له. الإعلامية السورية رولا حيدر، المتحدرة من مدينة السلمية، كتبت عبر "فيسبوك" في تطمين لسكان المدينة عقب الاتفاق: "‏أهلي ومدينتي السلمية، كنتم وما زلتم من أوائل من ثار على نظام القمع في سورية من أيام حافظ الأسد وحتى الآن، وهذا لا يخفى على أحد. ما كان يحول دون الوصول بسورية إلى بر الأمان بسلام أصبح مريضًا هزيلًا يتلاشى، ليس النظام فقط بل كل أعوانه. القادمون لتحرير أرضنا في السلمية هم رجال البلد، هم أبناء سورية الحرة. لا تقلقوا فلن يمسكم سوء، على العكس تمامًا. الأمور الآن والخطاب الموجه منظم ومدروس ويحاكي تمامًا سورية بكل مكوناتها. جهزوا التبولة والبطاطا المقلية وكأس المتة وتنفسوا حرية".

وتقع مدينة السلمية في محافظة حماة وسط سورية، وتعرف بكونها مدينة ذات موقع استراتيجي على تخوم البادية السورية، وتبعد عن مركز مدينة حماة حوالي 33 كيلومترًا إلى الشرق. وهي مركز ثقافي وديني مهم، وغالب سكان المدينة من الطائفة الإسماعيلية. وقدر عدد سكانها في إحصائيات عام 2004 بنحو 67 ألف شخص، وشهدت خلال الثورة السورية موجات نزوح العائلات من عدة مدن وبلدات سورية، واتخذت منها مليشيات "الدفاع الوطني" معقلًا لها خلال السنوات الماضية، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على الحياة المدنية فيها.

قتيلان بقصف للنظام على مدينة تلبيسة

من جهة أخرى، قُتل شخصان على الأقل وأُصيب ثلاثة آخرون جراء قصف لقوات النظام السوري استهدف، مساء اليوم، مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، وسط سورية. وذكرت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام المتمركزة في حاجز ملوك، وهو من أكبر حواجز النظام السوري التي تفصل ريف حمص الشمالي عن المدينة، إضافة إلى قوات متمركزة في بلدة المشرفة، استهدفت مدينة تلبيسة، ما أسفر عن سقوط القتيلين.

وذكرت المصادر أن النظام السوري قطع جميع الاتصالات عن ريف حمص الشمالي بالتزامن مع بدء عمليات قصف عشوائي على المنطقة من عدة مواقع في ريف المحافظة. بدوره، كشف الإعلامي أنس أبو عدنان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أرتال جيش النظام والمليشيات الموالية له التي تنسحب من مدينة حماة تستهدف الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة، بالإضافة إلى استهداف من جانب كتيبة الهندسة للمدينة بقذائف الهاون، الأمر الذي أدى إلى مقتل أب وابنه وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين وفق التقديرات الأولية. وأضاف: "هناك حالة من الفوضى في الوقت الحالي مع بدء حركة نزوح للقرى والبلدات الموالية للنظام في ريف حمص الشمالي، وسط توتر مع انسحاب العديد من حواجز جيش النظام من المنطقة".

وبعد عمليات قصف جوي روسي مكثف استهدف منطقة ريف حمص الشمالي، تم التوصل إلى اتفاق التسوية وبدء تنفيذه في 3 مايو/ أيار 2018. وشمل الاتفاق تهجير رافضي التسوية من مناطق تلبيسة والرستن والحولة إلى مناطق شمال غرب سورية. ونص الاتفاق على "دخول الشرطة العسكرية الروسية والشرطة المدنية إلى جميع البلدات السورية بعد خروج آخر قافلة من مناطق الريف الشمالي".

وتدخل ضمن نطاق ريف حمص الشمالي منطقة الحولة، شمال غربي حمص، التي تضم بلدات عدة، أبرزها تلدو، وتل الذهب، وكفرلاها، بالإضافة إلى قرى وبلدات في ريف حماة الجنوبي، منها حربنفسه. وتأتي هذه التطورات عشية تمدد محتمل لفصائل المعارضة الى مدينة حمص الواقعة جنوب مدينة حماة، والتي أعلنت الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة السيطرة عليها بعد ظهر اليوم الخميس.

المساهمون