في وقت تتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة على مختلف أنحاء قطاع غزة المحاصر، ومع تعثّر المسار التفاوضي وتعاظم التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، أعلن جيش الاحتلال، مساء الجمعة، إطلاق المرحلة الأولى من عملية عسكرية واسعة تحت اسم "عربات جدعون". وتشمل العملية ضربات جوية مكثفة وتحريك قوات برية للسيطرة على مواقع استراتيجية داخل القطاع، في محاولة لتحقيق ما سمّاه الاحتلال "أهداف الحرب"، وعلى رأسها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وهزيمة حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
الهجوم الجديد وُصف من جانب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأنه "الأوسع والأكثر فتكًا" منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، محذرًا من اعتماد الاحتلال سياسة الأرض المحروقة والمجازر الجماعية، بما يشمل التدمير الشامل لما تبقى من الأحياء السكنية والبنية التحتية في القطاع المنكوب. ميدانياً، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنّ عناصر اشتبكوا مباشرة بالأسلحة الرشاشة مع قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل في شارع النزاز شرقي حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، ورصدوا إصابة ومقتل جنديين من أفراد القوة المستهدفة بتاريخ 12 مايو/ أيار 2025.
وعلى صعيد المفاوضات، أفاد مصدر مسؤول في حركة حماس، "العربي الجديد"، بانعقاد لقاء عاجل بين وفد الحركة والوسيط القطري مساء اليوم في الدوحة لبحث تطورات التهدئة، مشيراً إلى أن العرض المطروح يتضمن صفقة جزئية تمتد لأكثر من شهرين، تتخللها مفاوضات حول إنهاء شامل للحرب بشروط. ولفت المصدر إلى أن الضمانات هذه المرة أكثر جدية وتشمل التزامات أميركية واضحة لضمان تنفيذ الاتفاق.
ويأتي هذا بعدما أفادت مصادر إسرائيلية، أمس الجمعة، بأنّ الوفد الإسرائيلي المفاوض سيبقى في الدوحة حتى مساء اليوم على الأقل، رغم عدم إحرازه أي تقدّم في المحادثات، وتعمّده "إفشالها". ونقل موقع والاه العبري، عن مسؤول إسرائيلي، وصفته بـ"الكبير" قوله، إنّ "أعضاء الوفد المفاوض أوصى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة المفاوضات في هذه المرحلة"، معتبراً أنّ "الأمل لم يتبدد بعد بالكامل لإحداث تقدّم بالمفاوضات".
في الأثناء، نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن خمسة أشخاص مطّلعين، قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تعمل على خطة لنقل نحو مليون فلسطيني بشكل دائم من قطاع غزة إلى ليبيا، مضيفة أن "الخطة قيد الدراسة، وناقشتها الإدارة مع القيادة الليبية"، وأنه "في مقابل إعادة توطين الفلسطينيين من المحتمل أن تفرج الإدارة الأميركية عن مليارات الدولارات من الأموال الليبية التي جمدتها الولايات المتحدة منذ أكثر من عشر سنوات". ولم يحدد التقرير الجهة التي تتناقش إدارة ترامب معها تحديداً لنقل سكان غزة.
وشهدت القمة العربية التي انعقدت بنسختها الـ34، في العاصمة العراقية بغداد، بحضور زعماء الدول العربية أو من يمثلهم، دعوات للضغط على إسرائيل من أجل وقف حربها على غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، فضلاً عن بلورة موقف عربي موحد إزاء القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها ورفض تهجير الشعب الفلسطيني.
تطورات الحرب على غزة ينقلها "العربي الجديد" أولاً بأول...