استمع إلى الملخص
- البيان المشترك لهيئة الأسرى ونادي الأسير يوضح أن استشهاد المحلاوي يرفع عدد الشهداء الأسرى إلى 49، مع استمرار الاحتلال في إخفاء هويات الشهداء والمعتقلين من غزة.
- تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المحلاوي، والمطالبة بمحاسبة قادة الاحتلال، مع التأكيد على تعرض الأسرى لجرائم ممنهجة تشمل التعذيب والتجويع.
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، مساء اليوم الخميس، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية أبلغتهما باستشهاد الأسير علاء مروان حمزة المحلاوي (42 عاماً) من غزة داخل أحد سجون الاحتلال الإسرائيلي. وبحسب بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، فإن المحلاوي كان معتقلاً منذ 21 ديسمبر/ كانون الأول 2023، مشيراً إلى أن عائلته أكدت أنه لم يكن يعاني من أية أمراض مزمنة قبل اعتقاله، وكان يعاني فقط من مشكلة في إحدى عينيه قبل الاعتقال.
وأوضحت هيئة الأسرى ونادي الأسير أنّ المعطيات المتوفرة حول الجريمة التي ارتكبت بحق المعتقل علاء المحلاوي أنه كان محتجزاً في سجن النقب. وبحسب معتقلين جرت زيارتهم، فإن وضعه الصحي صعب، من دون توضيح تفاصيل أخرى، واستنادا إلى المعطيات الأخيرة حوله، فقد جرى نقله في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم إلى مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، حيث استشهد فيه صباح اليوم الخميس.
وذكرت الهيئة والنادي في البيان أنّ الشهيد المحلاوي اعتقل يوم استشهاد والده في غزة، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال، أكبرهم ابنة تبلغ من العمر (16 عاماً) وأصغرهم يبلغ من العمر ثماني سنوات. ولفت البيان إلى أنّ عدد الأسرى والمعتقلين الشهداء منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 يتصاعد بشكل كبير، مضيفاً أن استشهاد المعتقل المحلاوي يأتي بعد يوم على استشهاد المعتقل محمد وليد حسين من مخيم نور شمس شرق طولكرم. وأضاف البيان: "لم يسبق في تاريخ الحركة الأسيرة أنّ سُجلت أعداد شهداء بين صفوف الأسرى كما اليوم مع استمرار حرب الإبادة الجماعية بحقّ شعبنا في غزة".
وبذلك، فإن أعداد الشهداء الأسرى منذ بدء الحرب الإسرائيلية يرتفع إلى 49 شهيداً، وهم فقط من جرى الإعلان عن هوياتهم، من بينهم 30 شهيداً من غزة، وبذلك، فإن عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلن عن هوياتهم منذ عام 1967 يرتفع إلى 286 شهيداً، علماً أن هناك العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا بعد الحرب، ويواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم، جرّاء جريمة الإخفاء القسري التي ينتهجها الاحتلال بحقّ الشهداء والمعتقلين من غزة.
وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير أنّ ما يجري بحقّ الأسرى والمعتقلين هو وجه آخر من أوجه الإبادة، والهدف من كافة الإجراءات والسياسات الممنهجة التي فرضتها منظومة السجون، والتي حوّلت عبرها السجون والمعسكرات إلى ساحات تعذيب، هو إعدام الأسرى، وتنفيذ عمليات اغتيال ممنهجة بحقّهم.
وشددت الهيئة والنادي على أنّ وتيرة تصاعد أعداد الشهداء ستأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف من الأسرى والمعتقلين في السجون، وتعرضهم بشكل لحظي لجرائم ممنهجة، أبرزها التّعذيب والتّجويع، والاعتداءات بكافة أشكالها والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسية، والتعمد بفرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية، عدا سياسات السلب والحرمان غير المسبوقة بمستواها.
وحمّلت هيئة الأسرى ونادي الأسير وكافة المؤسسات المختصة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل المحلاوي، مجددة مطالبتها المنظومة الحقوقية الدولية بالمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طاولتها في ضوء حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال إسرائيل باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال، الذين اعترفت بهم إدارة السّجون حتى بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أكثر من عشرة آلاف و300، فيما تواصل فرض جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي غزة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال. ومن بين الأسرى 91 أسيرة وما لا يقل عن 280 طفلاً و3428 معتقلاً إدارياً، بينهم 27 من النساء و100 طفل على الأقل.